رسالة اليوم

22/12/2022 - خرافٌ راجعةٌ

-

-

لأَنَّكُمْ كُنْتُمْ كَخِرَافٍ ضَالَّةٍ، لكِنَّكُمْ رَجَعْتُمُ الآنَ إِلَى رَاعِي نُفُوسِكُمْ وَأُسْقُفِهَا. (بطرس الأولى25:2)

باستثناءِ المَسيح، انفصلَ جميعُ النَّاس عن الله منذ هابيل وقايين وحُكِم عليهم بالهلاكِ الأبدي. ولكنَّ الربَّ قدَّم الخلاصَ للبشريَّة، ونحن لم نَعُد كخِرافِ ضَّالة في أيَّامنا هذه. ومع ذلك إذا لم يقبلْ الشَّخصُّ يسوعَ، فسيهلك إلى الأبد وينفصل بعيداً عن الربِّ وعن الفرحِ الأبدي.
هذه هي الرِّسالة التي يجب أن نعظَ بها لجميعِ النَّاس، في كلِّ مكانٍ وزمانٍ، لأنَّ الخسَارة التي قد يتعرَّضون لَها دون سببٍ فادحةٌ. قد يعتقدُ شخصٌ ما أنَّ هدفَنا هو ملءُ كنيستنا حتى تصبحَ الأعظمَ في العالمِ، لكنَّ هذا ليسَ صحيحاً. الأمرُ الإلهيّ هو أن نعلِّمَ النَّاس حتى لا يضلّوا.
أعطانا الآبُ روحَه لكي ننالَ النَّجاح. إذا كنَّا في شركةٍ معه، فإنَّنا نحرِّر أسرى الخطيئة حتى أقذرَهم. مهمَّتنا هي الخروجُ والسَّيرُ في طُرق الحياة. وكلَّما وجَدنا الأعرجَ والمفلوجَ والعَمى وكلَّ المتألِّمين، يجب أن ندعوَهم للدُّخول إلى بيتِ الله حتى يمتلئ. يأتي التَّقديسُ في اللَّحظة التي يقبلَ فيها الإنسانُ يسوعَ ربًّا ومخلِّصًا.
يؤكِّدُ الرَّسول بطرسُ أنَّنا كنَّا مِثلَ الآخرين الَّذين لم يَخلَصوا بعد، مثلَ خرافٍ ضالَّة. سيُساعدنا هذا الفهمُ على التَّحدث بشكلٍ أفضلَ عن خطَّة الله للبشريَّة. وهو لا يرغب في إرسالِ أيِّ شخصٍ إلى الظُّلمة الخارجيَّة، ولا يريد أن يرى أيّ شخصٍ يُعاني إلى الأبدِ. على العكسِ من ذلك، فهو يريدُ أن يرجعَ الجميعُ إليهِ.
سيكونُ لدى الشَّخص الضَّال لحظاتٍ مريرةٍ من الألم ولن يجدَ السَّلام أو الفرحَ. من أعظم شرورِنا الرِّغبة، في المقامِ الأوَّل، في نموِّ مشاريعِنا الخاصَّة. لا يوجد مكانٌ في الكتاب المقدَّس يدعمُ رغباتِ مشاريعنا الأنانيّة. أمرَنا أن نملأ بيتَ الله بأولئك الأموات والضَّالين أخلاقيّاً وروحيّاً.
عندما يعودُ الضَّالُ إلى أسقفِ نفسِه، يعرفُ ما هي السَّعادة، ويبدأ الحديثَ عن محبَّة الله بإيمانٍ وجرأةٍ، دافعًا الآخرين لإثبات مدى جودةِ وصِحَّة راعينا العظيم. إذا لم تكنْ قد عُدتَ إلى الله بَعدُ، فافعل ذلك الآنَ. الأمرُ لا يستحقّ العَناء خلفَ أشياءِ الجسَد والعالمِ.
سيقودكَ الرَّاعي الصَّالح إلى المراعي الخضراء، ومياهِ الرَّاحة التي لن تسبِّب لك أيَّ ضررٍ. لن يدعَ أيَّ أسدٍ أو دبٍّ يأكلك كوجبةٍ، بل يمسَح رأسَك بالزَّيت ويَفيضُ كأسُك. لا تبتعد عن المائدة التي أعدَّها القديرُ لك أمامَ أعدائكَ (مز23).

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز