رسالة اليوم

12/12/2016 - اجتماعٌ خاصٌّ

-

-

وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ إِذَا سَحَابَةٌ نَيِّرَةٌ ظَلَّلَتْهُمْ وَصَوْتٌ مِنَ السَّحَابَةِ قَائِلاً: هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ. لَهُ اسْمَعُوا (متى 17: 5).

 

أخذَ يَسوعَ تَلاميذهُ: بُطرسُ ويَعقوبَ ويُوحنا لاجْتماعٍ خَاصٍ، يُغطيهِ المَجدُ والحُضورُ الإلهي. وفي تِلكَ الّلحظةِ، حَدث أمرٌ يَصْعبُ تَفسيرهُ: مُوسى الَّذي مَات حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ َودَفَنَهُ (تَّثْنِيَةِ 34: 4- 7)، كَانَ هُناك حَيّاً ويَتكلّمُ مَع المُعلّم، الرَّب يَسوعَ؛ وإيليّا أيضاً كَانَ هُناك حَسبَ الأمرِ الإلهِي، الَّذي صَعد وسطَ العَاصِفةِ في مَرْكَبَةٍ نَاريةٍ إلى السَّماءِ (سِفْرُ الْمُلُوكِ الثَّانِي 2: 11)،. أمَّا الرِسالةَ التي أعُطيتْ للتلامِيذِ في ذَلكَ الِلّقاءِ هي، أن يَسْمعوا لمَا يَقولهُ المَسيحُ لهُم.

يَعملُ الرَّبُ مَعنا كَما يُحبُّ الآبُ ويرضَى. فأحَياناً يُخْضِعُنا لبَعضِ الاِختِبارات التي يَراهَا ضَروريّةً لكُلِّ واحدٍ منَ المدعُوينَ لحَملِ اسمِهِ. بَعضُ إختباراتِنا يُمكنُ أن نَقصَّهَا عَلى الغَير، بَينمَا لِقاءات أُخرى لا يُمكنُ أن نَقولهَا لأحدٍ، لأنَ الكثيرينَ لنْ يَفْهموهَا. فَهُناكَ أسرارٌ يُخبرُنَا بِهَا الرَّب، هي لنَا شَخصياً لكي نَتشدَّدَ ونَتشجَّعَ بها، فإن إعلانَها للآخَرين، سَيكونُ كمَا لو أنكَ سكبتَ مَاءً بارداً على إيمَانكَ المُشتعِل، لتبرُدَ رُوحياً.

لمْ يَظُنّ هَؤلاءِ التَلاميذِ أنَّ هَذا مَا سَيحدثُ. ونَحنُ أيْضَاً يَحدثُ مَعنَا هَذا، عِندمَا نَقبلُ دَعوةً للمُشاركةِ فِي البِشارةِ بِالكلمةِ مَع أحَدٍ، أو في خِلوتِنَا مَع الرَّبِ أو في اجِتماعَاتِ الصَّلاة. وفي حَالاتٍ أُخرى لا تَتمُّ دَعوتُنَا مِنَ الآبِ إلّا لأمرٍ هامّ؛ وأخيراً، حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسْطِهِمْ (متى 18: 20)، فَهو سَيصنعُ بَالتأكيدِ مُعجزاتٍ في حَياتِنَا، مِثلمَا عَملَ في حَياةِ التَلاميذِ، الَّذينَ رأوا مَجْدهُ وصَاروا مُظلّلينَ بِهِ.

الله العَليّ ليْسَ فَوق قُدرتِهِ شيء، وعِندمَا يَدعونَا لأعمالٍ مُعيَّنةٍ هو يَعلمُ لِمَاذا! فَلا يَنبغي أن نُجادلهُ. كَانَ مُوسى في هَذا الاجْتماعِ قدْ مَاتَ مِنذ عُصورٍ مَضت، وكَانَ يَتكلَّمُ مَعَ الرَّبِ يَسوع. إنَّ الجَميعَ أحياء وأموات، هم بين يديّ الرَّب، يَفعلُ بِهم مَا يشاءُ. أمَّا بِخصوصِ مُوسى عَبدُ الله، لسَنَا نَعلمُ الكثيرَ عَنهُ، إلّا مَا أعَلنهُ لنَا الإنْجيلُ، أنَّ الشَّيْطانَ أراد أن يَعرفَ مكانَ جَسَد مُوسَى، وألحَّ عَلى مِيخَائِيلُ رَئِيس الْمَلاَئِكَةِ، الذي قال بحكمةٍ: «لِيَنْتَهِرْكَ الرَّبُّ» (يهوذا 1: 9)، لأنَّ السَّرَائِرُ لِلرَّبِّ إِلهِنَا فقط، وهُو يَفعلُ مَا يَشاءُ(تثنية 29: 29). ولا يَسعَنَا إلاّ أن نُؤمنَ بِمَا يُعلنهُ لنَا. وفي هَذا اليَوم ، كَان إيليَّا موجوداً مَع مُوسى، ولكِن إيليَا لمْ يَمُتْ، إنَّمَا رُفعَ إلى السَّماء مِنذ وقتٍ بعيدٍ، وكَانَ يتكلَّمُ مع الرَّبِ أيضاً.

بَعثَ الآبُ برسالةٍ إلى التَلاميذِ فِي هَذا اللّقاءِ الخَاصِ جِداً ولنَا أيَضاً وهِي: "يَجبُ أن نَسمعَ لابْنهِ الحَبيب". هَذا تَمامَاً مَا يَجبُ عَلينَا فِعلهُ اليَوم، فكَثيراً مَا سَمِعنَا لقولِ البَشر، ولكِنْ في الوَاقعِ يَجبُ عَلينَا أن نَسمعَ لصُوتِ الرَّبِ الإله فَقَط, هَلاَّ فَكرتَ فِي هَذا!

 

محبّتي لكم في المسيح

د. سوارز