رسالة اليوم

13/12/2016 - سنكونُ دائمَاً مُميّزين

-

-

لاَ

وَإِذْ أَتَوْا بِهِمَا إِلَى الْوُلاَةِ قَالُوا: (هَذَانِ الرَّجُلاَنِ يُبَلْبِلاَنِ مَدِينَتَنَا وَهُمَا يَهُودِيَّانِ.

(أعمال الرسل 16: 20)

 

كُلُّ الذينَ مِنَ الله يَجبُ أن يَكونوا مُستعدينَ، لأنَّهم سَيُضطهَدونَ حَتماً. نَحنُ المَسيحيّون، نُزعِجُ الشَّيْطانَ في رَاحتهِ، وهَذا مَا يَجعلُ خُدامهُ يَضْطربون. فَقدْ اسْتعملَ إبْليسُ كُلَّ الوَسائلِ ليَقضيَ عَلى شَعبِ الرَّب. لِذلكَ، يَنبغي أن نَكونَ مُستعدينَ دَائماً، ولا نَسمحَ لأيِّ شيءٍ أو أحدٍ أن يَفصلنَا عَن مَحبةِ الله (رومية 8: 38- 39).

تُعلنُ كَلمةُ الله لنَا أنَّ الْعَالَمَ كُلَّهُ قَدْ وُضِعَ فِي الشِّرِّير (1يوحنا 5: 19)، ونَحنُ نَعيشُ في وسَطِ هَذا العَالم. إلاّ أنَنا لسْنَا مِنهُ (يوحنا 15: 19)، لِذلكَ، لا يَستطيعُ أن يُسيطرَ عَلينَا أو يَقُودنَا. ولكِنْ عِندمَا نُعانِي مِنَ الاضْطِهادِ، يَجبُ أن نَتذكّرَ بَأنَّ العَدوَّ يَعرفُ جَيداً مَكانتنَا في المَسيح، لِذلكَ يَجعلُ الاشَرار يَقومونَ عَلينَا، لِكي لا تَصلَ كَلمةُ الحَقِّ ومَحبةُ الرَّب لهُم وللبَعِيدين.

يُضايقُ نَجاحُنا أولئِكَ الَّذينَ لمْ يُعطوا حَياتهُم للرَّب بَعْد. لذلك، فالاضْطهادَ شيءٌ طبيعيٌ لكَونِنَا نَتْبعُ الرَّب، والشَّيطانُ يَسعىَ دَائماً للقَضَاءِ عَلى شَعبِ الرَّبِ. إبْراهيمُ مَثلاً، اسْتعملَ الحِكمةَ لكي لا يَقتلهُ فِرعونْ عِندمَا كَانَ مُهْتمَّاً بِأن يَأخُذَ سَارة زَوْجَتِه، لأنَّهُ كَانَ يَظنُ أنَّها أختهُ، واكِتشفَ الحَقيقةَ بَعدَ ذَلك (تكوين 12). وفي مَرةٍ أُخرى، كَانَ عَلى إبْراهيم أن يَكونَ صَبوراً، في اِنْتظارهِ للرَّبِ، عِندمَا قَال لهُ "وَأُبَارِكُهَا وَأُعْطِيكَ أَيْضًا مِنْهَا ابْنًا. أُبَارِكُهَا فَتَكُونُ أُمَماً، وَمُلُوكُ شُعُوبٍ مِنْهَا يَكُونُونَ (سفر التكوين 17: 16). وأقَامَ أسباطاً مِنْ نَسْلهِ. وفي وقتٍ لاحِقٍ، اتَفقتْ القَبائِل ضِدَّ ذُريته، كَمَا فَعلت قَبيلةُ عَماليقَ، الذِي جَاءَ مِن وَراءِ شَعبِ الله، وضَربَ صُفوفَهُم الخَلفيّةَ. إلاّ أنهُ نَالَ الجَزاءَ الذَي يَسْتحقهُ (تثنية 25: 17-19). فَالشِّريرُ يُبغضُ الرَّبَ وشَعبهُ بُغضاً مُميتاً؛ لِذلكَ، قَدْ حَاولَ أن يَمْحَو النَسَلَ المُقَدَّسَ مِن عَلى الخَريطةِ كَثيراً. ولكِن لأَنَّكَ قُلْتَ: «أَنْتَ يَا رَبُّ مَلْجَإِي» جَعَلْتَ الْعَلِيَّ مَسْكَنَكَ، لاَ يُلاَقِيكَ شَرٌّ، وَلاَ تَدْنُو ضَرْبَةٌ مِنْ خَيْمَتِكَ (سفر المزامير 91: 9-10). ).

فإن الاضْطِهادَ ومُحاولاتِ إبادتِنَا مُستمرَّةٌ، ولكِنْ ما الَّذي يَفْصِلنَا عَن مَحبةِ الله؟ فلا دَاعِي لأن نَقَلق، فَقط عَلينَا طَاعةُ وصَايَا الله بِحبٍّ ومِنَ القَلبِ، وبِهذَا نَشهدُ عنهُ للقُلوبِ البَعيدةِ التِي تَحجَّرت فَي الظَّلام. إيمَانُنَا وقَداستُنا تُضايقُ العَدوَّ جِداً، لِذلكَ هُو يُجهِّزُ خُدامهُ ليَقومُوا عَلينَا مُحاولينَ إيقَافَنَا. ولكِنْ إن لَطَمَكَ أحدٌ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضاً (متى 5: 38 - 42)، فكُلُّ مَن يَتألمُ مِن أجَل حُبِّهِ للمَسِيح سَينَالُ المُكافأةَ العَظيمةَ (يعقوب 5: 10- 11).

مُهِمتُنا إلقاءُ نَارِ كلمة الرَّبِ على الأرضِ مِثلَ مُعلّمُنَا (لوقا 12: 49)، تِلكَ التي تَحرقُ الخَطيئةَ، وتُسبِّبُ زِلزالاً فِي مَمْلكةِ الجَحِيمِ وتَغْلبُ كُلَّ هَجماتِ إبْليس. فَإن أصَابكَ أيُّ ضَررٍ مِن أجَلِ مَحبةِ الرَّبِ، ابتَهِج لأنَّ أجَركَ سَوفَ يَكونُ عَظيماً. وتَذكَّر دَائماً أن يَسُوع قَال: فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكم ضِيقٌ ، وَلكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ (يوحنا 16: 33).

 

محبتي لكم في المسيح

د. سوارز