رسالة اليوم

09/11/2022 - بذورٌ مهدورةٌ

-

-

وَفِيمَا هُوَ يَزْرَعُ سَقَطَ بَعْضٌ عَلَى الطَّرِيقِ، فَجَاءَتْ طُيُورُ السَّمَاءِ وَأَكَلَتْهُ

(مرقس4:4).

الرُّوحُ القُدس زارعٌ بامتياز. فهو حكيمٌ وقادرٌ ومستعِدٌّ لزرع البِذرة التي ستنتجُ
الإيمانَ الذي نحتاجه للانتصارِ على أزماتِنا. البذرةُ هي كلمة الله، وهي ذو نوعيَّة
جيِّدة ولها القدرة على إتمام رسالتِه. إذا لم نكنْ في الطّريق، فسوفَ تسقط البذرة
على جانبِ الطريق. وهكذا لن يحدثَ شيءٌ مع الأخذِ في الاعتبارِ كلّ ما يُمكن أن
تفعلَه في حياتِنا.
تُرسَلُ البذرة كي تنتجَ الإيمان، وستقومُ بعملها بالطريقة الصَّحيحة. ولكنَّ الّذين
يقفونَ على جانبِ الطّريق ليسوا مؤهّلين ليكونوا مباركين. لا ينقص شيءٌ فيما
يقوله الربُّ لك. لا توجد مشكلة عسِرة الحلّ على الكلمة، لا مرضَ لا يُمكن
شفاؤه، ولا بركة لا يُمكن أن تتحقَّق. إنَّها تأتي مباشرةً من قلبِ الله. وهكذا إذا كنَّا
في شركةٍ مع الآب عندما نقبل الإيمان، سنتمكَّن من تسبيحهِ من أجلِ النَّصرِ.
يُمكن القولُ أنَّ البذرة هي كلمة مصيرِك. ولكن إذا لم تتمسَّك بها بقوَّة في قلبِك،
فلن تؤتي ثمارها. وستكون شاهداً ضدَّك في الدَّينونة النِّهائية. وبما أنَّها أُرسِلت
لإعطاءِ حلٍّ لمشاكلك، فإذا لم تحقِّق ذلك، فلأنَّك لم تنتبِه إليها فقط. إلى جانب
الخسارة التي ستقع عليك، فإنَّ شهادتَها ستدينك إلى الأبد. ارحَم يا ربُّ!
ليس لدينا سوى مكانٌ واحدٌ لنكون فيه: في الطَّريق، وليس خارجهُ. أولئك الذين
لا يطلبون مشيئة الله ليسوا في المَسيح، حتى لو قالوا إنَّهم كذلك (يو21:14).
يجدُ الكثيرُ من النَّاس الوقتَ لكلِّ شيءٍ باستثناء خدمة الربّ. لا يكفي معرفة
التَّرانيم والصَّلاة بطريقة تُثير إعجاب الجَميع بالاقتباسات الكتابيَّة، أو إظهار
الحزمِ في الإيمان. من الضَّروري أن تكونَ في الطَّريق.
لا فرقَ بين البذور التي تُزرع في الأرضِ الصَّالحة. إنَّها تمتلك القدرة على إتمام
العَملِ الذي أعلنَه الله، وهي تضمنُ إنتاجاً كاملاً. ولكن إذا ابتعدتَ عن يسوع،
فسوف يسرقُ الشَّيطانُ كلَّ ما لديك، وربّما تقولُ إنَّ الربَّ قد خدعَك بعدمِ الوفاء
بما وعدَ بهِ. البذرةُ التي تسقط على طولِ الطَّريق ليس فيها عيوبٌ. أمَّا غير
المُبالين فسوف يُضيّعونها بالتَّأكيد.

الشَّياطينُ خبراءٌ في التهامِ البِذرة. ومن الواضح أنَّهم يَعملون كثيرًا من أجل عدم
تكريس المَسيحي. لذلك هم قادرون على إقناع الشَّخص الأكثر جاذبيَّة بأنَّ الحبَّ
مع شخصٍ آخر غير شريك الحياة ليس خطيئة. كُنْ حذراً! لا تقبل عروض
العدوِّ.
أولئك الذين هم على جانب الطَّريق يستمعون إلى الكلمة ولا يُمكنهم الحفاظ على
البِذرة، لأنَّ هذا امتيازٌ لشعبِ الربِّ الأمينِ. الآن، تُعطى البذرة لإنجاز العَملِ
الكاملِ من خلالِها. ولكنَّ الذين لا يريدون الثَّبات في الإيمان، لن تكون لديهم القوَّة
للتَّمسُّك بالشِّفاء، والخلاصِ، والمغفرة، والحلِّ الكاملِ لمشاكلِهم.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز