رسالة اليوم

31/10/2022 - المكافأة والتَّعويض

-

-

يُكَافِئُنِي الرَّبُّ حَسَبَ بِرِّي. حَسَبَ طَهَارَةِ يَدَيَّ يَرُدُّ لِي. (مزمور20:18)

كان لدى داود فهمٌ قادَه إلى العَمل بشكلٍ مختلفٍ عن الآخرين. تحدَّثَ عن المكافآت وليس
عن أعمالِ الله البسيطة فقط. بالنِّسبة له لم يَكن هناك سِحرٌ أو أشياء غامضة. اعتقدَ الملكُ أنَّه
إذا فعلَ ما هو مطلوبٌ من كلِّ إنسانٍ- أن يؤمن بقول الله- فإنَّه سيصلُ إلى النَّتائج الموعودة.
نرى نفس المبدأ يعمل في يسوع، لأنَّ المسيحَ قال أنَّ الله يستجيبُ للذي يستمِع إليه دائماً.
يُعطي الله العطايا لكلِّ من كرّس نفسَه لسماع ما يقوله في كلمته، وأعظمها كلّها الإيمان.
فعلَ يسوعُ الشَّيء نفسه بعدَ أن سبَى سبيَاً (أفسس8:4). أعتقد أنَّ هذه العطايا هي مثل تلك
التي حصَل عليها لتحقيق الخطّة الإلهيَّة. لذلك أنا متأكد من أنَّ الذين هم على استعدادٍ لفعل
ما يُرضي الربّ سيرَون جهودهم تُكافأ بأعمالٍ جبَّارة من السَّماء. الله لا يفشل أو يقصِّر.
يقودك الإيمانُ إلى التَّصرُّف كما لو كنتَ شخصًا مميَّزًا، يتمتَّع بسلطاتٍ خاصَّة، كما لو كنت
تنتمي إلى طبقة عُليا. لكن لا يوجد شيء من هذا القبيل. الذي حدث هو أنَّك صِرتَ وكيلاً
صالحاً. تكشف الآية التي ندرسها في هذه الرِّسالة أنَّ هذه هي بالضَّبط الطريقة التي أشار
بها ملكُ إسرائيل إلى أعماله الجبَّارة. بالنِّسبة لداود، كان ينفّذ العدالة التي توقَّعها الله منه،
وهذا ما يتوقعه الآب منَّا.
ذاتُ الموقف متوقّع من الذين يفهمون خطَّة الله لحياتهم، لأنَّ هذا الفهم يقود الشَّخص إلى
التَّصرُّف بشكل مختلف عن الآخرين وبسبب ذلك يُكافأ. ومع ذلك، هذا ليس خيارًا، إنَّه ليس
شيءٌ تفعله عندما تشعر بالرِّغبة أو عندما ترغب في الحصول على تعويض. أولئك الذين
يرفضون رؤية الوحي كوصايا سيُدعون خدَّامًا سيِّئين، وسيُلقون في الظلمة الخارجية
(متى30:25). لاحظ أنَّ الذين لا يجتمعون مع يسوع يتشتَّتون في كلِّ مكان (متى30:12).

يجبُ على الذين استناروا بإرادة الله ألَّا يقبلوا تعاليم من صُنع الإنسان، وعليهم العمل بجدٍّ
للحفاظ على وصاياه، لأنَّ ما وراء هذه الممارسات في الواقع هي يدُ العدوِّ. يُمكن للإنسان
أن ينتج القمامة فقط بدون مسحة الله. ولكن يجب أن نذكر أنَّ الله لم يعيِّن أحدًا ليكون مصدر
تشريعٍ لكنيستِه، لكنَّه أعطى لنفسِه الحقَّ في تعليم الجميع. بالإضافة إلى ذلك، كان يسوع

واضحًا عندما قال إنَّه لا يقبل شهادة من إنسان، ولا مجداً من النَّاس (يوحنا 5: 34-41).

أولئك الذين يحافظون على أيديهم طاهرة سيُكافئون في كلِّ ما يفعلونه. عندما لا تقبل مفاهيم
من صُنع الإنسان لقيادة العمل الإلهي أو توجيهِه، أو حتى تتحكم بمصير الجنس البشري،
فإنَّ الربَّ سيُكافئ المحبَّة التي تظهرها من أجل الحقّ. لذلك، اقبل ما يُعطيك العليُّ إيَّاه من
خلال كلمتِه فقط (إشعياء20:8). أولئك الذين يسلكون في نور الربِّ لا يَعثرون أبدًا
(إشعياء5:2).

نحنُ نعيشُ في زمنٍ يجب أن نتطهَّر فيه من خلال وحي الله، لأنَّ العدوَّ يحاول أن يُعطي
"تفسيره" لِما هو مكتوب، كما حاولَ أن يفعلَ عندما جرَّب يسوع في البرِّية (متى4: 1-
11). لذلك عندما تُجرَّب، اثبّت فيما علّمك الربُّ إيَّاه من خلالِ المكتوب. لن تزول كلمة
الله، حتى وإن زالت السَّماء والأرض (متى35:24).

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز