رسالة اليوم

26/11/2022 - أهميَّة رحمتهِ

-

-

حَسَبَ رَحْمَتِكَ أَحْيِنِي، فَأَحْفَظَ شَهَادَاتِ فَمِكَ. (مزمور88:119)


إنَّ وداعةَ الربِّ وحنانَه ولطفَ رجائهِ وطولَ أناتِه وفنَّ فِعلِه للخيرِ له القدرة على إحيائِنا. لقد أمَرَنا الله جميعًا أن نؤمنَ بالإنجيلِ، لأنَّها الطريقة الوَحيدة التي تُتيح لنا الاقترابَ من الآبِ. وهكذا نمتلكُ الشُّروط المُناسبة للتَّحرَّر من الشِّرير، لأنَّ الإنجيل هوَ قوَّةُ الله (رومية16:1). إذا لم تتعلَّم ما هي حقوقك في المَسيح، فلن تنجحَ أبدًا في الإيمان. ينتصرُ الذين يؤمنون بيسوع في الحَربِ الرُّوحية دائماً.
في مَثَلِ الابنِ الضَّال، صُوِّرَ الله كأبٍ ينتظرُ عودةَ ابنهِ بفارغ الصَّبر لأنّه ابتعدَ عنهُ، والشَّيطانَ يريدُ أن يهلكَ الابن وسَطِ الضَّلال. ممَّا لا شكَّ فيه أنَّ قلبَ الربّ يَثقُل عندما يَمشي أحدُهم نحوَ البابِ الواسِع، فيلتقي بالعدوِّ المخادع بأقصى طاقتهِ. ولكن عندما يريدُ الابنُ العودة، لن يتمكَّنَ من تحريرِ نفسهِ.
كلَّما شعرتَ بأنَّ روحَك أسيرة الخطايا ولاحظتَ بعدكَ عن الأبِ، اطلبْ إحياءَك، وهذا عملٌ هامٌ للغاية، لأنَّه سيردُّ حياتك. يحدثُ هذا عندما نقبلُ يسوعَ كمُخلِّص لنا، وبالتَّالي نختبرُ الميلادَ الجَديد. ويُصبح كلُّ شيءٍ جديداً. ولكن للأسف، يُبردُ إيمانُ الكثيرينَ ويقعون في الخطيئة، ويحتاجون إلى الإحياء مرَّة أخرى.
يُظهرُ طلبُ ناظم المَزمور أنَّه لا توجد طريقة أخرى لإحياءِ روحِك. علِمَ أنَّه يُمكن تلبية حاجته بسببِ الإبداع الإلهيّ لفعلِ الخير. طلبَ لطفَ الله وأمرَه. وكتبَ الطَّريقة التي يجب أن نسلكَها من أجلِ التَّحرُّر من الشُّعور السَّلبي. لا يهمَّ حتى لو فعلتَ شيئًا آذى الربَّ بشدَّة؛ لا يُمكن إلَّا ويستجيب لصلاتِك.
توضِّح هذه الآية أنَّه لا يُمكن حِفظُ الشَّهادة من فمِ الله ما لم يتمّ إحياءُ الرُّوح. هذا خطيرٌ للغايةِ. من لا يتمسَّك بكلمات العليِّ يجعلها كاذبة. يؤكِّدُ الربُّ أنَّ دمَ ابنِه قد طهّرنا من كلِّ خطيئة، وأنَّنا شُفينا بجُروحهِ، وأنَّه سيُلبّي جميعَ احتياجاتِنا في المَجدِ بيسوع المَسيح (فيليبي19:4). دَع عملَ الله يتحقَّق في حياتك!
لا تدَع الكربَ أو الاكتئابَ أو الحُزنَ أو أيّ شعورٍ آخر يدمِّر الأملَ ويسلبُ الرِّغبة منك في الحَياة. إذا توقَّفت عن فِعلِ الخَير فسوف تنقادُ إلى المَوتِ الرُّوحي. إنَّ طلبَ صاحبِ المَزمور هو تذكيرٌ بأنّ الربَّ مستعِدٌّ لإحداثِ تغييرٍ كبيرٍ في حياتِك. إنَّ حقيقة كونِ الله لطيفًا تجاهَ الإنسان هي من أجلِ حفظِ الشَّهادة التي شهدَ بها عن نفسِه وعن برِّهِ. هذا يعملُ الآن!
ماذا عن النُّهوض للتَّمتّع بالحَياة الوفيرة التي جلبَها يسوعُ؟ ليس من اللَّائق نسيان مهمَّة السَّيد هنا على الأرض. بالنِّهاية، يريدُ الله أن يراكَ في خدمتِه كليَّاً. كما يُظهِرُ إلى أقصى حدٍّ أنَّه سيُعطيك كلَّ ما أعلنَ عنهُ للبشريَّة، لأنَّ شهادةَ فمِه لا يُمكنُ إبطالها.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز