رسالة اليوم

12/11/2022 - سَقَطَتْ الكلمة فِي أَرْضِ جَيِّدَةِ

-

-

وَسَقَطَ آخَرُ فِي الأَرْضِ الْجَيِّدَةِ، فَأَعْطَى ثَمَرًا يَصْعَدُ وَيَنْمُو، فَأَتَى وَاحِدٌ بِثَلاَثِينَ وَآخَرُ بِسِتِّينَ وَآخَرُ بِمِئَةٍ». (مرقس8:4)

لا شيءَ أفضلَ من ثبات قلوبِنا على الطَّريق، بلا حجارةٍ أو أشواكٍ. وهكذا لن يستطيعَ الشَّيطانُ أن يتدخَّل في حياتِنا أو يقودنا لتحقيقِ هدفِه. يجب أن تسكنَ كلمةُ المَسيح بوفرةٍ فينا، حتى نعرفَ إرادة الربِّ الصَّالحة والمرضيَّة والكاملة (رومية2:12). يجب على الَّذين يَخلصون أن يَسهروا ويصلُّوا حتى لا يقَعوا في التَّجربة ويهزمهم العدوُّ.
إذا سقطتْ البذرة على أرضٍ جيِّدة، فسوف تؤتي ثمارها التي صُنعَتْ من أجلِها. تمامًا كما كان على الإسرائيليين أن يعتنوا بالأرض التي تفيض لبناً وعسَلاً، من خلال العِناية بالتُّربة، ورمي البِذار في الموسِم المناسب، وتقليم العشبِ حتى لا يخربَ المزرعة، يجب أيضًا أن نحافظ على قلوبنا "نظيفة" و "خصبة". عندما يُرسل العليُّ مطرَه، يجب أن نزرع البذرة، حتى نحصدَ المَحاصيل لاحقًا.
لا يوجد شيءٌ ينتج مثل بذرة الربّ. اعتمادًا على مِقدار الإيمان الموجود، سينتج ثلاثة آلاف بالمائة أو خمسة آلاف بالمائة أو عشرة آلاف بالمائة، وهذا ليس ممكنًا أبدًا من النَّاحية الإنسانية. مع الآب السَّماوي، تكون الإجابات دائمًا على صيغة التَّفضيل، لأنَّه لا يعرف ندرةً أو استحالة. أولئك الذين يتعاونون معه يتَّخذون القرار الصَّحيح.
يُمكن رؤية مثال هذا الإنتاج في حياة إسحاق، ابن إبراهيم، الذي كان ذاهباً إلى مِصر لغرضٍ ما، عندما كان في منتصف الطريق، أوقفه الربُّ وأمره ألَّا يذهب إلى تلك الأرض، بل أن يبقى في المكان الذي سيريهِ إيَّاه. إذا كنت، عزيزي القارئ، تمرُّ بأزمة، فلا تذهب حيث لا يوجد خوف الله. ابقَ في المكان الذي قالَ لك أن تكون فيه، وانتظر حصادًا وفيرًا.
كان إسحاقُ مطيعًا للأمر الإلهي. لذلكَ مكثَ في الأرض التي أظهرها العليُّ. وعندما زرعَ، حصدَ مائة ضعفٍ في نفس العام، أي بالضَّبط عشرة آلاف بالمائة. لابدَّ أنَّ خادم الله هذا قد شعرَ بمدى حُسنِ الثِّقة في القدير، لأنَّه آمَنَ، اقتنى محصولاً لم يحصل عليه مزارعٌ من قَبل. فقط أولئك الذين يطيعون الربَّ يرون مجدَه يعملُ لصالِحهم. هل تحترمَه؟
يجب أن يُلهمَ مثالُ إسحاق كلَّ أبناء الله ليطيعوه ويثبِتوا لجميعِ النَّاس أنَّه أمينٌ. إنَّ المسيحيَّ الذي يُعاني من المشاكل يعيشُ دائمًا بعيدًا عن الكلمة. يجب أن تتَّخذ الكلمة المكانَ الذي يُفتقَد فيه الربُّ. عندما نحترمَها فإنَّنا نُكرم الله القدير. وهكذا تعمل قوَّته العظيمة لصالِحنا.
نحتاجُ فقط إلى الاستماع إلى الكلمة وقبولها، لأنَّ الإنتاج الهائل ملكٌ للقدير. لا يتعيَّن علينا أن ندفعَ أيَّ ثمنٍ للاستمتاع بالحياة الوفيرة التي منحنا إيَّاها يسوع. يجب علينا أن نؤمن فقط ونتبع التَّوجيهات الإلهيَّة. صلّ، واعترف بآثامك وخطاياك، واطلب المغفرة واحصل على الغفران وانتصِر.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز