رسالة اليوم

27/10/2022 - التمسُّك بالربِّ

-

-

وَأَمَّا أَنْتُمُ الْمُلْتَصِقُونَ بِالرَّبِّ إِلهِكُمْ فَجَمِيعُكُمْ أَحْيَاءٌ الْيَوْمَ. (تثنية4:4)

عندما تتمسَّك بالربّ تقاوم التَّجارب. ولكن عندما يراك الشَّيطان في الطّريق الصَّحيح،
سيُحاول انتزاعك من طريق الحقّ، الذي يحرِّرك حقًا (يوحنا32:8). سيُبذل الشَّيطان كلَّ ما
في وِسعه للوصول إلى هدفهِ، كما سيُقدم الأشياءَ التي يحبّها الخطأة أكثر من غيرهِم،
كأشخاصٍ جميلين ومُثيرين. أنتم أيُّها الأتقياء، حتى تحتَ الهجماتِ الشَّديدة، لن تنغمِسوا فيما
يقدِّمه الشِّرير، أليسَ كذلك؟

لم يهتمّ الموآبيون بكلمة الله، وبسبب ذلك أسلَموا أنفسَهم للممارساتِ القذِرة، التي هي مقبولة
للضَّالين، فهذه هي الطريقة التي يتصرَّفون بها، مروّجين لهذا السُّلوك. أولئك الذين يَعملون
للجحيم يحبُّون التَّرويج لِما يَدينه العليُّ، ويُظهرون أنَّهم سُعداء بفعلِ الخطيئة. ولكن عندما
تأتي إدانتهم بسببِ هذه الأفعال، سيعترفُ الكثيرون بأنَّهم أخطأوا؛ بينما سيستمرُّ الآخرون،
للأسف، في التَّرويج لفِعل الخطأ.

موآبُ وممارساتها السَّيئة أخلاقياً أفسدت كثيرين بينَ شعب الله. لم يخجل بالاق في جنونهِ،
ملك موآبيين، من مطالبة النِّساء في مملكتهِ بإغواء الإسرائيليين (عدد25: 1-3، 31: 16).
ما هو المكسبُ الذي حقَّقه الملكُ من استراتيجيتهِ، وهل ربحَ الإسرائيليُّون من السَّماح
لأنفسِهم بالوقوع تحت نيرِ التَّجربة؟ لا شيءَ، لأنَّهم لم يتمكَّنوا من إعاقة تقدُّم الإسرائيليين
وجلَبوا غضبَ الله على أنفسِهم. أولئك الذين يُسلمون أنفسَهم للخطيَّة سيَرون ذاتَ يومٍ أنَّ
ذاك فارغٌ تماماً.

يُطلقُ الجحيمُ العنانَ لهجماتٍ عظيمة على شعبِ الله. لهذا يُوجد كثيرون ممتلئون بالمشاكلِ
وأمواتٌ روحيًّا- مُنفصلين عن الآبِ. خدمتهم ليست سوى تقليدٌ، وهم يفتقرون إلى جوهر الله
في وسطِهم. ضَع في اعتبارك أنَّ المحظورات الكتابيَّة لا تفقد تأثيرها بمرور الوقتِ؛ وحتى
اليوم يقودون إلى اليأس أولئك الذين ينغمِسون فيها، لأنَّهم يُذعنون للشَّيطان. حان الوقتُ
لتفحص نفسَك وتُعلن التَّوبة.

خلقَ الخالقُ البشرَ رجلاً وامرأة وباركهما. في الزَّواج، تكون علاقة الزَّوجين علاقة صحيَّة
ومباركة طالما أنَّها طبيعيَّة (تكوين1: 27- 28). اهربْ من الفجورِ ومن الشَّهوات القذرة
ومن كلِّ محظور. هناك ثمنٌ باهظ يجب أن يدفعَه كلُّ من يمارسُ الزِّنا. يعلِّمنا الكتابُ
المقدَّس أنَّ على الإنسان أن يعرفَ كيف يمتلك إناءه الخاص بقداسةٍ وكرامةٍ (1تسالونيكي
4.4). لذلك لا تسمح لنفسِك بأن تنجذبَ إلى أكاذيب العدوِّ، بل كُنْ راضيًا عن تحقيق خطة
الله.

هناك أمثلة لا حصرَ لها لأشخاصٍ كانوا في يوم من الأيام أبطالًا للربِّ، ولكن عندما
انغمَسوا في الخطيئة، بدأوا بالذُّبول حتى ماتوا روحيَّاً. يُربط حبل المشنقة المُستخدم روحيَّاً
ببطء حول رقبتك؛ كأنَّه عرضٌ للتَّوبة كفرصةٍ أخيرة. من المؤسف أن نرى، رُغم ذلك،
العديد من الأمثلة المُحزنة والمأساوية لأشخاصٍ يواصلون السَّير نحو المَسلخ.

إذا كنتَ قد جُرِّبتَ من كلِّ جانبٍ، اقترِبْ إلى الربِّ كي تتحرَّرَ. انفتح له بالصَّلاة، طالبًا
مساعدته، فإذا انغمستَ في الخطيئة، فلن يمرَّ وقتٌ طويلٌ حتى يخنقك هذا الحبلُ روحيًّا.
اليوم هو يومُ طلب غفران الربِّ وقداسته، والتي بدونها لن يرى أحدٌ الربَّ (عبرانيين 12-
14).

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر. سوارز