رسالة اليوم

23/12/2022 - بلا لومٍ أو عيبٍ

-

-

لِكَيْ تَكُونُوا بِلاَ لَوْمٍ، وَبُسَطَاءَ، أَوْلاَدًا اللهِ بِلاَ عَيْبٍ فِي وَسَطِ جِيل مُعَوَّجٍ وَمُلْتَوٍ، تُضِيئُونَ بَيْنَهُمْ كَأَنْوَارٍ فِي الْعَالَمِ (فيليبي15:2)

هناك إرسالياتٌ إلهيَّة يَسهلُ تنفيذها في أعيُننا. ولكن هناك مهمَّاتٌ أخرى تبدو مستحيلةً. ومع ذلك، نظرًا لأنَّ العملَ يُنفَّذ بواسطته دائماً، فلا ينبغي أن نقولَ أبداً إنَّه ليس لدينا الشُّروط لإنجازِ مهمَّة معيَّنة، حتى لو بدا أنَّنا غيرُ قادرين على القيام بذلك، فإنَّ الربَّ سيَمضي قُدمًا لتحقيق إرادتهِ. نحنُ مجرَّدُ أدواتٍ، في حين أنَّ العليَّ هو المُنجزُ الحقيقيُّ للعملِ.
لا يَدعونا الله أن نستمرَّ في العَيش بعدمِ اليقينِ والأكاذيب والخِداع. يُعطينا الأدواتَ التي نحتاجَها لنكون أبناءَ النُّور حقّاً. قد تبدو أهدافُه وكأنَّها سرابٌ، لكنَّها حقيقيَّة. يُمكن لأيِّ شخصٍ أن يعيشَ بطريقةٍ مقدَّسة ومُثمرة، مع الأخذِ في الاعتبار وجوبَ الاستجابة للخطَّة الإلهيَّة فقط حتى تعملَ القوَّةُ الإلهيَّة من خلالِه. لذلك هيِّئ نفسَك لتكونَ بلا لومٍ أو عيبٍ.
لا تُخجِل السَّيد ولا تشتهي أن تكون على بُعد دقيقةٍ واحدة من محضرهِ أبداً. عندما نسيرُ خارجَ الإرادة الإلهيَّة، لا نتمتَّع بحمايتهِ وقوَّته لا تعمل فينا. أولئك الذين يَضلّون عن الطريق الحقيقي يواجهون الألمَ والمُعاناة. لا يوجد شيءٌ أفضلَ من أن تكونَ تحت أنظارِ العليِّ.
لدينا هدفٌ يجب أن نصلَ إليهِ: أن نكونَ بلا لومٍ. قد يبدو الأمرُ صعبًا، لكن لو كان الأمرُ كذلك، لَما طلبَ منَّا الربُّ أن نطلبَ وجهَه. بدلًا من القولِ إنَّك لن تفعلَ ذلك، افترِض أنَّ هذه المهمَّة هي رسالتك واعتمِد على مساعدة الآبِ، لأنَّه يُساعدُ الذين يقدِّمون أنفسَهم لتحقيقِ أوامِره دائماً. في الواقع يجب على كلِّ عضوٍ في جسَدِ المَسيح أن يسيرَ بهذه الطريقة.
أمَّا بشأنِ كوننا بلا لومٍ، فيجب أن تكونَ هذه علامة واضحة فينا أينما ذهبنا وفي جميع المناسبات. لا يُمكننا أن نسيرَ في الحقّ وأن نكون مخادعين في نفسِ الوقت، لأنَّنا في اللَّحظة التي نتصرَّف فيها بحسبِ طبيعة الشَّيطان- الذي هو كذاب وأبو الكذاب (يوحنا44:8) - تتوقف يدُ الله عن سَترِ حياتنا، وبالتَّالي نتوقف عن النَّجاح من الإيمان في المسيحِ بيسوع.
حتى إذا كنتَ تعيشُ وسَط جيلٍ فاسدٍ ومُنحرفٍ، دَع محبَّة الربِّ فيك تتدفَّق لإنقاذِ بعضِ النَّاس بينما لا يزال هناكَ وقتٌ. لدينا القدرة بالإيمان على كشفِ كلِّ كذبِ العدوِّ، سواءً كانت مرضًا في الجسَد أو الرُّوح. بالنِّسبة لأولئك الذين يفعلون أشياءً تستحقُّ اللَّوم ولا ضررَ منها، فإنَّ ما تبقَّى هو ظلمٌ وأنواعُ أعمالٍ شرّيرةٍ.
هل يُضيءُ نورُك في هذا العالم؟ إذا لم تكنْ قد فعلتَ ذلك، فمن المؤكَّد أنَّ العليَّ لا يَرضي بأسلوبِ حياتك. إنَّه لا يطلب منك أن تعيشَ بلا لومٍ من أجل مساعدتِه، بل من أجلِ مصلحتِك. لا شكَّ أنَّ نورَك سوفَ يفيدُ الكثيرَ من النَّاس، لأنَّك ستكونُ المُستفيد الأكبر. اتَّخِذ مكانتك في المَسيح، وكُنْ سعيدًا ومباركًا.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز