رسالة اليوم

24/11/2022 - طلبٌ مزدوَج وصَحيح

-

-

يَا اَللهُ، لاَ تَبْعُدْ عَنِّي. يَا إِلهِي، إِلَى مَعُونَتِي أَسْرِعْ (مزمور12:71)


ربَّما يكونَ اللهُ بعيداً عنَّا لدرجةٍ نصلُ فيها إلى نقطةٍ نشعر أنَّه لا يمكننا الوصول إليه، لكن لنمنعَ حدوثَ ذلك يجب ألَّا نستبعدَه من حياتِنا أو نديرَ له ظهورنا. أولئك الذين يتوقَّفون عن طلب الربِّ بلهفةٍ يخسَرون أموراً عديدة، فقد يبدو هذا الرَّفض قراراً شخصياً إلَّا أنَّه في الحقيقة عملٌ شيطانيٌّ، يفتعلُ هذا الفراغ ويجد طرقاً ليقودَ هذا الشَّخص إلى المكان الذي يستطيع أن يهاجمَه فيه بلا أيّ رادعٍ.

نحن لا نعلم سببَ شعور كاتب المزمور بالضّياع والبُعد عن كليّ القدرة لكنَّه عندما رأى أنَّه من المُمكن حدوث ذلك رفع الصَّلاة وترجَّى الله أن ينقذهُ من هذه الحالة. لذا إن شعرتَ في يومٍ ما أنَّ الربَّ غير راضٍ عن شيءٍ قمتَ بِه وابتعدَ عنك، ارفع الصَّلاة واطلب المعونة الإلهيَّة.

إنَّ صلاة كاتب المزمور هي دليلٌ على أنَّك قادر أن تتقرَّب من الربِّ، فكلَّما كنتَ قريباً منه كلَّما أصبحتَ بحالٍ أفضل وتمتَّعتَ بحمايةٍ فُضلى؛ هذا إن استخدمتَ إيمانك. عندما تكون قريباً من كلِّي القدرة لن يُصيبكَ الوبأ ولن تطالك سهامُ العدوِّ الملتهبة. وبالتالي ستختبر محبَّة الآب وأيضاً سوف تمتلئ بالإيمان العامل في يسوع.

لقد أرادَ كاتبُ المزمور أن يتمَّ إنقاذه سريعاً. الأمرُ الذي يُظهر أنَّه بإمكاننا أن نؤثر في العَمل الإلهيّ. ولكن عندما يكونُ في حياتِنا أيُّ نوع من الخطايا لم نعترف بهِ، لن يقدر الربُّ أن يعملَ فينا (إشعياء 2:59). إذاً اختبر نفسَك دائماً ولا تدع الشَّمسَ تغرب على أمرٍ خاطئ فعلتَه. فالَّذين يعترفون بخطيَّتهم ويتوبون عنها ينالون الرَّحمة (أمثال 13:28) وبالتَّالي لن يكون الربُّ بعيداً عن طِلباتِهم.

إجابتك على إعلانات الربِّ في كلمته سوف تحدِّد ما سيفعله. لذلك لا تتزعزع في هذا اليقين، لأنَّك ستعرف كيف تتصرَّف في أيِّ موقف. ستنتهي كلُّ الشُّكوك حول الاتِّجاه الذي يجب أن تسلكَه، وسيُحقِّق الأشياء من خلالك ومن أجلك. لا ينكر العليُّ إعلاناته أبدًا؛ وهو يَفي بوعوده دائمًا (نحميا19:23). سوف تسود كلمته على جميع أعمال العدوِّ.

الله وكلمته واحد- وهما مترابطان بطريقة لا تنفصل، سواءً كان ذلك بتحليل طفيفٍ أو عميقٍ. في الّلحظة التي تفهم فيها ما لديه من أجل حياتك، تمسَّك بهذه المعلومات، كما فعلَ يعقوبُ مع الملاك ولم يسمح له بالذَّهاب. لقد استخدم يعقوبُ سلطة الإنسان السَّائر مع الله، ولأنَّه تصرَّفَ بهذه الطريقة حصلَ على البركة.

إنَّ وجود الربِّ دائمًا بالقرب منَّا هو علامة على أنَّ حياتنا أفضل بلا حدود ممَّا يمكن أن نفكر فيه. لا ينبغي أن يكون هذا هدفنا فحسبْ، بل يجب أن يكون سببُ أفعالنا أيضًا. فالذي يسيرُ مع القدير لن ينحني أمامَ الهَجمات الشِّريرة أبداً، وبالتالي لن يتراجعَ عن طلبِ المَحضر الإلهيّ.

 

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز