رسالة اليوم

19/10/2022 - نحنُ بحاجةٍ إلى الاستماعِ فقط

-

-

«اِسْمَعْ لِي يَا يَعْقُوبُ، وَإِسْرَائِيلُ الَّذِي دَعَوْتُهُ: أَنَا هُوَ. أَنَا الأَوَّلُ وَأَنَا الآخِرُ

(اشعياء12:48)

نحنُ لسنا خليقة الله فحَسبْ، بل جزءٌ من كيانهِ. بدافع الحبِّ والفَرح والسَّلام وطول الأناة
واللُّطف والصَّلاح والإخلاص والوداعة وضبطِ النَّفس، أخذ الربُّ الإنسان من أعماق كيانِه
وخلقه على صورتِه. لدينا أصلٌ وخلقٌ إلهيّ. حيث أضرّتْ الخطيئة بنا، لكنَّ عملَ يسوع في
الجُلجلة قد أصلَحنا ومكَّننا من العودة إلى حُلم الله الأوَّل.

إذا استمعنا إلى صوت العليّ، فسوف يتغيَّر كلُّ خطأ فينا. يجهِّزنا الله لتحقيقِ خطّته إلى
الأبد، وليس هناك شكٌّ في أنَّ ما أعدَّه لنا هو أبعد من الفَهم البشري (1كورنثوس9:2).
الضَّالُّ سوف يعاني من خسارتين. أوّلا، سوف يُعذَّب نهاراً وليلاً إلى الأبد. ثانيًا، سيخسر
عظمة خطة الله لحياتهِ.

تختلفُ كلمة يسوع عن كلماتنا. إنَّها روحٌ وحياة (يوحنا63:6). وهي قادرة أن تجعلنا لائقين
للدُّخول إلى محضرهِ. عندما نقبل يسوع كمخلِّصٍ لنا، يمنحنا العليُّ الحقَّ في أن نصبح
أولادَه (يوحنا12:1). عندما تقبل عطيَّة الله سترى حياتك تتحوَّل إلى صورة ابنهِ الحبيب.
يتيح هذا التَّغيير للمُهتدين الجُدد أن يُنجِزوا المهمَّة التي أعطاها لنا يسوع.

لذلك انتبهوا إلى الربِّ كثيراً، لأنَّنا، في كلمتهِ، لدينا القدرة على الشِّفاء والتَّقديس والتحوُّل
إلى صورتهِ ومثالِه. يُمكننا جميعًا الاقتراب من الله عندما نُصغي إلى وصاياه وليس
بالأعمالِ أو بالصُّوم أو الصَّلاة. لذلك سوف نسير من مجدٍ إلى مجدٍ نحو الكمال، والذي

سيكتملُ بمجيء يسوع (كورنثوس الثانية18:3). عندما نولدُ من جديدٍ، ليس هناك شكٌّ في
أنَّنا سنحظى بحياةٍ أفضل بكثيرِ.

لقد أخرجنا العليُّ من ذاتِه لغرضٍ لا نعرف عنه شيئًا ولا يزال يتعيَّن الكشف عنه لنا. ومع
ذلك، لا شكَّ في أنَّ ذاك مجيدٌ ومُجزٍ. افعل كلَّ ما في وسعِك لتجنُّب فقدان خلاصك، لأنَّ
العظمة تنتظرك بعد المجيء الثَّاني للمسيح. لا يوجد مقارنة بين ما وعدَنا به الله للأبد وما
نعرفه اليومَ. لذا، لا تسمح لنفسِك بأن تكون غير مؤهّل.

لماذا تبقى في التمرُّد وتتألم إلى الأبد، مادام بإمكانك أن تكون مؤهلاً لتكون مع الآب إلى
الأبد؟ لذلك لا تسمح لنفسِك بأن تنجرف في التَّجربة، لأنَّك ستتكبد خسارة كبيرة إذا استبدلتَ
السَّماء بأكاذيب العدوِّ. حتى لو شعرتَ في أعماق روحِك أنه في حالتك يجوز لك فعلُ
خطيئة معيَّنة، فلا تصدِّق ذلك. لا تستبدل متعة سماع الربّ بشيء عابرٍ ومثيرٍ للاشمئزاز.

أفضل ما في الأمر أنَّه هو الذي دعانا، وبسبب ذلك، لا يُمكن لأحدٍ أن يمنعنا من أن نصبح
كما يقول (بطرس الأولى9:2). إذا كنت تسمح للإغراءات أن تغزو حياتك، صلِّي الآن
واعترف بها. ثمَّ، آمِنْ بما يقوله القدير في الكلمة ولا تسمح للعدوِّ أن يزعجك بأيِّ شكلٍ من
الأشكال. أصغِ الى صوت الله واحصل على البركة.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز