رسالة اليوم

24/10/2022 - لَمْ يَنَالُوا...

-

-

فِي الإِيمَانِ مَاتَ هؤُلاَءِ أَجْمَعُونَ، وَهُمْ لَمْ يَنَالُوا الْمَوَاعِيدَ، بَلْ مِنْ بَعِيدٍ نَظَرُوهَا وَصَدَّقُوهَا

وَحَيُّوهَا، وَأَقَرُّوا بِأَنَّهُمْ غُرَبَاءُ وَنُزَلاَءُ عَلَى الأَرْضِ. (عبرانيين13:11)

أعظمُ مجدٍ للمُخلَّصين هو أن يموتوا في الإيمان. هذا يفسِّر حياة الذين نسمِّيهم أبطالُ
الإيمان، الذين لم يُنكروا الربَّ، ومرُّوا بتجارب صعبة. لهذا السَّبب كُتِبت أسماؤهم في
الكتاب المُقدَّس. أولئك الذين وُلِدوا من جديدٍ يجب أن يَعملوا ليظلُّوا أوفياء للرِّسالة التي
تلقَّوها. ساروا بالإيمان حتى نُقِلوا إلى المَجد.
عاشَ البعضُ حياة طويلة وخدموا الربَّ ولم يستسلِموا بل واظبوا ثابتين بعزم قلوبِهم. كانوا
ينتظرون بالتأكيد الوفاء بالوعود. لأنَّه لم يحدث في أيامِهم، لم يَروا ذلك يتحقَّق قبل موتهم.
الأهم من ذلك هو أنَّه لا شيء منعهم من الإيمان الرَّاسخ الذي كان لديهم على أمل أنَّ العليَّ
يومًا ما سيتمِّم ما وَعد به.
مثابرتهم بمثابة درس لنا، فإذا وُجِدَ وعدٌ لم يتحقَّق في أيامِنا هذه، يجب أن نظلَّ غير
متزعزعين حتى النِّداء الأخير. أكثرَ ما يُمكن أن يتمتَّع به أبطالُ الإيمان هو رؤيته من
بعيدٍ- الشُّعور بالسَّعادة التي سيستمتَّع بها الجنسُ البشري عندما يتحقَّق الوعدُ. على الرُّغم
من أنَّهم لم يتذوَّقوا نتائج ما أعلنوه، إلَّا أنَّهم عاشوا تلك البركات بالإيمان.
لم يتمكَّنوا من رؤية الوَعد يتحقَّق، لكنَّهم استمرُّوا في الإيمان به. كلُّ ما يُعطينا الربُّ إيّاه،
رغم أنَّه لم يتحقَّق كاملاً، لكنَّه يكفي لتقويتنا. الخيرُ قويٌّ لدرجة أنّك إذا تحدَّثتَ عنه ببساطةٍ،
فإنَّه يجلبُ لنا الرِّضا. أولئك الذين يثقون في الله يجلبون إلى الواقع كلَّ ما وَعدَ بهِ.
لقد أعطى أبطالُ الإيمان مثالًا رائعًا لكلِّ من عاش في أيامِهم، ولنا أيضًا، عندما فعلوا ما لم
يفكِّر الآخرون في فِعله: قبول وعود الله على أنَّها حقيقةٌ واقعة. الحقيقة هي أنَّ حدوث
معجزةٍ يتطلَّب كلمة واحدة من العليّ. احتضِن وعود الله مصدِّقًا ما قالوه. سيتحقَّق كلُّ شيء

للّذين يؤمنون باسم يسوع.
عرف خدَّامُ الربِّ هؤلاء أنَّهم مواطنون في ملكوت السَّموات وهم مازالوا يعيشون على
الأرض، ولكن بالإيمان اعترفوا بذلك. هذا هو معنى السُّلوك بالإيمان. على الرُّغم من أنَّ ما
وُعِدنا به لم يتحقَّق بعد، لكنَّنا نتبنَّاه ونعترف به على أنَّه مؤكَّد. الآن، أولئك الذين يثقون في
الربِّ يعرفون أنَّ وعوده سوف تُنجَز كاملة.
قد يتألم الجسَّد. لا يُمكن تحريكُ الذِّراع، والسَّاقين ثقيلتان، ولكن بالنِّسبة لأولئك الذين يثقون
ويؤمنون، فقد تمَّ حلُّ المشكلة بالفعل. يرفضونَ الكَذِبَ. الشَّيء الصَّحيح الذي يجب فِعله هو
إحضار ما يقوله الله إلى الوجود، لأنَّنا شُفينا بجلدات يسوع.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز