رسالة اليوم

14/12/2022 - القرارُ والنَّتائج لك

-

-

وَلكِنْ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ نَفْرَحَ وَنُسَرَّ، لأَنَّ أَخَاكَ هذَا كَانَ مَيِّتًا فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالُا فَوُجِدَ». (لوقا32:15)


لم يفهم الابنُ الضَّال أنَّ الَّذين يتركونَ محضرَ الله يسيرون نحوَ هلاكِ أنفسِهم. وهكذا قبلَ اليوم العَظيم، كانت لديه رؤية لِما ينتظره بعدَ المَوتِ. الضُّعفاء تقودهم التَّجارب، وهم لا يَرون أنَّ البابَ الواسعَ فيه عروضٌ كثيرةٌ لا تنفع شيئًا. من يستمِع إلى الشَّيطان سيرى يومًا ما أنَّه وثِقَ بأبي الكذب (يوحنا44:8)، وبالتَّالي صارَ مرشَّحًا للهلاك الأبدي.

إنَّ الذين يبتعدونَ عن الربِّ يفتقدون للخيرِ والحِكمة ولله. سريعاً ستسوءُ حالتهم وتصبحُ بائسة. عندما أخطأ الابنُ الضَّال وسلك في طريق العَربدة، لم يتخيَّل ما سيحدث له. سارَ في طريقٍ شاذٍ، ربما دعارة أو مخدَّرات أو سرقة أو غير ذلك ممَّا يبدو ظاهرياً جذَّاباً لكنَّه مدمِّر وقد أنهى بهجتَهُ. هناك كثيرون قد هجَروا حياتَهم وعاشوا هذه الآثام. ولكنَّهم سيَرون أنَّهم اتَّخذوا القرارَ الأسوأ في يومٍ قادمٍ.

يخسرُ الخاطئُ كلَّ الميراث المُعطى له من الربِّ في العالم. ثمَّ يكتشف أنَّ الضَّالين يهتمُّون بالشَّخص الذي ليس لديه ما يقدِّمه لهم. يحدثُ هذا أيضًا في حالاتِ الخيانةِ بعدَ انتهاء النَّشوة. أولئك الذين يرتكبون الزِّنا يتعاملون مع "حبّهم الجَديد" بازدراءٍ وشتيمةٍ. يعتقد الحَمقى أنَّ الخطيئة جيّدة، لكنَّهم لا يعرفون أنَّها تُبعدهم عن الله، وسوفَ يسيرون نحوَ موتِهم الأبدي.

وافقَ الابنُ الضَّال على رعايةِ الخنازير عندما كانَ عاطلاً عن العَملِ. وبما أنَّه لم يستطِع إطعامَ نفسِه، فقد رغبَ في طعامِ تلك الحيوانات، ولم يعطِه أحدٌ شيئًا (لوقا16:15). لم يدرك حتى أنَّ طعامَ الخنازير ليس مناسبًا للبَشرِ. لا يزال هناك الكثيرُ ممَّن يأملون في العمل بشكلٍ جيد بعيدًا عن الله، لكنَّهم بحاجةٍ إلى الاستيقاظ على حقيقةِ أنَّ الوقتَ يَنفُذ، وهم يجرِّبون الربَّ لفترةٍ أطول، لكنَّهم سيَذهبون إلى عذابِهم الأبدي.

نشكرُ الله لأجلِ عمَلِ الرُّوح القدس الذي جعلَ ذلك الشَّاب يتذكَّر الآبَ الرَّائع الذي ترَكَه. استمرَّت محبَّة الأب كما هي، واستقبل ابنَه بلطفٍ. سيحدث نفسُ الشَّيء لكلِّ من قرَّر العودة إلى الشَّركة في عائلة الله. في بيت الآب لا خوفَ ولا أخطاءَ. فقط أشياءُ جيِّدة. انظر إلى المعاناة التي واجهتَها في براثنِ العدوِّ، اطلب من الربِّ أن يستقبلك دون تأخيرٍ.

الله ينتظرك وذراعيه مفتوحتين للاحتفالِ بك. بالتَّأكيد بكى الابنُ الذي كان ضالاً كلَّ يومٍ بسببِ هذا الاستقبال الرَّائع. لماذا لا تدخل هذا الباب الذي لم يُغلق أمامَك حتى هذه اللَّحظة؟ كلُّ من يترك ذلك لوقتٍ لاحقٍ يُمكن أن يكتشِف (لاحقاً) أنَّ الأوانَ قد فاتَ. الآن هو الوقتُ المناسبُ لشفائِك.

قالَ السَّيدُ هذا المثل لتشجيعك على تركِ الخطيئة والعَودة إلى العليّ. ما حدثَ للأشرار الَّذين فضَّلوا الطريق الخطأ سيحدثُ لك أيضًا. في الربِّ لا مرارة ولا ضعفٌ للإرادة ولا استياء، فقط المحبَّة. القرارُ لك، والعواقبُ لك أيضاً.


محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز