رسالة اليوم

27/11/2022 - أمانةٌ أبديَّة

-

-

إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ أَمَانَتُكَ. أَسَّسْتَ الأَرْضَ فَثَبَتَتْ. (مزمور90:119)

أعظمُ ضمانةٍ لنا أنَّ خالقَ الأرضِ الذي ثبَّتَها في الفضاءِ سيكون دائمًا أمينًا. لن تتحرَّك الأرض إلَّا إذا أعطاها الأمرَ بالحركة. وبنفسِ الطَّريقة ستنفّذ كلمته المهمَّة التي تمَّ تعيينُها لها دائماً. لذلك الأمانٌ كاملٌ في الإيمان بيسوع، لأنَّه لا يتغيَّر (ملاخي6:3)، يُمكننا أن نرتاحَ ونثقَ في حقيقة أنَّنا لن نستيقظ على أخبارٍ سيِّئة أبداً.
لن ينتصرَ الشَّيطانُ في المعركة أبدًا. في الواقع هو مهزومٌ إلى الأبد، وسيبقى كذلك حتى الدَّينونة الأخيرة، عندما يُلقى في بحيرة النَّار والكبريت إلى الأبدِ (رؤ10:20). سنسمَع عن الأشياء الجيِّدة من الآن فصاعدًا فقط. ما فعلَه الله في الماضي لصالح شخصٍ ما، سيفعله لنا في أيَّامنا هذه. لقد أحبَّنا حتى بذل ابنه الوحيد ليموت من أجلِنا (يو16:3).
أولئك الَّذين يتمّ قبولهم كأعضاءٍ في العائلة الإلهيَّة لن ينخدعوا أبدًا. جيِّد أن نفهمَ أنَّ الربَّ أمينٌ لكلمتهِ، وهذا يُعطينا اليقينَ أنّه سيَفي بوعودهِ. أولئك الّذين يَثقون به يجب ألَّا يتركوا أيّ شيءٍ يهزهم أو يُخجلهم، لأنَّهم في يدي الأعظم. الشَّخص الذي يؤمن بيسوع لديه كلّ ما يحتاج إليه، ولكن الشَّخص الذي لا يؤمن ليس لديه أيّ شيءٍ على الإطلاق.
كلُّ ما يقوله الشَّيطان خطأ، فهو كاذبٌ وليس الحقّ فيه أبداً (يوحنا44:8). لذلك لا مبرِّر لأحدٍ بأن ينخدع بأكاذيبِه، فلا توجد فرضيّة في يوم من الأيَّام أنَّه سيقول شيئاً حقيقي. أمَّا الربّ فالعكس: إنَّه يقول الحقّ دائمًا ويفعل كلَّ ما يقوله، حتى لو ترك النَّاس الطريق الصَّالح وتصرَّفوا حسبَ رغبة الشَّيطان.
سيُحقّق الله ما وعدَ به تمامًا دائماً. يجب أن يكونَ هذا بمثابة أساسِ اعترافِنا. يُعلنُ الكتاب المقدَّس أنَّه مستعدٌّ لأداءِ كلمتهِ (إرميا12:1). إيمانُنا بيسوع هو الشَّيء الوحيد القادر على منحنِا السَّلام والأمان الكاملين. إنَّ أمانة الآب لن تسمحَ له بمعاقبة المُذنبين بالحكم الذي يستحقّونه إذا طلبوا المغفرة والخلاصَ.
إنَّ الذي يقود الإنسانَ إلى الموت الأبديّ هو رفضٌ قبول يسوع كبديلٍ له. ذهب إلى الصَّليب ليدفع ثمنَ فدائنا. لذلك كلّ من يدعو باسم الربِّ يَخلُص. وبما أنَّ الله أمينٌ فهو يحفظنا في كلِّ لحظة، ويحرِّرنا من الفِخاخ التي نُصِبتْ لنا في الخفاء. تؤكّد الكلمة أنَّ من يسكن في سِتر العليِّ يبقى تحتَ ظلِّه ولا يُصيبهُ الشَّرُ أبدًا (مز91، 1 - 7).
كلُّ من يؤمن بيسوع يُمكنه أن يعترفَ بأنَّه لن يُصيبه شرٌّ ولن تقتربَ منه أيَّة كارثة (مز 91، 10). يا له من إلهٍ عظيمٍ، لأنَّه حتى لو كنَّا غير أمناء، لكنَّه يظلُّ أمينًا، فهو لا يقدر أن يُنكر نفسَه (2تيموثاوس 2، 13). ماذا نحتاج أيضاً؟ نحتاج إلى الإيمان فقط والثَّبات في هذا الإيمان. شهادةُ فمِ الآب لن تدعَ روحَ الخوفِ تهاجمنا.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز