رسالة اليوم

30/10/2022 - خطأ العِناد

-

-

هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: هأَنَذَا أَرُدُّ أَدَوَاتِ الْحَرْبِ الَّتِي بِيَدِكُمُ الَّتِي أَنْتُمْ مُحَارِبُونَ بِهَا

مَلِكَ بَابِلَ وَالْكَلْدَانِيِّينَ الَّذِينَ يُحَاصِرُونَكُمْ خَارِجَ السُّورِ، وَأَجْمَعُهُمْ فِي وَسْطِ هذِهِ الْمَدِينَةِ.
(إرميا4:21)

لقد مَضى أكثرَ من 300 عام على تقسيم مملكة داود من قِبل يرُبعام- حيثُ احتفظ الأسباطُ
العشرة باسم إسرائيل- وعندما غزا شلمنصَّر، ملك أشُّور، السَّامرة واستولى عليها، لم تَعُد
هذه المملكة قائمة. الشَّعب تمَّ سبيَه. ورُغم ذلك عرّف العليُّ نفسَه على أنَّه إلهُ إسرائيل، ممَّا
يُثبت أنَّه لا يراك كما يفعل النَّاس، بل ما خلقك لتكونَه، بغضِّ النَّظر عمَّا أصبحت عليه
حالتك.

يكشفُ موقفكَ من وصايا الله ما يُمكن أن تناله من القدير. لا يزال هو إلهك ومستعدٌّ أن يغفرَ
ويُعيد لك ما سلبهُ الشيطان منك. ولكن لا يُمكنه فِعل ذلك إلَّا إذا تبعتَ وصاياه. إنَّه لخطأ
كبيرٌ أن تتجاهل وصايا الربِّ لأنَّك على الأقل تحتقرَ الحِكمة والفهم الذي تلقَّيته. عندما
يُعطينا العليُّ وصاياه، فإنَّه يُثبت محبَّته لنا.

جهَّز القدير الإنسان بأسلحة قوية ليمنحَه النَّصرَ على هجمات العدوِّ منذ البداية. إلى جانب
ذلك، سلّطه على طيور السَّماء وأسماك البحر والحيوانات التي تزحف على الأرض
(تكوين26:1). لكنَّ آدم سلَّم ذلك السُّلطان للعدوِّ عندما سقط؛ ولكنَّ يسوع بقيامته، استردّ
من الشَّيطان كلَّ ما سرقه من النَّاس، والآن، بمعمودية الرُّوح القدس، يزوِّدنا الله بالقوَّة
لهزيمة قوى الشَّر مرَّة أخرى (رؤيا 1، 17-18).

اِحذر، فرغم ذلك! أخبرَ ارميا شعبَ يهوذا قائلا: لأنَّهم كانوا يلعبون بالخطيئة، فإنَّ الربَّ
سوف يقلب عليهم الأسلحة التي بحوزتِهم لهزيمة العدوِّ. لقد كان خطرًا أكبر لأنَّ البابليين
سيحصلون على تلكَ الأسلحة التي أعطاها الله ليهوذا. لذلك إن كنتَ تلعب بالخطيئة، فتوقف
الآن وتُبْ حتى لا تصيبك هذا الإدانة أيضاً.

إنَّ ما حدثَ في العهد القديم هو تحذيرٌ لأهل العَهد الجديد. لأولئك الذين يَسمحون لأنفسِهم أن
ينقادوا بالتَّجارب، ولا يتخلَّصون منها أبدًا، ويختبئون تحتَ حِجاب التَّعاليم التي تتعارض مع
الكتاب المقدَّس، سيُعانون بالتأكيد بالمِثل (رؤيا 22: 18-19). الاستنتاجُ المنطقي هو أنَّ
الإنسان لن يكون قادراً على القتال والانتصار على أعدائه إلَّا عند طاعة الوصايا. لذلك فكِّر
فيما تفعله بالإيمان الذي أُعطي لكَ.

خُذْ هذا التَّحذير بجدِّية، وقرار الربّ الآن ليس نهائيٌّ الآن. فعندما تصحِّح سلوكك، فإنَّه
بالتَّأكيد سوف يَسعَد بك ويجعلك منتصراً. لقد وضعَ العليُّ طريقين أمامنا: الحياة أو الموت
(تثنية19:30). أولئك الذين يختارون الحياة هم أحرارٌ من هجمات الشَّيطان؛ أمَّا الذين
يختارون الموتَ، فيُقرُّون خِططَ الشَّيطان.

لم يلتفِتْ يهوذا إلى تحذيرات الله، وبسبب ذلك تمَّ أسره. ماذا سيُكتَب عنك؟ اتَّخِذ القرار
الصَّحيح وعِشْ حياة خالية من اضطهاد العدوِّ. اليوم يسوعُ هو محاميك ومساعدك، ولكن
غدًا سيكون هو القاضي. الأهم هو ما تختار أن تفعله في حياتك الآن.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز