رسالة اليوم

20/11/2022 - دَع الرُّوحَ يقودك

-

-

فَقَالَ وَاحِدٌ: «اقْبَلْ وَاذْهَبْ مَعَ عَبِيدِكَ». فَقَالَ: «إِنِّي أَذْهَبُ». (ملوك الثاني3:6)

هناك حوادثٌ في حياتِنا هي جزءٌ من قصدِ الربِّ، لكنَّنا لا نفهمَها دائمًا. بينما ننمو في الإيمان والنِّعمة، نرى أنّ لا شيءَ، ولا شيءَ على الإطلاق خارج إذنِ الله. بحكمتهِ العظيمةِ، يعرفُ كيف يُرشدنا إلى المكان الأفضل لنا ولعملِه. لذلك يجب أن نكون يَقظين دائمًا، لأنَّ الرُّوح القدس سيُخبرنا إذا استمَعنا إليه (يوحنا 13:16).

طلبَ فعلةُ أليشع الإذنَ منه لتوسيع المكانِ الذي يعيشون فيه (2ملوك1:6). ولمَّا كان طلبًا معقولًا، أذِنَ لهم النبيُّ بذلك. يجب أن يكون كلُّ قائدٍ حسَّاسًا لتدريبِ العليِّ لِفعَلَته، لأنَّهم يحتاجون أيضًا إلى النُّمو في الفهم والإيمان. وعندما يأتي يومُ استخدامهم، سيَعرفون كيفيَّة تنفيذ الإرادة الإلهيَّة. المُعلم الشِّرير لا يُعلِّم تلاميذه أبدًا.

عندما تلقَّى أحدُهم هذه الإجابة الحَسَنة، شعرَ بوجوب أن يكونَ أليشعُ معَهم. فوافقَ الأخيرُ وذهبَ برفقتِهم. من الواضح في هذا المَقطع أنَّ المَهام يجب أن تتمَّ من خلال العَمل الجماعي المُناسب، كما علّم يسوعُ (لوقا 10.10). ومع ذلك، فإنَّ مسؤوليَّة القائد لا جِدال فيها، ويجب عليهِ الاستجابة للطَّلبات التي يشهد لها روحُ الله. إنَّ هذا ينطبق على راعي الكنيسة أو رئيس الشَّركة أو الجمعيَّة أو المنزل.

إنَّ الحصولَ على كلمةِ "نعم" من شخصٍ يقودُ عملَ الربِّ أمرٌ هامٌّ، ولكن لا شكَّ أنَّ رجل الله يجب أن يكون في الرُّوح ليوافق على الطّلبات أم لا، فلا يُمكن أن يكون لديه تفضيلٌ أو إبداءُ اهتمامٍ خاصٍّ بأحدٍ دونَ غيرِه. يجب وضعُ أقارب القادة على قدم المُساواة مع الآخرين. وإلَّا سوف تتدخَّل الشَّياطين في اتِّجاه القرارات، وهذا أمرٌ خطيرٌ للغاية.

عندما كانوا يقطعون الخشبَ، صرخَ أحدُهم لأنَّ الفأسَ مُستعارة وسقطتْ في الماء. دائمًا ما يحصل غيرُ النَّاضجين في الإيمان على أدواتٍ مستعارة. الآن، الواعظُ لا يستطيع أن يخدمَ مثل ببغاءٍ يقلِّد كلماتِ خادمٍ آخر لله العليّ، حتى لو كان شخصًا مهمًّا جدًّا. يجب أن نتلقّى كلَّ ما نشاركه من الربّ، كمَا يعلِّمنا بولسُ في نصِّ العَشاء المقدَّس (1 كو23:11).

ولما اكتشفَ أين سقطتْ الأداةُ، أمسكَ النَّبيُّ بعصا شجرةٍ وألقى بهِ في الماء، جاعلاً الفأس تطفو. كانت هذه واحدةٌ من أكثرِ المُعجزات المُدهشة التي شوهِدت، لأنَّ قانون الجاذبية أزيل من المَاء. عملَ الربُّ هذه المعجزة بشيءٍ بسيطٍ. عسى أن يكون هذا درساً لأبناءِ الله! لتأكيدِ كلمتِه، لا يهمّ القيمة الماديَّة للأشياء، بل المَجد الذي سيُعطى للخالق.

تعلِّمنا هذه المُعجزة أنَّ القوَّة الإلهيَّة لا تتوقف عن العمل لخادم الله، حتى لو كانت الخسارةُ صغيرةٌ ويُمكن معالجتها. يجب أن يكون ما رآه هؤلاء العمَّال الشَّباب قد ساعَد إيمانهم، وربما قامَ الكثيرُ منهم بأعمالٍ إيمانيَّة عظيمة بعد هذه التَّجربة التَّعليميّة.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز