رسالة اليوم

08/12/2016 - التَوَاجُدِ بينَ الأخوة

-

-

اَلْحَقِيرُ وَلَهُ عَبْدٌ خَيْرٌ مِنَ الْمُتَمَجِّدِ وَيُعْوِزُهُ الْخُبْزُ (الأمثال 12: 9).

 

هُنَاكَ أشَخاصٌ دَاخِلَ الكَنيسةِ يَخْدمونَ الرَّب حَقّاً، وآخَرونَ ليْسَ اللهُ مِحْورُ حَياتِهم. فَخُدامُ الرَّبِ الإلهِ مَعْروفونَ مِن مُثَابرَتِهم على التَواجُدِ في الكَنِيسةِ، ومَخَافتِهم لكلمةِ الرَّبِ وكذلِكِ أعَمَالهُم في المَسِيح. أمَّا الَّذينَ يُفكِّرون في أنْفُسِهم فَقط ولا يَقْدرونَ حَتى على حُضورِ اِجتِمَاعاتِ الصَّلاةِ بِسبَبِ اِرتِبَاطاتِهم الأُخرى، مِثْلَ زَواجِ أحَدِ الأصَدِقاءِ، أو عِيدُ مِيلادٍ، أو مُباراةُ كُرةِ القَدمْ ! وكَذلِكَ المَطَرُ والجَوُّ الحَارُّ قَدْ يَكونَا سَبباً لِكي لا يأتُوا إلى الكَنِيسةِ. لكِنْ، عِنْدمَا تُحِيطُ بِهِمْ المَشَاكِلُ، تَراهُم مِثْل الَّذينَ يَسْلُكُونَ حَقاً مَعَ الرَّبِ ويُريْدُونَ خِدْمَتَه فقط.

جَمِيعُنَا مَدْعوُّن مِنْ رَّبٍ واحدٍ لِنَكونَ أعَضَاءً في جَسَدِهِ، و وَرثةً للمواعيدِ أيضاً مع إبْراهِيمَ. إلاّ أنَّه ليْسَ الجميعُ يَخْدُمُون الرَّبَ مِن أعَماقِ قلوبهِم. فَالذينَ لا يَفَعلونَ يَعْتبِرونَ أنْفُسَهم مُنْفتِحينَ أكَثر، وبالنَتِيجةِ هُم يَتَصَرَّفونَ كَالأغَبِياء، فَلا يَهْتَمُونَ إلاّ بِالمُمْتلكاتِ المَاديةِ وشَهواتِ العَالمِ، حَتى لو كَانَتْ مُباحَةً، فَنَجِدهُم مَثلاً، يَقْضونَ نِهايةَ هَذا الأسْبوعِ عَلى شَاطئ البَحْر، وفي الحَدِيقِة مرةً أخرى... الخ.

إنَّ خُدَّامَ الرَّبِ الحَقِّيقِّيين مَعْرُفُون بِطَريقَةِ صَلاتِهم ومَخَافَتِهم للرَّبِ ولِكلمةِ إنْجِيلهِ. والكَثِيرونَ مِنْهُم ليْسُوا مُتطَورينَ كالَّذينَ يُفكِرونَ بأنْفُسِهم فَحَسْب، ولا يَعْرِفُونَ الأمَاكِنَ الجَمِيلة، ولا يَهْتمُّونَ بِمَظهرِهِم كَثِيراً ولا يَتْبَعونَ المُوْضةَ، ليْسَ لأنَّ هَذا خَطأ ولكِنْ بَذلُ مَجَهودٍ مِن أجِلِ الحُصولِ عَليهِ هو الخَطَأ، فمِن يُكرِّسُ نَفْسَهُ لمَلكُوتِ الرَّبِ لا يَتَصرَّفُ كالجَاهِلِ، فَهو لا يُعْرَفُ مِنْ ثِيَابِهِ، أو مِنْ تَسْريحةِ شَعْرهِ أو مِنْ أشَيَائِهِ، بِل مِنْ ثَمَرِهِ في المَسِيح.

أمَّا الَّذينَ يَتصرَّفونَ بِغباوةٍ، ويبدِّدونَ فُرصةَ الاسْتِمْتَاعِ والوجُودِ مَع الرَّبِ بأي عُذرٍ آخَر. فَالشَّيْطانُ يَعْلمُ مَثلاً، إن كَانَ راعِي إحْدى الكنَائِسِ مُعْتكفٌ ليُعدَ رِسَالةً خَاصةً لشَعْبِ الكَنِيسةِ - فَيسَتعْمِلُ شَخَصاً ليُحَاولَ إبعَادهُ عَنْ الكَنيسةِ. وهُناكَ مَنْ يَتْركُ كنِيسَتهُ ووجُودِهِ في مَحَضَر الرَّب مِنْ أجْلِ أمورٍ تَافِهٍ، فَنَجِدهُ لئلاّ يُقالَ عَنْهُ مُتَخَلِّفٌ، يَقْبَلُ كَأساً مِنَ الخَمْر ويَضْحكُ لِسَمَاعِهِ نُكتةً قَذِرةً، بَدلاً مِنْ أنْ يَنْتَهِزَ الفُرْصَةَ، ويَتَكلَّمَ عَنْ خَلاصِ المَسِيح، فهو دُونَ أن يُلاحِظَ سمحَ للعَدوّ أن يضْربَهُ ! ولمْ يَتْرُك مَكَانَهُ خَالياً في الكَنِيسةِ فَحَسْب، بَل اِبْتعَدَ عَنْ مَحْضرِ الله أيضاً.

نُلاحِظُ أحِياناً أثَنَاءَ المَشَاكِل وجودَ خادمٍ مُكرَّماً قَليلاً مِن الكَنيسةِ، ولكِنْ عِندمَا يُصَّلي يُحَرِّكُ ذِراعَ الرَّبِ للعَمَلِ. أمَّا الآخَرَ بِالرُّغْمِ مِنْ أنهُ يُعَامَل بِأنَّهُ الأفَضَل، ويُكَرَّمُ كَثيراً مِنَ الَّذينَ لا يَعْرِفُون الرَّب، إلا أَنَّهُ يَنْقُصُهُ الطَعَامُ الحَقيقي، أي كَلِمَةُ الله الحَيَّ.

فَفكِّر فِي هَذا: هَل يُوجدُ في العَالمِ مَا هُو أهَمّ مِنْ وجُودِكَ في مَحْضرِ الرَّبِ!

 

محبتي لكم في المسيح

د.سوارز