قوة الإيمان

لقد ذهبَ داودُ بعيدًا في خطئِه، ولكن بما أنَّه عرفَ محبَّة القدير من أجلِ اسمِه، لم يتردَّد في طلبِ المَغفرة منه. هذا يعلِّمنا ألَّا نحكم على الآخرين أبدًا لأنَّ لدينا جميعًا فرصة لتصحيح الأمور معهُ وحلّ أيّ مشكلة. حتى لو كان كلُّ شيء يشير إلى عكسِ ذلك، فلا تعتبر نفسَك مهزومًا. إنَّ محبَّة العليّ لاسمهِ الثَّمين تفوق إدراكنا.

ينجحُ هذا أيضًا إذا كانت مشكلتك مرضاً أو أمراً معقَّداً للغاية أو لتحقيق بركةٍ يُفترض أنَّها صعبة. صدِّق أنَّ محبَّة الأب السَّيد سوف تعطيك المُساعدة اللَّازمة في أيّ موقفٍ. باسم يسوع ستعملُ نفس الأعمال التي قام بها المَسيح. لذلك، قُمْ وتمتَّع بالنِّعمة الإلهيَّة.

وهكذا لا يوجد شيءٌ ضائعٌ. إذا كنَّا نتعامل مع الكامل الذي لديه كلّ القوَّة، فسيكون عمله في حياتنا مؤكدًا. حتى لو بدا الموقفُ معقَّدًا، استخدم الاسم الذي هو فوق كلَّ الأسماء (فيليبي9:2). ولكن لا تنتظر حتى تزداد الحالة سوءًا، لأنَّ أفضل لحظة لك لترى القائد القدير يحاربُ عنك هي عندما يأتي الوحيُ إلى قلبك.

بما أنَّ الرُّوح القدس سجَّلَ هذا في الكتاب المقدَّس، فهو يعلِّمنا أن نتجاوز الآخرين. إنَّهم مقيَّدون ببعض الأمثلة التي رأوها، أو أحيانًا، بما يقوله العدوُّ لهم. أولئك الذين يؤمنون بالله يعلمون أنَّ قضيَّتهم ستُحلُّ معه، كما فعلت المرأة الشُّونمية (2 ملوك4: 8- 37). هناك تجارب يسمحُ لنا الربُّ أن نمرَّ بها حتى تزداد محبَّتنا له أكثر فأكثر. لذلك، لا تستسلِم أبداً!

استخدمَ داودُ أحدَ الأسلحة الرُّوحية التي وضعَها إلهُنا الحبيبُ أمامَنا، وهكذا كان يحصل على الاستجابة. استخدِم المواردَ التي أعطاها الربُّ في يديك دون خوفٍ. ولن تخسرَ أيَّة معركة. اسم يسوع هو كلمة السِّر للقوَّة الإلهيَّة لتعمل بحسب ما أُعلن لنا. ستكون جسوراً في الإيمان عندما تستخدم هذا الاسم الذي لا يُقهَر.

لا تُبطِل الإيمانَ بتعاليم الكلمة أبداً، لأنَّ هذا ما تعنيهِ الثقة بالله حقاً. عندما تفعل ذلك، لا تصلّي وكأن لديك سلطة أعظم من أعضاء جسَد المسيح الآخرين. استخدِموا اسم الربِّ واستريحوا في أمانته الإلهيَّة. بمعنى آخر، تأكد من إنجاز العملِ.

عندما نرى موقفَ داود، يُمكننا أن نلاحظ أنَّها لم تكن مصادفة أنَّه دُعي إنسانًا حسَبَ قلب الله (أع 13، 22). ستتمُّ دعوتك بنفس الطريقة وستتم الإجابة عليك أيضًا، لأنَّ الربَّ لديه محبَّة كبيرة لاسمِه القويّ الذي لا يفشل أبداً. اليوم هو الوقت المناسب لتثبّت إيمانك بالربِّ. صلّ مستخدمًا السُّلطة التي منحكَ الربُّ إيَّاها.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز