رسالة اليوم

28/11/2022 - مِنْ إِحْسَانَاتِ الرَّبِّ

-

-

إِنَّهُ مِنْ إِحْسَانَاتِ الرَّبِّ أَنَّنَا لَمْ نَفْنَ، لأَنَّ مَرَاحِمَهُ لاَ تَزُولُ. (مراثي إرميا22:3)

إنَّ أخطاءنا تقودُ العليَّ، الذي هو نار آكلة، إلى تدميرِنا بالكاملِ لولا رحمته. لذلك يجب أن ندركَ ما يُمكنه أن يفعلَه لمصلحِتنا، فعندما يوسوِس الشِّرير في آذانِنا أنَّنا هالكون؛ سنضحك عليه ببساطة وسنكون أكثر ثباتًا في إيماننا. ولكنَّ الربَّ لا يُمكن أن يحتملَ شخصاً يضعُ نفسَه تحتَ قبضةِ الخطيئة ويُنكر حقيقة أنَّه يعيش على هذا النَّحوِ.
يبدو الأمرُ كما لو كان هذا استفزازًا لعينيك الطاهرتين بما أنك خالقنا. لذلك لا تُسلِم نفسَك للعدوِّ حتى لو كنت تعتقد أنك على حقّ. الآن، إذا سمَح لك الله أن تمرَّ بمثل هذه التَّجربة، فلديه أجرٌ عظيمٌ يمنحكَ إيَّاه إذا بقيتَ أميناً له. يطلبُ ناموسُ الربُّ أن ينالَ الخاطئ عقابَ خطئهِ لأنَّ الله لا يُشمخ عليه (غل7:6).
إنَّ المراحمَ الإلهيَّة تتحدَّث لمصلحتِنا، وتحمينا من الوقوع في قبضةِ العدوِّ، ولا تسمح لله أن يديرَ ظهره لنا. علاوةً على ذلك، يقودنا إلى التَّمتع بطبيعتِه المقدَّسة، مُعتبراً أنَّنا ندرك خطأنا ونصحِّح الأمورَ معه. إنَّ رحمته حاسِمة، لأنَّ العليَّ إذا حكم على شخصٍ ما، فسيكونُ هذا الشَّخص حتماً هالكاً. لكن لدينا الكثيرَ لنشكر الآب عليه لأجل جزيل نعمتِه، أليس هذا صحيحًا؟
لاحِظ أنَّ الكلمة تؤكِّد أنَّ رحمته هي سببُ عدم هلاكِنا. تمسَّك بهذه الكلمة حتى تعرف ماذا تجيب عندما يأتي الشِّرير ليقنعك بأنَّ الله سيهلكك بسبب خطأ صغيرٍ أو كبيرٍ ارتكبتَه. لذلك لا تدع فكرة تتعارض مع الكتاب المقدَّس تقود حياتك. حتى لو كنت قد ذهبت بعيداً، سيستجيب الله لطلبك بالمغفرة بنعمتِه، وسيجعلك تقفُ أمامَه مرَّة أخرى.
لولا رحمة الربِّ في ذلك اليوم العظيم، فمَن سيكون قادرًا على الوقوف أمام الله القدُّوس؟ لا توجد طريقة يُمكننا تبرير حتى عملٍ خاطئ واحدٍ. ولكن إذا وقعتَ في أيِّ نوع من التَّعدي، فلا تضيّع فرصتك في تصحيح الأمور مع العليِّ والحصول على المغفرة الآن. الأمرُ الرَّائع أنَّ الخيرَ والرَّحمة الإلهيَّة تتجدَّد كلَّ صباح. تمتَّعوا بصلاح الربّ.
لا تحتقر المُساعدة الإلهيَّة أبداً، فمن خلالها يُمكن أن تكون لك بداية جديدة متى احتجتَ لذلك. من الأفضل ألَّا ترتكب خطأً أبدًا، لكن إذا فعلتَ ذلك، فاعترِف بكلِّ شيءٍ. يجب أن تعلم أنَّك لا تستطيع أن "تُنفق" كلَّ النِّعمة الإلهيَّة، لأنَّها لا تنتهي، على الرُّغم من أنَّك قد تكون قد ذهبت بعيدًا في جنون الخطيئة، يفاجئنا الآبُ بتجديد رحمتهِ في كلِّ يوم جديد. الله يعملُ ويتجاوز ما يُمكن أن نفكِّر فيهِ.
لا تسيء استخدامَ نعمة الربِّ، لأنَّه عندما تكون الخطيئة متعمَّدة، من الصَّعب جدًّا الحصول على التَّحرير. ضَع حدًّا للإغراءات واعترِف بنقاط ضعفك واطلب الغفران. كُنْ شاكراً بمجرَّد أن تحصلَ على فضلهِ. أنت تُظهر امتنانك للسَّير بطريقة جديرة بالدَّعوة السَّماوية. لذلك كُنْ بركة للبشريَّة.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز