رسالة اليوم

03/12/2022 - مَملكة الوريثُ

-

-

وَجَلَسَ سُلَيْمَانُ عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ أَبِيهِ، وَتَثَبَّتَ مُلْكُهُ جِدًّا. (ملوك الأول12:2)

يجبُ احترام اختياراتِ الربِّ. إذا كذبَ شخصٌ ما بشأنِ الاتِّجاه الَّذي أعطاه الله لعملِه، فليس ضروريٌ أن تغضَبَ من هذا الخِداع. بالنِّهاية الله نفسُه سيجعل قرارَه يسودُ. إذا كانت الجماعة مقدَّسة، فلا شكَّ أنَّ العليَّ سيَسهَر عليها ويحفظها. أمَّا فيما يتعلَّق باستبدال قائدٍ معيّن، فيجب أن يكون هوَ أوَّل من يدرك أنَّ وقته قد حانَ لاختيارِ خلفٍ له.
نختارُ بشكلٍ خاطئٍ عندما ننظر إلى الأنماط الطَّبيعية في المُجتمع. تصرَّفَ صموئيلُ بهذه الطَّريقة فيما يتعلق بآليآب، أحدُ أبناء يسَّى، الذي كان يتمتَّع بلياقةٍ بدنيّة قويَّة، وقد بدا أنَّه الشَّخص المُختار في نظرِ النَّبي (1 صموئيل6:16). في تلك اللَّحظة نفسَها تدخَّلَ الربُّ ووبّخ عبدَه. يجبُ الحِرصِ على عدمِ وضعِ أيدينا على تابوتِ العَهد، حتى لو كادَ يسقطُ على الأرضِ.
أشارَ العليُّ لسُليمان بعد ذلك بفترة. لذلك توجَّبَ على الجميع أن يتقبَّلَه. بمجرَّد أن أصبحَ سُليمان ملكًا، جلسَ على عرشِ أبيهِ داود. بالطَّريقة نفسها، عندما نفهمُ أنَّ يسوع جعلنا ملوكًا، يجب أن نعلنَ سيادَته على حياتِنا. لدينا جميعًا نوعٌ من الخدمة التي يجب تطويرِها، والحُكماء يجب أن يَحكموا تحتَ سُلطان الربّ وقيادته. في حالةِ سُليمان، كانَ بديلاً لداود، كما يُمكن أن يحدثَ لك يومًا ما.

الآن، لا ينفع الاستمرارُ بالبكاء على موتِ زعيمٍ مضى وقتُه. في الواقع، يجب تشجيعُ القائد الجديد على قبول وتنفيذ إرادة الربّ لاستمرار الخدمة السَّابقة أو في مهمَّة أخرى. ابكوا على الضَّالين، لأنَّهم سوف يمضون إلى الموت الأبدي إن لم يخلصوا بعد. على أيِّ حالٍ، من يتولَّى منصب قائد عظيم يجب أن يجتهدَ حتى لا يفعل أقلَّ ممَّا تمَّ إنجازه. بالنِّهاية، يجب على كلِّ تلميذ أن يتجاوز سيِّده. وهكذا تقوى سُليمان كثيراً في مملكتِه.
لا يهم مدى صعوبة المهمَّة التي قد تبدو، فإنَّ قدرتك هي مسألةُ أيَّامٍ وإيمانٍ بمساعدة من اختارك. سيكون الله دائمًا بجانب الشَّخص الذي يكرِّس نفسه لتحقيق إرادته، لكنَّ العكسَ سيحدثُ للشَّخص الكسول والذي له أهدافٌ أخرى. إنَّه لأمرٌ محزنٌ أن نرى شخصًا مكلَّفًا بعملٍ ما يتمسَّك بأشياء هذه الحياة ويفقد فرصَته العظيمة. لعلَّ هذا لا يُقال عنك!
الشَّخص الذي يفعل الصَّالح سيكون القديرُ إلى جانبه، وبالتَّالي، سيرفعه الربُّ. ليس من الضَّروري بناء أسُسِ العَمل، لأنَّ يسوع قد قام بذلك بالفعل. الآن، من الضَّروري اتباع تعليماته فقط، دون انحرافٍ إلى اليمين أو اليسار. لدينا أساسٌ متينٌ وثابتٌ: الربُّ يسوع وسيطٌ لنا. وقد قيل عن سُليمان في البدء: " الأب مثل الابن". أتمنى أن تنطبق هذه الكلمات عليك أيضًا!
اتبع التَّعليمات لتنفيذ العَمل بشكلٍ صحيحٍ. للأسف بما أنَّ سُليمان لم ينتبه إلى الكلمة وتزوَّجَ من النِّساء الأجنبيَّات، فقد فسَد قلبُه في نهاية أيَّامه. أليس من الأفضل لو بقي ثابتاً؟ كُنْ حذراً حتى لا تقعَ في ذلك!

 

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز