رسالة اليوم

21/10/2022 - نهايةُ بابِل

-

-

اِجْتَمِعُوا كُلُّكُمْ وَاسْمَعُوا. مَنْ مِنْهُمْ أَخْبَرَ بِهذِهِ؟ قَدْ أَحَبَّهُ الرَّبُّ. يَصْنَعُ مَسَرَّتَهُ بِبَابِلَ،

وَيَكُونُ ذِرَاعُهُ عَلَى الْكَلْدَانِيِّينَ (اشعياء14:48)

لم تكنْ الإمبراطوريَّة البابليَّة على علمٍ بأنَّ حُكمَها على وشكِ الانتهاءِ. لقد اعتقدوا
ذلك لأنَّهم تغلَّبوا على كلِّ ممالكِ عصرِهم وكانوا يعتبرون أنفسَهم أقوياءً بما يكفي
لسحقِ أيَّة أمَّة حاولت الانتفاض ضدَّهم. هذا لإظهار أنَّ غير المؤمن لديه ثِقة زائفة
في أنَّه لن يُغلَبَ أمامَ شيءٍ ما، لكنَّ هذا المصيرِ ليس تحتَ سيطرتِهم، فالقرار بيدِ
الله.

حدث سقوطُ بابل لأنَّ شرَّهم قد ملأ كأسَ صَبرِ الله بالكاملِ. لقد انهارت الأمَّة التي
بدَتْ وكأنَّها لا تُهزَم. احذر من الكِبرياء، لأنَّه عندما يتعلَّق الأمرُ بقلبِ الإنسان أو
الأمَّة، فهو علامة على أنَّ الحُكمَ وشيكٌ. هذا صحيحٌ أيضًا بالنِّسبة للمُخلَّصين. أمَّا
الذين يُمجِّدون الربَّ، فسيتمُّ حِفظهم لتحقيقِ النَّصرِ.

أحبَّ اللهُ كورَش ودعاه لينتقِم من الكِلدانيين. الآن، عندما يقرِّر اللهُ القديرُ أن يفعل
شيئًاً ما، فسيحدث ذلك، على الرُّغم من أنَّ البشرَ يبذلون قصارى جهدهم لمنعِ
حدوثه. يعتقدُ الأغبياء أنَّهم يستطيعون منعَ خِطط الله من أن تتحقَّق. العليُّ هو الذي
يقرِّر مصيرَ الممالك والحُكّام كما يفعل لاعبو الشُّطرنج بالقطع على الرُّقعة.

البشرُ لديهم تأثير محدودٌ على مصيرهِم. وحتى لو اتَّحدَ الجحيمُ كلّه ضدَّ ما أسَّسه
الخالقُ، فسوفَ يسودُ قرار الله. اعتقد الملكُ هيرودس أنَّه رجلٌ جبَّار عندما سمِع
صراخَ النَّاس يقولون إنَّ صوتَه مثل صوتِ إلهٍ وليس إنسانٍ. ولأنَّه لم يعترف
بسيادة الله، فقد ضربَه ملاكٌ وأكله الدُّود ثمَّ ماتَ (أعمال الرسل ١٢: ٢١، ٢٣).

يُمكننا أن نطمئنَّ إلى أنَّ أبوابَ الجحيم لا يُمكن أن تمنعَنا من الكرازة بالإنجيل
لجميعِ الشُّعوب بقوَّة الرُّوح القدس. إنَّ الأمم المُغلقة الآن على معرفة الحقّ ستشهد
المُعجزات والعجائب والعلامات تعملُ وِفق شروطِها. حدث هذا في الاتِّحاد
السُّوفيتي السَّابق في عام 1990. إذا كان الربُّ في العمل، فمن يستطيع منعَ ذلك؟
(إشعياء13:43ب).

أولئك الذين يظلُّون متمرِّدين ضدَّ خطة الله سيرَون في النِّهاية أنَّهم اتَّخذوا القرار
الخاطئ ولكن للأسف، سيكونُ الأوانُ قد فاتَ. عندما يعودُ المَسيحُ، سيُلقى أولئك
الذين لم يتوبوا في النَّار الأبديَّة: النَّبي الكذّاب، وضدَّ المَسيح، والشَّيطان وأعوانِه.
لكنَّ المفديين سيدخلون من أبوابِ المجدِ لينعموا بصلاح الآبِ السَّماوي إلى الأبد.

لا يوجد شيءٌ على الإطلاق سيحدث لنا دون موافقة الله. إذا سمحَ الربّ سيكون
لدينا بعض الشُّهداء أو أكثر، حتى يكتمِل عددُ الذين سيُقتلون من أجل حبِّ الإنجيل.
فقط ما عيَّنه الله سيحدث، واهتمامنا الوحيد هو أن يستخدمَنا الله لمجده.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز