رسالة اليوم

17/11/2022 - ضَررُ التَّردُّد

-

-

فَقَالَتْ: «إِنِّي أَذْهَبُ مَعَكَ، غَيْرَ أَنَّهُ لاَ يَكُونُ لَكَ فَخْرٌ فِي الطَّرِيقِ الَّتِي أَنْتَ سَائِرٌ فِيهَا. لأَنَّ الرَّبَّ يَبِيعُ سِيسَرَا بِيَدِ امْرَأَةٍ». فَقَامَتْ دَبُورَةُ وَذَهَبَتْ مَعَ بَارَاقَ إِلَى قَادَشَ. (قضاة9:4)


عرفَ باراق أنَّ الله قد دعاه ليُنقذ إسرائيلَ من يدِ يابين، ملك كنعان، لكنْ لم يكن لديه الشَّجاعة لطاعة الربِّ. لذلك دعتهُ دبُّورة، النَّبيّة التي حكمتْ إسرائيل في تلك الأيّام، وذكَّرته بمهمَّته. كثيرٌ من النَّاس يسمحون لاهتمامات الحياة بأن تعيقَ الكلمة من العَمل بقوَّة في حياتهم. عندما يدعو العليُّ، فإنَّه يمنح الوسائل اللَّازمة حتى يتم إنجاز المهمَّة المعيَّنة.

ردُّ باراق أفقدَه مجدَ الانتصار. عندما طلبَ من دبُّورة أن تذهب معه، سَمِع "نعم". إلَّا أنَّه سمِع أيضًا عن الأضرار التي سيتعرَّض لها إذا لم يفعل بحسبِ ما قيلَ له. تحقَّق من تصريحات الربّ، وإذا لم يوجِّهك لطلب مساعدة شخصٍ ما، صلّ صلاة الإيمان بنفسِك أو قُمْ بالعمل الذي أُمِرت به. من يتلقى تعليمات الربِّ الكاملة لا يحتاج إلى استشارة أحدٍ.

لأكثر من 20 عامًا، ظلَّ يابين يضطهدُ بني إسرائيل بعنفٍ، والآن بعد أن أصلَحوا الأمور مع الربِّ، سيأتي الخلاصُ بطريقةٍ مذهلة. عندما يصرخ شخصٌ أو أسرةٌ أو بعضُ النَّاس إلى الله، سيُرسِل الجوابَ سريعاً. انتبِه للطَّريقة التي سيتحدثُ بها الآبُ إليك، لأنَّه يفعل ذلك من خلال كلمتهِ دائماً، ولا يترك أيَّ شكٍّ. بالنِّهاية، فهو ليس إلهُ تشويش (1كو33:14).

كُنْ حذرًا حتى لا تفقد أهليَّتك عندما يدعوك الربُّ لمهمَّة معيَّنة، فقد ينهضُ شخصٌ آخر يستمِعُ إلى الرِّسالة الإلهيَّة. قِيل هذا للملكة إستير، التي شعرتْ في البداية أيضًا بعبءِ ما يُمكن أن يحدثَ لها في حالة فشل خطَّة مُردخاي. الآن لن تؤدّي خططُ الربِّ أبدًا إلى هزيمة أيِّ شخصٍ. صحيحٌ أنَّ كلَّ النَّاس يمرُّون بتجارب، لكن من يؤمن به لا يُترك أبداً.

حقَّقَ باراك إحدى أعظم الإنجازات، إذ هزم سيسرا، قائدَ جيش كنعان، بعشرة آلافِ رجلٍ فقط، مقابل تسعمائة مركبة حديدية، وعددٌ كبيرٌ من الفُرسان، وجنود المُشاة الكنعانيين. لا يهمَّ عددُ الأعداء الذين قد يثورون عليك؛ سيكون هناك دائمًا عددٌ لا نهائي من ملائكة الربِّ لحمايتكَ.

حصلَ على أجرِه في الواقع، أمَّا المجدَ فعادَ إلى ياعيل، وهي امرأة لم يكن لقبها سوى زوجة إيدير. لم يكن عليها حتى أن تبذل الكثير من الجُهد- لقد أطاعت توجيهاتِ الربِّ فقط. يختار العليُّ دائمًا أشياء حمقاءَ في العالم ليُخزي الحُكماء، ويختار الأشياء الضَّعيفة في العالم ليُخزي الأشياء العظيمة (1كور27:1). لا يتغيَّر أبدًا (جا17:1).

يعاني المتردّدون من الأذى اليومَ أيضاً، لأنَّ الربَّ يدعو الجميعَ للحرب ضدَّ قوى الظلمة. أمَّا الخائفون، حتى لو فعلوا شيئًا عظيمًا، سيتركون المجدَ لأولئك الذين يقولون نعم للّمسة الإلهيَّة. ماذا تجيبُ عمَّا قاله العليُّ لقلبك؟

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز