رسالة اليوم

09/12/2016 - اطلب الأجرَة الأفضَل

-

-

اِثْنَانِ خَيْرٌ مِنْ وَاحِدٍ، لأَنَّ لَهُمَا أُجْرَةً لِتَعَبِهِمَا صَالِحَةً (جامعة 4: 9).

 

الحَقُّ دَائماً مِنْ عِند الرَّب وهَذا شَيءٌ أكِيدٌ، والإنْسَانُ بِدونِ كَلمةِ الرَّبِ، لنْ يَقْتنيهِ إطْلاقَاً. فأفضل عملٍ نَفَعلهُ هو ذَاك الَّذي يَكُون بَالرَّب، ومَنْ يَفعلُ شَيئاً بِمُفردهِ يَخْسرُ ذَلِكَ "المُعِينْ" الَّذي يَعْرف كُلّ شِيءٍ، ويَسْتطيعُ كُلّ شِيءٍ ولا يَطْلبُ شيئاً. فالعَمل سَوياً مَعَ الرَّبَ يَعْني ضَمانُ النَّجَاحِ. والعَمَلُ الَّذي يُكْمَل مَعهُ وبهِ، يُثمر أفضلَ النتائجَ دائماً.

فَمن غيرِ المُستطاعِ قِياسُ قُدرةِ الرَّبِ، لأنّهُ إلهٌ. وهذا يَعني أنهُ كاملٌ وقَديرٌ ومحبتُهُ كاملةٌ. والأروعُ من هذا أنّهُ أعَطانا ابْنه يَسوعَ المَسيح ليكونَ مُعيناً لنا! وكأبٍ حَنونٍ يُريدُ أن يَرى كلَّ أبنائهِ نَاجِحين، وعَدمُ طلبِ المُساعدةِ منهُ، يُعْتَبرُ ازدراء لذلكَ الرَّفيقُ الَّذي لا يَكلُّ، ولا يَنامُ ولا يَطلبُ شَيئاً في المُقابلِ، ولا يُوقِفُ عَملهُ أحدٌ (إشعياء 43: 13). فَلمَاذا لا يكونُ مَعنا دَائماً؟ ولماذا لا نضعُ أمَامهُ جَميعَ اِحتياجاتِنَا، ونَطلبُ منهُ أن يُساعِدنَا ويُوفّرهَا لنا ويَكونُ مَعنا في كُلِّ طريقٍ؟

يَجبُ أن نَكونَ واثقينَ مِن أمرين: الأوّلُ هو أنّ الرَّبَ لا يُخطئُ أبداً؛ والثاني هو أنّ الإنْسانَ بِمفردهِ لا يُمكنهُ تَحقيقُ أيّ شَيئ. فَبسببِ خَطيئةِ آدمَ، صَار الكَائنُ البَشري مَحْدوداً، وخسِرَ مَصْدرَ إلهامهُ، و لذلِك لا يُمكنهُ النَّجاح بِدونِ إعْلانٌ مِن الرَّبِ في كَلمتهِ لأنَها سِرَاجٌ لِرِجْلِي وَنُورٌ لِسَبِيلِي (مزمور 119: 105). فِمن لا يُنْصِتُ لما تَقولهُ الكَلمة المقدّسةُ لنْ يَفهمَ مَا يريدهُ الخَالق مِنهُ، ولا يَستطيعُ الحصولَ على مَا هو لهُ، ويَفشلُ تَماماً، لأنّهُ لا أحَد يحصلُ على النَّجاحِ ويزدهرُ بِدونِ الرَّبِ الإلهِ.

النَّجاحُ الماديّ الَّذي نَحصلُ عَليهِ، لا يَعْني أنّنا ضِمنَ مَشيئةِ الرَّبِ. فَينبغي أن نَفهمَ مشيئتهُ أولاً، ومِن ثم نَخضعُ لهُ بالكاملِ لتتمَّ هذه المَشيئةُ.

إنَّ الأشَخاصَ الَّذين يَعملونَ مُنفصلينَ عن الرَّبِ، وبِدونِ إرشادهِ، يَخسرونَ كثيراً. فإذا كُنَّا مَعَهُ، يُساعدنَا، ويُقوينا ويَعولنا، ونَنالُ معهُ حَتى الغَير مُسْتطاع. فَليسَ جَيدٌ إضَاعة الفُرَصِ في الحُصولِ على المُساعدةِ مِنَ الذي يقدِّمُهَا لنا كلَّ حِينٍ، لأنَّهُ عَالمٌ بكلِّ شيء، فهو كُلّي القُدرةِ ومُوجودٌ مَعنا حَيثُمَا كُنّا. ولا يطلبُ أيّ شيءٍ بالمقابلِ.

إنّ كُلّ منْ يُشاركَ الإلهَ في أمورهِ لا يَخسرُ أبداً، لأنه يُنْجِحُ كُلّ عَملٍ يَتمُ بإرشادهِ .

 

محبّتي لكم في المسيح

د.سوارز