رسالة اليوم

29/11/2022 - ما الذي يَحتاجه الإنسانُ أيضًا؟

-

-

نَفْسُهُ فِي الْخَيْرِ تَبِيتُ، وَنَسْلُهُ يَرِثُ الأَرْضَ (مزمور13:25)

لقد قطعَ هذا الوعد للَّذينَ يتَّقون الربَّ. إنَّه لأمرٌ جيِّد ومثمرٌ للغاية احترام الإرادة الإلهيَّة والسَّعي لتحقيقِ المهمَّة التي أوكِلَت إليهم. إذا قمتَ بذلك، فستكون كداود، شخصًا مثلَ قلبِ الله (أع 13، 22). لذلك لن ينقصكَ شيءٌ، ولكن انتهِر الشَّيطان إن حاول خداعك، لأنَّ الآبَ يُسَرُّ بفعل ذلك. قاوموا التَّجارب، أحبُّوا الربَّ والآخرين ولا تخدعوا أو تكذبوا على أحدٍ.
كلُّ خادمٍ حقيقيٍّ سيُرشده بالطريقة التي يجب أن يَختارها (مز 25، 12). امتلِك الإرشاد الإلهي بمجرَّد أن تحصلَ عليه، لأنَّه يمنحك الحِكمة الحقيقيَّة. ما يقوله الله لكَ هو الأفضل إضافة إلى كونِه الحقّ. إنَّه كلِّي العِلم، وبالتَّالي يعرفُ بالضَّبط ما تحتاجه لتنجحَ تمامًا. الأشياءُ التي يختارها الإنسانُ بنفسِه لا تنفع، لأنَّ البشرية أصبحتْ فاسدة بسببِ خطيئة آدم (رومية12:5).
علّمَنا يسوعُ أنَّنا لا نستطيع أن نفعلَ شيئًا بدونهِ (يوحنا15، 5). لذلك حتى المولودين ثانيةً، يجب ألَّا يفعلوا شيئاً دون توجيهِ الربِّ. كُنْ حكيمًا واطلب التَّعليمات الآمنة للكلمة. تؤدي الاختيارات السَّيئة إلى المعاناة والألم والمشاكل والمتاعب دائماً. عندما تتلقى التَّوجيه الإلهي وتؤمن بهِ، ستدخل الطريقَ الأفضل. الانتصارُ ممكنٌ عندَ الله فقط. أيُّ نجاحٍ يحقِّقه الإنسانُ خارج مساعدةَ الآب سوفَ يجلب نوعًا من العِقاب. لذلك لا تحاول أن تغتني بدون بركة الربِّ أبداً، وإلَّا ستواجِه الآلام.
لقد حملَ المَسيحُ عنَّا الدَّينونة الأمر الذي منحَنَا سلاماً (إشعياء 5:53)، لذلك سنكونُ منتصرين به دائماً. في وقتٍ قصيرٍ، سيُلاحظ الشَّخص المُطيع أنَّ كلَّ أمورِه مع الله ستكون بخيرٍ وأمور عائلتِه أيضاً، لأنَّ البركة هي لحياتِك ولعائلتك، أي للَّذين يبقون ضمنَ عائلة الله. لكن احذر، كلُّ خطأ يجلب معه دينونةً عظيمةً.
هذا وتدلُّ المشكلاتُ على عدم وجودنا ضِمنَ المشيئة الإلهيَّة. واليوم لم تَعُد معركتنا لتحقيق الوعدِ تعتمدُ على ألِمنا ومعاناتنا، بل على طاعتنا للربّ. فكلُّ الذين يحبُّون الله يحبُّهم الله أيضاً (يوحنا 21:14) والَّذين يحتقرونه سيتعرَّضون لكلِّ هجمات الجحيم. فلا تكُنْ متاحاً للشِّرير لكن اقبل خطة الآب مستخدماً الإرشاد الذي يمنحك إيِّاه الكتاب المقدَّس.
سوفَ يجدُ كلُّ من يقبل كلمة الله كم أنَّه أحسَن إلى نفسِه لأنَّه سيتمتَّع بإحسان ومشيئة الإله المحبّ والبارع في كلِّ ما يخطِّطه وينفِّذه. لأنَّ الوعد لنا ولأبنائِنا ولكلِّ البعيدين ولكلِّ الذين يدعوهم الربُّ، فقد دعاك لتكون شريكاً في طبيعتِه لا في الفساد الأخلاقي والدِّيني الذي في هذا العالم. إذاً لبِّ نداءه وكُنْ مباركاً!
لكن توقَّف وأصغِ وانتبه لكلِّ ما أوكلَه إليك لأنَّه أفضل ما يُمكن أن تحصلَ عليه. هذا وإنَّ الربَّ كاملٌ في جميعِ طرقه وقدُّوس في جوهرهِ وقد اختارك لأنَّه يحبُّك، فإن لم تُغادر الحضور الإلهي لسوف يباركك ويحفظك لأنَّ لديه الكثير من الإرشادِ لك. بالتَّالي لا تتوقَّف حيثما أنت، بل دَع حكمة كلّي القدرة تقودك دائماً إلى حضورِه الرَّائع. لذلك استسلِم بالكامِل له!

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز