رسالة اليوم

23/11/2022 - موقفٌ حكيمٌ ومُثمرٌ

-

-

أَمَّا أَنَا فَأَرْجُو دَائِمًا، وَأَزِيدُ عَلَى كُلِّ تَسْبِيحِكَ. (مزمور14:71)

أولئكَ الذين يتخلَّونَ عن السَّير بالإيمان أو يتعَبون من انتظارِ الربِّ ينفصلونَ ولا يتلقون شيئًا منهُ. فلا بدَّ من المُثابرة من أجلِ الانتصار في الحياة. نحن نتعاملُ مع الخالقِ وبارئ كلّ شيءٍ. إذا لم يستجبْ، فهناك ثغرة يجب تغطيتها بالتّأكيد. بالنِّهاية سوف نستنتج أنَّه صالحٌ وقديرٌ ليمنحنا النَّصرَ (أفسس20:3).
كان نوحُ كارزاً للبرِّ. أمضى 120 عامًا في إعلان الرِّسالة، ومع ذلك لم يَخلص أحدٌ. ولكنَّ الله أنقذ عائلته من الهَلاك. فلو توقَّف عن فعلِ مشيئة الله، لَما خلصَ بالتَّأكيد. تعلنُ الأسفارُ المقدَّسة أنَّ روحَ الربّ لا يُسرُّ بالذي يتراجع. أمَّا نحنُ فلسنا من الارتداد للهَلاك. بل من الإيمانِ لاقتناء النَّفس لأنَّنا نحبُّ يسوعَ.
قال داودُ إنَّه حقَّقَ نصرًا تلو نصرٍ عندما انتظر القدير بصبرٍ، بطريقة لم يُنجِزها أيُّ ملكٍ آخر. يجب أن تكونَ حياة ابن يسَّى قدوةً لنا، فهذه هي الطريقة التي يُريد الله أن يراها. لذلك لا تصدِّق عندما يشيرُ كلُّ شيءٍ إلى أنَّ وقتك قد مَضى. لأنَّ العدوَّ سيفعل كلَّ ما في وسعهِ لإبعادك عن محضرِ الربّ، لذلك لا تستمِع له.
أولئك الذين لا يملكون الصَّبرَ لانتظار تحقيقِ الوعود لن يمجِّدوا العليَّ بطريقةٍ صحيحةٍ. ما فائدة التَّواجد في الكنيسة، والاستماع إلى الأشخاص الذين حقَّقوا النَّجاح، إذا كنتَ تمشي إلى الوراء طوال حياتك؟ بالتَّأكيد اللَّوم لا يقع على القدير، فهو يستجيب لنا جميعًا على قدم المُساواة. جَذبنا الله إلى السَّير معه، ووعدنا بالسَّير أمامَنا ليفتحَ الطَّريق لنا (إشعياء2:45).
فتحَ ملكُ اسرائيل فاهُ لتسبيح العليِّ في كلِّ انتصارٍ حقَّقه. افعلْ ذاتَ الشَّيء، حتى لو كانت أشياءٌ صغيرةٌ، فعندما تسبِّح الله سترى أنَّ المزيدَ من الأبوابِ ستُفتح لك. حتى لو كنتَ صغيرًا، فلا تظُنَ أنَّك تافِهٌ في نظرِ الخالقِ، لأنَّه يُكرم الذين يُكرِمونه دائماً. لذلك قُمْ بإتمام وصايا الكلمة كي تكون ناجحًا جدًا.
يجب أن يستخدمَ هذه الصِّيغ كلُّ من يُريد الانتصارَ. لا فائدة من قضاء حياتك كلّها في اتِّباع تعاليم أيَّة ديانة. على العكسِ من ذلك، افعلْ ما أوحى به اللهُ إليك لتحقِّقَ الفائدة. لن يخيبَ أمَلُ المؤمنين بيسوع أبدًا إذا ساروا بالإيمان. قد يَنتهي الوقتُ، أمَّا الذين يفعلون مشيئة الربِّ فسيبقون إلى الأبد (مز1:125). لذلك اتبع التَّوجيه الإلهي وتمِّم كلَّ شيءٍ.
إذا تخلَّيتَ عن طلبِ الله أو انتظارهِ أو الجهادِ لترى الظُّروفَ تتغيَّر، فسوف توقِّع على إيصال هزيمتك. وقّع فقط على أمرِ إيمانك لأنَّه لا يفشل أبدًا. من الخطأ الاعتقاد بأنَّ الآب لا يستمِع إلى صلاتك. لذلك ابقَ متيقظًا، لأنَّه سيُخبرك بما عليك أن تفعلَه كي يستجيبَ لك. اذهبْ حتى النِّهاية، لأنَّ الربَّ، في ذاتِه، ليس لديه مانعٌ على الإطلاق كي يعملَ ويُنجِز أمرَ انتصارِكَ.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز