رسالة اليوم

10/12/2016 - هل يجوزُ طلبُ علامةٍ مِنَ الرّبّ؟

-

-

اُطْلُبْ لِنَفْسِكَ آيَةً مِنَ الرَّبِّ إِلهِكَ. عَمِّقْ طَلَبَكَ أَوْ رَفِّعْهُ إِلَى فَوْق (أشعياء 11:7).

هلْ يُمكننا أن نَسألَ الله عَلامة لنتأكدَ من إرادتهِ؟ في الوَاقعِ، لا يَنبغي عَلينَا فِعل مَا فَعلهُ جِدْعُونُ عِندمَا قَال:- فَهَا إِنِّي وَاضِعٌ جَزَّةَ الصُّوفِ فِي الْبَيْدَرِ، فَإِنْ كَانَ طَلٌّ عَلَى الْجَزَّةِ وَحْدَهَا، وَجَفَافٌ عَلَى الأَرْضِ كُلِّهَا، عَلِمْتُ أَنَّكَ تُخَلِّصُ بِيَدِي إِسْرَائِيلَ كَمَا تَكَلَّمْتَ (قضاة37:6). لأنه ُلا يُوجدُ عَلامةٌ أفضلُ من أن نَسمعَ صَوتَ الرَّبِ في قُلوبِنَا. ومَعَ ذَلك، فالرَّبُ يَستخدمُ طُرقاً أخرىَ ليؤكدَ لنَا صَوتهُ.

يُريدُ الرَّبُ أن يُكملَ مَا فَعلهُ في المَاضي، فَهو لدِيهِ القُدرةُ عَلى إِرْسَالِ الْمَنَّ إلى شَعْبهِ لإطعَامِهم. وفي حَقيقةِ الأمرِ إنهُ يُطعمُنَا طُولَ المَدى بِلا انقِطاعٍ، ويُنقذُ مِن السِّجْنِ أولئِكَ الذينَ يَقعونَ في المَصَائِب، ومُعْجزاتٍ أُخرى كَثيرةٍ يَفعلهَا لنا دُونَ أن نَطلبَ منهُ. فَلماذا نُجربهُ ونَطلبُ عَلامةً ! فعَلامتُهُ أن يَتحدثَ فِعلاً إلى قُلوبِنَا.

إذا نَحنُ لسنَا وَاثقينَ مَا إذا كَانَ الله قدْ كَشفَ لنَا شَيْئًا ما أم لا، يُمكننَا أن نُصَلِّيَ مِن أجلِ تأكيدِ صَوتهِ لنَا. إنّهُ يَستخدمُ أشخاصاً أحياناً ليُؤكدَ لنَا أن هَذا هو الطَريق الصَّحِيح. فالإيمانُ ليْسَ أن نُجربَ الرَّبَ.

لِنتعلَّم دَائماً أن نُصَلِّيَ، مِن أجلِ التَأكدِ إن كَانَ هَذا الأمرَ مِن عِندِ الله أم لا. وهو بِالتأكيدِ سَيُساعِدُنَا على الفَهمِ والتَمييزِ. وبَعد ذَلكَ، عَلينا أن نَكونَ عَلى إستِعدادٍ الْمُضِيُّ قُدُماً في الطرِيقِ الصَّحِيحِ. لأنَّ الرَّبَ يَقولُ في الإنْجيلِ " هذِهِ الْمَرَّةُ الثَّالِثَةُ آتِي إِلَيْكُمْ، عَلَى فَمِ شَاهِدَيْنِ وَثَلاَثَةٍ تَقُومُ كُلُّ كَلِمَةٍ (2 كورنثوس 13: 1). فأنَسبُ طريقةٍ لمَعرفةِ مَشيئةُ الله هي هَذه، لأي أسَئلةٍ لدِينَا، وبَالتأكيدِ الرَّبُ سَوفَ يَستخدمُ آيَتَيْن أو ثَلاث عَلَى الأقَلِّ، حتى نَتمكنَ مِن فَهمِ مَا يُريدهُ مِنَا.

يَسلكُ الْكَثيرُ مِن أبْناءِ الرَّبِ مِثلْ جِدْعُون. فَلقدْ جَلسَ مَعَ الرَّبِ في اِجتِماعٍ رَائعٍ مِن نُوعِهِ، وأرادَ مَعرفةَ مَشيئةَ الْخَالِق. غَيرَ أنَّه صلَّى بِعدمِ ثِقةٍ في الرَّبِ، وكَانَ يُريدُ أن يَتأكّدَ مَا إذا كَانَ يُريدهُ أن يُخلّصَ إسْرائيلَ أم لا ؟ وآحَازَ مَلِكِ يَهُوذَا، سَألهُ الرَّبُ أن يطلبَ عَلامةً بِواسطةِ النَّبِي إِشَعْيَاءَ، ولكنهُ رَفضَ وقَالَ: لاَ أَطْلُبُ وَلاَ أُجَرِّبُ الرَّبَّ (إشعياء 7: 11-12).

أفَضلَ عَلامةٍ هو أن يُؤكدَ الرَّبُ لنا كَلمتهُ في قُلوبنَا، والتَسَلُّحَ بِالإيِمَانِ، لأنَّ الإِيمَانَ هُوَ الثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى وَالإِيقَانُ بِأُمُورٍ لاَ تُرَى (عبرانيين 1:11) – فَلا تَطْلب مِن الرَّبِ عَلامةً. فَمُجرَّد أن نَكونَ مُؤمنِينَ بِما يَقولهُ الرَّبُ لنَا، كُلّ مَا عَلينَا فِعْلهُ هو العَمَل لتَحْقِيقِ هَذا الوَعْدِ.

 

محبّتي لكم في المسيح

د.سوارز