رسالة اليوم

05/12/2022 - مكانةٌ منشودة

-

-

بِطَرِيقِ شَهَادَاتِكَ فَرِحْتُ كَمَا عَلَى كُلِّ الْغِنَى. (المزامير ١١٩: ١٤)

تهدفُ جميعُ تعاملات الله في حياتك إلى مساعدتِك للوصولِ إلى المكانة التي أكدَّ كاتبُ المزمور أنَّه وصلَ إليها. فالله لن يعلِّمك أمراً من المُمكن أن يعرِّضك لأيِّ نوع من الخسارة لأنَّ العلاج الذي يقدِّمه الله؛ أي كلمته، ليس له أيَّة أعراض جانبية ولا يسبِّب أيّ ضرر، فكلُّ ما يقدِّمه لك كاملٌ ورائع. فلو كان الأمر يتوقف عليه، لن تكون غير ناجحٍ أبداً.
إنَّ مفتاح الانتصار هو الإيمان بما يقوله الربُّ، وبالتَّالي ستنال كلَّ وعوده فلا يكفي أن تعرف أن تلك البركة هي لك لأنَّك إن لم تَتُق إليها فلن تنالها. فالدَّليل على أنك مع الله هو عندما تصغي للكتاب المقدَّس فاهماً ما يحرِّمه الله، وبالتالي ستتوقف عن ارتكاب الأخطاء. كثيراً ما تسبِّب هذه المحرَّمات الإحباط لأنَّك سوف تُباع للعدوّ ولن تقدر على رؤية سبب حظر هذه التصرُّفات، لكن ستدرك فيما بعد العطية العظيمة التي أعطاك إيَّاها الآبُ.
هذا وكلُّ الذين يسيرون مع العليّ يطلبون اتِّباع وصاياه فيجلبون سروراً كبيراً. والآن، كلُّ الذين لا يطيعون هذه الوصايا من كلّ القلب لا يعرفون كم يضرُّون أنفسهم لأنَّها جريمة بحقِّ الله. هناك طريقة واحدة لخدمة الربِّ بفرحٍ! فعندما نلتقي به بابتهاج سننال دوماً المكافأة. لأنَّ تعامل الربّ هو صوته الذي يقول لك أن تمشي في الطريق التي يُظهرها لكَ.
إنَّ السُّلوك بالوصايا الإلهيَّة ليس عقاباً من الآب المُحبِّ لكنَّه عطيَّة من السَّماء لأنَّك عندما تكون في الوجهة التي أظهرها الله لك، ستكون أقوى في كلِّ قرار تتَّخذه وأسعدَ فيما سيحقِّقه إيمانك، فإن أصغيت لِما يقوله الربُّ ستكون مطيعاً بالكامل له. وهكذا ستبدأ حياتك بالتغيُّر وبفترةٍ وجيزةٍ ستتفاجأ بانتصارك.
إنَّ المؤمن البائس هو الذي لم يتعلَّم طرق تعاملات الله، وبالتَّالي يُتعِبه العدوُّ بروح الحزن. لأنَّه تحت ضغط الشِّرير، حتى لو كان الشَّخص يملك عائلة جميلة وأصدقاء جيِّدون ولربَّما لن يخسرَ شيئاً إلَّا أنَّه لن يكون سعيداً. لقد استُعلِن لك سرُّ الفرح والآن ليس عليك إلَّا أن تعيشه بالكامل! ليس عليك دائماً أن تستقبل الغنى إلَّا الذي منحك الله إيَّاه.
لا تقبل شيئاً لم يعِدك الله به أو لم يباركه، والآن إن لم يُعطك ما تعدّه مهمَّاً من المُحتمل أن يكون هناك سبباً وجيهاً. فهناك عدَّة أنواعٍ من الغِنى، الذِّهني منها والأخلاقي والعقلي.. إلخ. لكنَّ الأفضل هو عندما تكون في بركة الربِّ ولن يزيد معها تعبٌ (أمثال 22:10).
لذلك، لا تتسرَّع كي تصبح غنياً ولا تعمل أكثر من استطاعتك، وأيضاً لا تستخدم طرقاً مخادعة للحصول على مبتغاك. لأنَّ الربَّ يُسَرُّ بسلامة عبيده (المزامير 27:35). إذاً دَع الله يقودك وهكذا سترى كيف أنه يعرف سلامتك بدون تعبٍ. بالنَّتيجة، لقد أعطانا يسوعُ حياةً أفضل!

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز