كَثِيرُونَ مُضْطَهِدِيَّ وَمُضَايِقِيَّ. أَمَّا شَهَادَاتُكَ فَلَمْ أَمِلْ عَنْهَا. (مزمور157:119)

يُرسلُ الشَّيطانُ روحَ الاضطهاد ليحاولَ أن يُبعدنا عن الطريق دائماً. في الواقع، خطَّته هي أن يسبِّب المعاناة الكثيرة لأبناءِ الله حتى يُثبط عزيمتهم في الإيمان، وبالتَّالي لا يطلبون الله القديرَ فيما بعد. هناك الكثيرُ من النَّاس الذين توقَّفوا عن الإيمان بالكتاب المقدَّس، ولهذا لا يمكنهم تحقيقُ وعود الربِّ في حياتهم. وهذا عارٌ لهم.
تحاولُ الأرواحُ التي تضطهِدُ البشريَّة ليلاً ونهاراً إقناع النَّاس بطاعتِها. إنَّهم خبراءٌ في تجربة أولئك الذين ليسوا على دراية بالوصايا الإلهيَّة، وبالتَّالي يجتهدُ بشدَّةٍ ليقودوهم إلى الخطيئة ضدَّ الكلمة. يسمحُ روحُ الدَّعارة بالبحثِ عن شخصٍ ما والإعجاب به من قِبل الكثيرين، ونظرًا لأنَّ هذا الشَّخص ضعيفٌ، فقد يقعُ في التَّعدي في يوم من الأيَّام.
هناك شياطينٌ متخصِّصة لتجعل النَّاس بلا اعتبارٍ، فلا يحترمون عهدهم الزَّوجي، الذي هو التزامٌ بالأمانة. ومن أجلِ الوصولِ إلى هدفها، تبذلُ الرُّوح النَّجسة الكثير من الجُهد. الآن أولئك الذين لا يحترمون العهدَ الذي قطعوه أمامَ الربِّ سيلاحظون يومًا ما أنَّ ذاك كلَّفهم خسارةً أبديَّة. احذر من طاعةِ العدوِّ! من وجدَ نفسَه قائماً، فلينظر ألَّا يسقطَ (كورنثوس الاولى12:10).

إذا كنتَ قد تعرَّضتَ للإغراء في عدَّة مجالات، فمن الواضح أنَّ مُضطهديك كُثُرٌ؛ ومع ذلك، يجب ألَّا تخافهم أبدًا. إنَّ الدَّواء النَّاجح كي تصمُدَ ضدَّ أيِّ هجومٍ من الجحيم هو أن تأخذَ في الاعتبار الشَّهادات التي تلقيتَّها. البرُّ الذي يتبعَهم هو كلُّ ما تحتاجه لتوبيخ الشَّياطين المُرسلة من الشِّرير. لا تدعهم يستمرُّون في اضطهادك.
لا تيأس من كميَّة الإغراءات التي تأتي في طريقِك. تذكَّر كلامَ الربّ ولاحِظ أنَّه قد أحبَّك بالفِعل بطريقة فعَّالة حتى لا تخضعَ للنِّداءات الشِّريرة. بالنِّسبة للمؤمن، فإنَّ التَّجربة تكاد تكون طبيعيَّة. حدث هذا ليسوع ويحدث أيضًا للمخلّصين حولَ العالمِ. ومع ذلك، فإنَّ الوقوع في الخطية أمرٌ غريبٌ بالنِّسبة للمسيحيّ، لأنَّه يحبُّ الله من صميمِ قلبهِ.
إنَّ طريقة التَّخلُّص من الشَّيطان هي التَّمسُّك بما يقوله الله. إنَّ الشَّهادات التي تتلقَّاها لها القدرة على إبعادك عن الإغراءات، وفي الوقتِ نفسِه، تمنحك الظُّروف لتدمير قوى الشَّيطان التي تحاول أن تفصِلك عن ملكوتِ الله. الآن، العليُّ لن ينسى أولئك الذين يثقونَ بِه أبداً. فلا تخفْ وانتهر العدوَّ بيقينٍ. بالنَّتيجة، نحنُ أكثر من منتصرين في كلِّ شيءٍ (رومية37:8).

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز