رسالة اليوم

07/12/2016 - مَصِيرُ الْعُصَاةِ

-

-

يُمْطِرُ عَلَى الأَشْرَارِ فِخَاخاً نَاراً وَكِبْرِيتاً وَرِيحَ السَّمُومِ نَصِيبَ كَأْسِهِمْ(مزمور 11: 6).

خُصِّصَ هَذا العَذابُ للخطاةِ، الَّذينَ يَعرفونَ كَلمةَ الرَّبِ، ولا يَحْترمونَها! ليْسَ لهمْ سلامٌ ولا يَشعرون بالنَّجاح. حَياتهُم ليْست سَهلة، وفي اليوم الأخير، سَيكتَشِفونَ أنَّ نَصِيبَهُم هو فِخَاخاً نَاراً وَكِبْرِيتاً وَرِيحَ السَّمُومِ. لكِنْ بالرُغمِ من أنَّ الله حَذَّرهُم من هذا العِقاب وأشَياءَ أُخرى تَنتظرهُم، إلّا أنَّهُم لا يُصِلحونَ طُرقهُم، أمَا أولئكَ الذينَ يَتغيَّرون ويُصبحونَ خُداماً للرَّبِ العَليّ يَكتشفونَ أنّ فِيهِ الحَياة - والحَياةُ الأفَضل (يوحنا 10: 10).

العصاةُ هُم الَّذينَ لا يُطيعونَ صَوتَ الرَّبِ، فهُمْ يَعرفونَ الأمُور التي يَنْهانا عَنها الإنْجيلُ، ويَفعَلونَها. فبَعضهُم مَثلاً، لكي يَحصلَ عَلى عَرضٍ مُعيَّنٍ، يَخْدعُ المُؤمنينَ الآخرين، واعِداً إيَّاهُم بالمُعجزاتِ. وآخَرونَ قَادِرينَ على جَمعِ البَضائِعِ بشكلٍ غِيرِ قَانوني، بأعَذارٍ كَاذبةٍ، أي أنَّهُم يَجمَعُونَها لبَيتِ الرَّب. إلاّ أنَّ، مَا يَفعلهُ هَؤلاءِ "المَسِيحيّونَ" هو سَرِقةٌ ونَهْب، لأنَّ تَحَصِيلَ الأمَوالِ مِن أجلِ أن يَحصلَ المُحتاجونَ للبَركاتِ أو لأجلِ الصَّلاة مِن أجِلِهم هو عِبارةٌ عنْ مُمارسةِ السَّرقةِ! لكنْ كيفَ يَكونُ حَالُ هؤلاء النّاس في اليَومِ الأخِير؟ بَالتّأكيدِ سَيقولُ لهم يَسُوعَ أنِّه لَمْ يعْرِفْهُمْ قَطُّ!

بالإضَافةِ إلى هَؤلاءِ، هُناكَ الَّذينَ يَعْلمُونَ أن الزِّنى خَطيةٌ، إنَّمَا يَعْتقدونَ أنّ وصِيةَ - لاَ تَزْنِ سَارية عَلى الجَميعِ - إنَّمَا لا تَسري عَليهم (سفر الخروج 20: 14)، لِذلك، في ذَلِكَ اليوم، سَينضمُّونَ إلى أولئِك الَّذينَ لمْ يَكونُوا أمَناءَ لأزواجِهم، وحِينئذٍ، يَصرخونَ بَالدّموعِ والنَّدم، طَالبينَ التَّوْبَةِ، إلاّ أنّ الوَقتَ يَكونُ قِدْ فَات، كَما حَدثَ لِعيسُو، الذي بَاعَ حَقَّهُ في البُكورية، بِصَحنٍ مِنَ العَدسِ. وسوف يتوسَّلُ الأشرار، إنَّمَا لنْ يَجِدوا لِلتَّوْبَةِ مَكَاناً (العبرانيين 12: 17).

يَجبُ اِحتِرامَ مَا يقولهُ الرَّبُ لنَا، لأنَّ العِقابَ سَيكونً رهَيباً، أمَّا الَّذي يَعْرف المَمنوعات ويُمارسُها، فَسوفَ يُحاسَب مِنَ الرَّبَ بِعُنْف. ومِثالُ هذا؛ هُو أنَّ الرَّبَ لمْ يَسَمحَ بِدُخولِ إسرائيليٍّ واحِدٍ إلى أرْضِ كَنعَان لأنَهُم شَكُّوا في وعْدِهِ وصَدَّقوا أخَبارَ العَشرِةِ جَواسِيسٍ (سفر العدد 14). واليَومُ، يَحْدثُ نَفسُ الشَيءِ مَع جَميعِ الَّذين لا يْهتمُّونَ بِمَا يُقيمهُ الرَّبُ كَنموذجٍ للحَياةِ.

الَّذينَ يَتصرَّفونَ بِعدمِ رحَمةٍ لا يَعيشونَ في سَلامٍ. ودَائماً مُرتعِبين ومُضطربين، لا يَتوقُفونَ عَنْ الوقوعِ في فِخاخِ إبْلِيس. ولِكي تَزْدادُ الحَالةُ سوءاً، العِقابَ الَّذي أعَدَّهُ الرَّبُ الإلهُ لتَعذِيبِ إبْليسَ إلى دَهرِ الدُهُورِ - بِنَارٍ وَكِبْرِيتٍ (سفر الرؤيا 21: 8).

هُم يَعْلمونَ التَّحَذيرَ الإلهِي، ولكِنْ لا يُصلِحُونَ أنفسَهم! أمَّا الَّذينَ يَرجعُونَ إلى الرَّبِ، ويَعْترفونَ بِخَطايَاهُم ويَحِيدونَ عَنْها، ويَصِيرونَ خُدّاماً لهُ من أعماقِ القَلب، فَلهُم حَياةٌ وفِيرةٌ.

 

محبتي لكم في المسيح

د.سوارز