رسالة اليوم

14/11/2022 - أفضلُ تعليمٍ

-

-

مَنْ هُوَ الإِنْسَانُ الْخَائِفُ الرَّبَّ؟ يُعَلِّمُهُ طَرِيقًا يَخْتَارُهُ. (مزمور12:25)

بما أنَّنا عميانٌ فيما يتعلَّق بالأمور الرُّوحية، فنحن بحاجةٍ إلى معونةِ الربّ. أمَّا الذين يستشيرون أرواحاً أخرى فسوف يضطربون، لأنَّها كائناتٌ كاذبة ومنحرفة. لكن لماذا لا يلتفت الذين يؤمنون بالعليِّ لِما يقوله في كلمتِه؟ ولن نعرف التَّعاسة حينها أبداً. الله صادقٌ ومحبٌّ.

يُعَدُّ اختيارُ الطَّريق من أهمِّ الأشياء في الحَياة. فإذا اتَّبعنا الاتِّجاه الخاطئ، فلن نصلَ إلى حيث ينبغي لنا أن نكون. الأمرُ الجيِّد هو أنَّ الربَّ كلِّي العِلم ومستعدٌّ لإرشادِنا. لذلك، لدينا فرصة لتصحيحِ الأمور. فلماذا نتردَّد في اختياراتنا، مادام لدينا دليله لإرشادنا إلى ما هو الأفضل؟ إذا احتقرنا توجهات العليِّ فسوف نسيرُ في دروبٍ ملتويةٍ.

لا شيءَ صعبٌ في هذا الموضوع. إن كان علينا الاختيار، يجب أن نصلِّي ونطلب المساعدة من العليِّ. سنُثبت أنَّنا نخافه إذا انتبهنا لقول الربّ. لكن إذا كنت تعتقد أنَّ العليَّ لن يكون مفيدًا في هذا الأمر، فكيف تصدِّق أنك ستذهب إلى السَّماء معه؟ إذا كان لا يفي بوعدٍ بسيط مثل هذا، فكيفَ سيتمِّم وعدَه بإحيائك، وإعطائك جسَداً مُمَجَّداً، ويقودك إلى الأمجاد السَّماوية؟

كلُّ من يحترم الربَّ يصرخ له وقتَ الحاجة. هذا الإنسانُ يدخل محضرَ الله بشكل طبيعي ويطلب لطفه. إنَّه لشرفٌ كبيرٌ أن نجعله مرشدنا في كلِّ القرارات الكبيرة والصَّغيرة. ممَّا لا شكَّ أنَّه أكثر نشاطاً من خدمات البثِّ الفضائي. إذا اتَّبعنا إحداثيات السَّماء، فسنكون على الطريق الصَّحيح دائماً.

لا تحتقر تعليمات العليّ عندما تصل إليك، لأنَّها بركة ووصيَّة أيضاً. لن تندم أبدًا لأنّك قبلتَ التَّوجيه الإلهي. فإذا علَّمنا الله يومًا ما شيئًا غيرَ الحقّ، فلن يكونَ الله أبداً. لكن هذا لن يحدثَ مطلقاً. في الربِّ كلُّ الحكمة التي نحتاجها. ثمَّ هناك محبَّة وقوَّة وقداسة ونصرٌ. أولئك الذين يتبعون توجيهاته سينتصرون دائماً.

لذلك إذا كنت ترغب في أن تكون ناجحًا في كلِّ شيء، فلا تتَّخذ أيَّ قرارٍ دون استشارة الخالق أبداً. الربُّ كاملٌ في كلِّ شيء وهو الله الذي خطَّط لنا وخلقنا، فهو يعرفُ ما نحتاج إليه وما لا يُمكننا أن نفعله بأنفسِنا. لذلك يجب أن نتشاور معه دائمًا، لأنَّه على استعدادٍ لتوجيهنا. لا ريبَ أنَّ الإنسانَ يعثرُ دونَ المشورة الإلهيّة.

عندما أكَّد داودُ أنَّ الرَّجل الذي يخشى الربَّ سيُساعده في اختيار الطريق الصَّحيح، كان يكشف عن سببِ نجاحِه. إذا كنَّا نرغب أيضًا في أن نكون ناجحين في كلِّ شيء، فإنَّ السِّر يكمنُ في طلبِ التَّوجيه من الله. إنَّ هذا سهلٌ، أليسَ كذلك؟

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز