رسالة اليوم

02/12/2022 - عندما يكونُ الموتُ ثميناً

-

-

وَمَاتَ بِشَيْبَةٍ صَالِحَةٍ وَقَدْ شَبعَ أَيَّامًا وَغِنىً وَكَرَامَةً. وَمَلَكَ سُلَيْمَانُ ابْنُهُ مَكَانَهُ (ملوك الأول28:29)


لا ينبغي لخادم الربِّ أن يخافَ من يومِ رحيلهِ، لأنَّ القديَر يَعِدُّ كلَّ شيءٍ عندما تحينُ تلك اللَّحظة، لاستقباله في المجدِ. تمامًا كما كانَ دخولُنا إلى العالم بعيداً عن إدراكِنا وقد تمَّ كلُّ شيء بشكلٍ حسَن، فإنَّ رحيلَنا إلى وطنِنا الأبدي- سيكونُ بشكلٍ مختلفٍ، ولكنَّه رسمٌ إلهيٌّ أيضًا. بالنِّهاية، سنكون مع الذي لم يستحِ أن يدعونا إخوته وأخواته.

عندما يموتُ رجلُ الله، يجبُ أن يتقبَّل النَّاسُ الخبرَ ويحتفلوا بفرحٍ، تمامًا كما يحدث عندَ ولادة طفلٍ. أولئك الذين يحبُّون الربَّ لا ينبغي أن ييأسوا أبداً، وأن يصلّوا لئلَّا يحدث لهم ذلك أبدًا، لكن يجب أن يتيقَّظوا في الحضرة الإلهيَّة معاينين انتقال الذين أحبُّوا الله إلى أذرع العليِّ الأبدية. تعلن الكلمة أنَّ هناك وقتٌ للولادة ووقتٌ للموتِ (جامعة2:3)، لكنَّ الله هو الذي يقول متى سيحدث ذلك.

لا يوجد ما نخشاه في هذين العملين اللَّذين تمَّ التخطيط لهما بدقةٍ من قِبل صانع الحياة، لأنَّ كلَّ ما يفعله هو كاملٌ. أولئك الذين هم في سِنِّ الشَّيخوخة لا يجب أن يخافوا من لحظتِهم الأخيرة، لأنَّ يسوع قالَ إنَّ كلّ من يؤمن به لن يذوق الموت أبدًا (يوحنا51:8). من الواضح أنَّنا سنفتقد أقربائنا، لكن هذا سيكون لفترةٍ قصيرةٍ، لأنَّنا سنكون جميعًا معًا في ملكوت الله.

إذا انتهى زمنُ المؤمن، فينبغي قبولُ ذلك بدموعِ الفرحِ لا الحُزن. اليأسُ أمرٌ طبيعيٌّ عند الضَّالين، لأنَّهم لا يأملون شيئاً في الحياة الأبديَّة. بعد بلوغنا السَّبعين من العمر، يجب أن نستمرَّ في القيام بالعَمل، ولكن في نفس الوقت، يجب أن نكونَ يقظين، لأنَّ الآبَ قد يحذِّر في أيّة لحظة أن وقتنا قد حانَ. لذلك، إذا كنَّا مستعدِّين، سنلتقي بالذي دفعَ مثل هذا الثَّمن الثَّمين لنصيرَ أبناءه.

ماتَ داودُ وهو في عُمرٍ مديدٍ، مدركاً لكلِّ الأمور التي حولَه بشكلٍ كاملٍ، وبرجاءٍ كبيرٍ للقاء الربّ الذي أحبَّه وخدمَه وكان بجانبِه. يا له من يومٍ! سنقابل الله الأبديَّ، وفي غمضةِ عينٍ، سنتغيَّر. ونلبس الجسَد المُمجَّد، لن نموت أبدًا. لا تدع الخوفَ الدِّيني والدُّنيوي يسيطران على قلبِك. يقدِّر الآبُ يومَ رحيلنا. يقولُ إنَّ موتَ أتقيائه عزيزٌ في عينيهِ (مز 116، 15). لا يُمكننا أن نفهم لماذا يخشى الشَّخصُ المُخلَّص آخر لحظةٍ له هنا على الأرض، لأنَّه سيَجني ما تمّ زرعُه.

احذر! إذا لم تفعل شيئًا للَّذين لم يَخلصوا. كان داودُ ممتلئًا أيامًا وغنى وكرامة. لكن هل أخذ ثروته إلى السَّماء؟ نعم، بلا شكّ، لأنَّه استثمر ما لديه في عملِ الله، وفي نهاية حياته، وضعَ كلَّ ذلك في بيت الربّ. جهِّز من سيخلِفك بحسبِ الاختيار الإلهي، وسيكون لك دخولٌ بهيجٌ إلى السَّماء!


محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز