رسالة اليوم

16/11/2022 - يقينُ الايمانِ

-

-

فَدَعَوْا رِفْقَةَ وَقَالُوا لَهَا: «هَلْ تَذْهَبِينَ مَعَ هذَا الرَّجُلِ؟» فَقَالَتْ: «أَذْهَبُ» (تكوين58:24)

الإيمانُ هو نتيجة عملٍ طوّره الله لفترةٍ طويلة قبل أن نُولدَ. وهو يجعلنا نعرف أنَّنا جزءٌ من العَمل الذي يقوم به الربُّ والذي سوف يستمرُّ إلى الأبد. يجب أن يفكّرَ المخلَّصون في هذا الأمرِ حتى يتمكَّنوا من تجنُّب الخطيئة بالإيمان. لا بدَّ أن تأتي العثراتُ، ولكن كما قالَ يسوع: ويلٌ لذلك الإنسان الذي به تأتي العثرة (متى7:18). الإيمانُ بمثابة درعٍ حماية لنا من الأخطاء.
لا شيء يحدثُ في حياتك بدون هدفٍ. يسمحُ الربُّ بحدوث بعض الأحداث بحكمةٍ منه، كي تكون مستعدًّا من خلالها لتحقيق خطَّته الرَّائعة. لذلك لا ترفض الدُّروس التي يقدِّمها العليُّ أبداً، ابقَ صامداً حتى لو كانت التَّجارب صعبةً للغاية. خلافَ ذلك، لن تكون مستعدًّا لأداء المهمَّة الخاصَّة التي سيتمّ تكليفك بها. من المهمّ جدًّا أن تظلَّ مقدَّسًا، وألّا تلتفتَ للشَّيطان.
دعوتك مثل دعوة إبراهيم تمامًا، حدثت في الّلحظة المناسبة. وحده العليُّ يعلم لماذا دعانا لنكون جزءاً من عائلته. لذلك اسعَ لمعرفة المزيد عن الكلمة، ووصايا وأحكام الربّ، واسعَ إلى تحقيقها. من يحتقر التَّوجّه المقدَّس، سوف يدرك يومًا ما أنَّه لم يتصرَّف بشكلٍ صحيحٍ. عندما يحدث هذا، قد يكون الوقت قد فات لتصحيح الأمور. تذكَّر العذارى الجاهلات اللَّاتي لم يكنّ على استعدادٍ للقاء العَريس (متى25: 1-13).
كانت سارَّة عاقرًا، فلا بدَّ من حدوث أشياء كثيرة كي يُولد وريثُ الوَعد. من ناحيةٍ أخرى، أعطى العليُّ الحفيدة، رفقة، لأخي إبراهيم، وأبقاها الربُّ عذراء للزَّواج (تكوين22: 20-23). ليحفظك الله في نقاءٍ للمهمَّة التي أعدَّها لك لتنفيذها. وعندما يأتي اليوم المُناسب، سترى كم هو رائعٌ عدم الاستسلام لروح الدَّعارة أو لأيِّ خطأ آخر.
في اللّحظة التي أرضَت الله، أرسلَ إبراهيم خادمه إلى أقاربِه، ليجدَ امرأة عذراء لتكون زوجةً لإسحاق، وبالتَّالي، لمواصلة النَّسل الذي سيأتي منه المخلِّصُ. وحده الربُّ يعلم كم أنت هامّ في خططِه. لذلك، لا تنغمس في المُمارسات الخاطئة كي تحصلَ على الفرح الأبدي. لا يستحقّ الأمرُ مبادلة الخلاص بعروض الشَّيطان.
الطَّريقة التي وقعتْ الاحداثُ بها وفي مكانها لا تدع مجالًا للشَّك في أنَّ العليمَ قد قاد التَّاريخ كلّه. لقد قام بتوجيهِ عمليَّة الخلاص الخاصَّة بك أيضاً وسوف يُرشدك في كلِّ شيء حتى تصلَ إلى السَّماء. ولكن لن ينجحَ هذا إلَّا إذا بقيتَ ضمنَ خطَّته. ماذا سيكون حالنا لو لم يبقَ إبراهيم وسارَّة مخلِصين للدَّعوة التي تلقَّوها من الربِّ؟ من أجل مصلحتِك، لا تتوقف أبدًا عن قبولِ التَّوجيهات الإلهيَّة.
نحنُ جزءٌ من خطَّة أكبر بكثيرٍ ممَّا نتخيَّله. لهذا السَّبب، على الرُّغم من كلِّ التَّجارب، لا تتراجع عن الإيمان بالله العليّ، لأنَّ كلَّ السَّعادة فيه، وخارجه لا يوجد سوى ألم لا نهاية له. اللهُ يُكرمُ الذي يُكرمه (رومية7:13)؛ لذلك، السِّر هو حفظ الوصايا، لأنَّك بذلك تُثبت محبَّتك له. من يحبُّ الربّ، سيحبُّه المسيحُ والآبُ السَّماوي (يو21:14).

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز