رسالة اليوم

04/12/2022 - لم يَعرفوا كيفَ يخدمونَ الله

-

-

وَهُمْ لَمْ يَعْبُدُوكَ فِي مَمْلَكَتِهِمْ وَفِي خَيْرِكَ الْكَثِيرِ الَّذِي أَعْطَيْتَهُمْ، وَفِي الأَرْضِ الْوَاسِعَةِ السَّمِينَةِ الَّتِي جَعَلْتَهَا أَمَامَهُمْ، وَلَمْ يَرْجِعُوا عَنْ أَعْمَالِهِمِ الرَّدِيَّةِ (نحميا35:9)

إنّا نعيشُ في أوقاتٍ خطيرة تزدادُ فيها أمّتنا ثراءً. وبالتَّالي لا يُلاحظ الكثيرُ من النَّاس أنَّ العدوَّ والدَّنيوية يستوليان على حياتِهم. لقد مرَّ شعبُ يهوذا بنفس المشكلة. سقطوا في فخاخِ العدوِّ وتمَّ سبيَهم. الحقيقة هي أنَّهم لم يعرفوا كيف يتعاملون مع الازدهار. ازدهرت مملكة إسرائيل ويهوذا وتركوا الربَّ لعبادة "آلهة" شعوبٍ أخرى.
للأسف، أثّر مامون على الكثير من الأشخاص الذين تمَّ خلاصُهم. وإذا لم يستيقظوا خلال وقتٍ قصيرٍ، فلن يختلفوا عن الضَّالين. فالثَّروة المُفرطة تؤدي إلى خطايا أخرى، ثمَّ إلى الموت الرُّوحي فيما بعد. لا فائدة من أن يكون لك صورة التَّقوى، وأن تنسبَ لله كلَّ نجاحك، بل أن تُعلنَ سيادته الفعليَّة على حياتك. أولئك الذين يعبدون إله المالِ يقعون في أيدي آلهةٍ باطلةٍ.
يحدث السُّقوط على هذا النَّحو: يأتي إيروس بعد مامون، وشياطينٌ أخرى من الجسَدِ، ليقودوا أتباعهم إلى ممارساتٍ قذرة وفاسقة. وعندما يحينُ الوقتُ لمغادرة هؤلاء النَّاس هذه الحياة، سيرى عبيدُ الشَّهوة أنَّ مصيرهم ليس في السَّماء، بل الجحيم. بالنَّظر إلى مثال نحميا، من الضَّروري أن تصلِّي معترفاً وتاركاً لكلِّ الخطايا، وهذا هو سببُ عيش الكثير من المسيحيين في الجَحيم الحقيقي.
الآن، بعد أن عادوا إلى أرض الموعدِ، هل تعلَّموا الدَّرس؟ بدا الأمرُ كذلك، لكن في الحقيقة كان العكسُ. خلال وقتٍ قصيرٍ، كانوا يتزوَّجون من أناسٍ يعبدون آلهة الأمم الأخرى، يقرضون أموالهم بالرّبا، ويرتكبون نفس الذُّنوب التي ارتكبها أسلافُهم. فقط الرَّاسخون على الصَّخرة، الَّذين يخدمون الآبَ من كلِّ قلوبهم، لا يُمكن أن ينحنوا أمام الشَّيطان.
عندما تتبع النَّفسُ ملذَّات هذا العالم، يتمُّ بيعها لشيطان الخطأ فعلاً. وبالتَّالي، لن يُلاحظ هذا الشَّخص أبدًا أنَّه فقد طريقَه إلى السَّماء. إنَّ قلَّة مخافة اسم الله تعيقُ النُّور من أن يدخل إلى القلبِ، والإدمان على الملذَّات الدّنيوية يدفع حتى أكثر المسيحيين المكرَّسين إلى الابتعاد عن محضرِ الله. كثيرون لا يلاحظون أنَّهم اختاروا طريق الخطيئة، ولذلك فهم لا يعودون إلى الإيمان الحقيقي والنقيّ.
يُعطينا اللهُ وفرةً لإنجاز عملهِ بشكلٍ صحيحٍ. ولكن بالنِّسبة لكثيرٍ من النَّاس، فإنَّ ما يأتي لأيديهم يُستخدَم في رغبات الجَسَد. وبالتَّالي يُعطِّلون ظهور قوَّة العليِّ، ولا يتمتَّعون بخطط الله الفُضلى. أمَّا الَّذين يحافظون على رؤية الإنجيل، فيجدِّدون إيمانهم ورجاءهم كلَّ يوم جديد. من الحَماقة التوقف عن خدمة الله. من يفعلُ ذلك سيضلُّ إلى الأبد، وسوف يسيرُ مع أسرته في طريق الخطأ.
يجب أن يكونَ هدفُنا هو تحقيق الخطَّة الإلهيَّة التي كلَّفت يسوع دمَه. من المهمّ أن تدرك أنَّك قد تجاوزتَ حدودك، وأن ترجعَ عن أعمالك الشِّريرة. وفي يومٍ من الأيَّام، عندما يتحدَّث الآخرون عنك، سيقولون إنك كنتَ خادماً صالحًا للربّ.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز