رسالة اليوم

18/11/2022 - إثباتُ الإيمان يحقِّق ربحًا كبيرًا

-

-

فَقَالَتْ رَاعُوثُ: «لاَ تُلِحِّي عَلَيَّ أَنْ أَتْرُكَكِ وَأَرْجعَ عَنْكِ، لأَنَّهُ حَيْثُمَا ذَهَبْتِ أَذْهَبُ وَحَيْثُمَا بِتِّ أَبِيتُ. شَعْبُكِ شَعْبِي وَإِلهُكِ إِلهِي. (راعوث16:1)

أمرٌ مؤكَّدٌ أنَّ راعوثَ لم تعرفْ ما الذي ينتظرها في المُستقبل. ولكن بمجرَّد اتّصالها بكلمة الله من خلال زوجِها وحماتِها، نُعمي، تعلَّمَت ما يَكفي لتؤمن بإلهِ إسرائيل. آمَلُ أن يتمتَّع كلُّ من يَخدم العليَّ بذاتِ الحِكمةِ التي يجب أن يتعلَّمَها، مع أصهارِهم أو بناتِ أبنائهم أو رؤسائِهم أو موظَّفيهم أو أصدقائهم أو معارفهم أو غرباءَ آخرين، ليثِقوا بالربِّ تماماً.
عندما أصبحتْ راعوثُ أرملة، اتَّصَلتْ بحماتِها كالابنة الحقيقيَّة. يجب أن يكونَ الأمرُ نفسه مع الذين يتزوَّجون. كما أثبتتْ شيئًا أكثر من ذلك. كان إيمانُها بإلهِ العبرانيين أكثرَ أهميَّة بلا حدودٍ من ثقافتِها ودينِها وأصدقائِها. في اللَّحظة التي يستنيرُ فيها الشَّخصُ عند إيمانِه بالربِّ، يتصرَّف مثل شخصٍ وَجَدَ كنزًا في الحقلِ- وعندَ اكتشافِه، يُخفيهِ، ويبيعُ كلَّ ما لديه لشراءِ هذا الحقلِ (متى44:13).
سمِعتْ نُعمي أنَّ الله سيزورُ إسرائيل وأنَّ الجفافَ سيَنتهي، فقرَّرت العودةَ إلى أرضِها. ولكن في تلك اللَّحظة، كانت أرملة، ودونَ ولديها وكنَّتيها. فهمتْ راعوثُ أنَّ القليلَ الذي عرفته عن الربِّ كان كافياً لقيادتها إلى أرضِ الموعدِ. لهذا السَّبب، ظلَّتْ ثابتة فيما شعرَت أنَّه الأفضل. يجب أن يكون هذا هو موقفُ الَّذين عرفوا الإله الوحيدَ والحقيقيَّ.
اختبرت نُعمي كنَّتيها. وفي هذا الاختبار، ودّعتْ عُرفة ما يُمكن أن يفعله العليُّ في حياتها وعادت إلى شعبِها وآلهتِها. بعد ذلك، لم يُسمَع عنها مرَّة أخرى. أمَّا راعوثُ فتشبَّثت بحماتِها وانتظرت الاختبارَ الجديد. عَلِمتْ أنَّها ستكونُ غير مبالية إذا أهملتْ صدى الصَّوت الإلهي في قلبِها، وأنَّه لن يكون من المُجدي أن تفقد المكافأة العظيمة التي تنتظرَها.
دعَمت زوجة الابن المُثابرة الاختبارَ الثَّالث بقولِها إعلاناً جميلاً يُنسخُ من قِبل ملايين الأشخاص في دعواتِ الزَّفاف: اطلب مني ألَّا أتركك. ستكون سعيدًا جدًا إذا تعهَّدتَ بالتزامك مع يسوع أيضاً، لأنَّه أينما كنتَ، سأكون أيضًا الآن وإلى الأبد. اختارتْ راعوثُ النَّصيبَ الصَّالح الذي لن يُنزعَ منها أبدًا.
يجب على كلِّ من يُدعى ليكونَ عضوًا في جسَدِ المسيح أن يتَّخِذ نفسَ القرار. ومع ذلك، يستسلم كثير من الناس عندما يعرفون أنَّ اتِّباع يسوع يتضمَّن التَّخلي عن حياتِهم الخاصَّة والخضوعُ الكاملُ له. توقَّع أن تخضعَ للاختبار، وأينما كنتَ، لا تقع في أكاذيب العدوِّ، ولا ترجع إلى حياتك القديمة.
«يَا رَبُّ، إِلَى مَنْ نَذْهَبُ؟ كَلاَمُ الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ عِنْدَكَ (يوحنا68:6). إنَّه يجدِّد كلَّ من يقبله كابنٍ أو ابنة، وإذا قبلتَ عملَه، فسوف تُقبل كابنٍ له. تمَّتْ مكافأة راعوث بكلِّ الطُّرق المُمكنة، بل وأكثر ممَّا تخيَّلَتْ، لأنَّها أصبحتْ سلفًا للملكِ داود والربّ يسوع.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز