رسالة اليوم

05/12/2016 - لا تَسْتَغْلَّ الضُعَفَاء

-

-

فَقَالَتْ نُعْمِي: ارْجِعَا يَا بِنْتَيَّ. لِمَاذَا تَذْهَبَانِ مَعِي؟ هَلْ فِي أَحْشَائِي بَنُونَ بَعْدُ حَتَّى يَكُونُوا لَكُمَا رِجَالاً ؟ (راعوث 1: 11).

اِسْتِغلالُ ثِقةِ النّاسِ أو طِيبَتِهم شَيءٌ سَيءٌ جِداً. لِذَلِك، كُلُّ فَاعِلٍ مُسْتَحِقٌّ أُجْرَتَهُ (لوقا 10: 7). لمْ تَشْعُر نُعْمِي بِسَلامٍ لذَهَابِ أرَمَلتي ابْنِيهَا عُرْفة و رَاعُوثُ، مَعَها ليخدِمنها، لأَنَهَا عَرَفَتْ أنَّ المُوتَ وضَعَ نِهَايةً لِهذا الزَّواجِ ومَسْئوليتِهِنَ تِجَاهَهَا؛ ولا يَنْبغي أن تَكونَ إِحْداهُنَّ مَحْرومةٌ مِن الاِسْتِمْتاعِ بزَّواجٍ جَدِيد.

يُعْلنُ الرَّبُ في كَلِمَتِهِ أنَهُ عَادِلٌ، وسَوْفَ يُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ عَمَلِهِ. (متى 16: 27)، فَأقَلّ شَيء يَجِبُ أن نَفَعلهُ هو أن نَكُونَ مُخْلِصِينَ مَعَهُ ومَعَ الجَمِيعِ، وليْسَ مِنَ العَدْلِ أن يَسْتغِلَّ أحَدٌ قَريبَهُ لأي سَبَبٍ مِن الأسَبَاب. فَيَعْقوبُ مَثلاً، تَكلّمَ في رِسَالتِهِ عَنْ أُجْرَةِ الْفَعَلَةِ الغَيرِ عَادلةٍ فَقَالَ :- هُوَذَا أُجْرَةُ الْفَعَلَةِ الَّذِينَ حَصَدُوا حُقُولَكُمُ، الْمَبْخُوسَةُ مِنْكُمْ تَصْرُخُ، وَصِيَاحُ الْحَصَّادِينَ قَدْ دَخَلَ إِلَى أُذْنَيْ رَبِّ الْجُنُودِ (يعقوب 5: 4).

مِنَ المُمْكنِ أن يَتواجدَ فِي الكَنيسةِ أشَخَاصٌ يَرغبونَ بتقديمِ خَدَمَاتٍ مَجانِيةٍ لِخِدمَة الرَّب، لكن كُلّ مَنْ يَقومُ بِعَملٍ فِي الكَنِيسةِ َيِجِبُ أن يَنَالَ حَقَّهُ. وينبغي عَدمُ اسْتِغْلالِ البُسَطاء أو الجَدِيدِينْ في الإيْمَانِ والخِدْمةِ، وَكذَلِكَ الأشَخَاصُ العَاطِلِينَ عَنْ العَمَلِ أو الَّذِينَ يُواجِهونَ مَشَاكِلَّ مَاليةِ، هَؤلاءِ يَجبُ أن يَروا فِينَا خُدَّاماً صَالِحِينَ وعَادِلِين للرَّب، ونُعْطِيهُم أجْرهُم الَّذي يُوفرُ لهُم اِحْتِياجَاتِهم الأسَاسيةَ بِقَدَرِ جُهْدِهِم.

لقد أمكنَ لنُعمي أن تَسْتَعْملَ "المَكْرَ" وتُوافِقَ عَلى بَقَاءِ كَنَّتَيْهَا مَعَهَا، لِخِدْمَتِهَا إلى الأبَدِ. لكِنْ هَذه لمْ تَكُنْ مَشِيئةُ الله ! فمِنْ حَقِّ كُلّ إنْسَان الاسْتِمْتَاعُ بكُلِّ مَا وهَبَهُ الله لهُ، ويَجِبُ تَشَجِيعُ الأرَامِلَ على الزَّواجِ مِنْ جَدِيد وليْسَ إدَانتهُ. والأبْناءُ لا يَجبُ أن يَطْلبوا هَذِهِ التَضْحِيةَ مِنَ الآبَاءِ، والكَنِيسةُ يَجِبُ عَليها عَدمُ فِعْلِ هَذا.

يَضَعُ المَوْتَ وحَدهُ نِهَايةً لكُلِّ زَواجٍ، والأرَامِلُ يُمْكنُهم الزَّواجَ في الرَّبِ مرةً اُخرى، لأنَّهُ تَعليمٌ إِلهي، لأَنَّ التَّزَوُّجَ أَصْلَحُ مِنَ التَّحَرُّقِ (1كورنثوس 7: 8-9). ورُغْمَ ذَلِكَ، في الأيَّام الأخِيرة سَيَأتي الشَّيْطانُ بتَعاليمٍ جَديدةِ لبَيْتِ الرَّبِ، مِنْ ضِمْنِها الامْتِنَاعُ عنْ الزَّواج. والأشَخَاصُ الفَاسِدِونَ يَنْقَادونَ ورَاءَهُ، ويُعَلّمُونَ تِلكَ البِدَعْ أيضاً.

تَتصِفُ قَراراتُ الإنْسَانُ المَسِيحيّ بالإخْلاصِ والأمَانَةِ. وهَذا مَا فَعَلتْهُ نُعْمِي، فِقدْ سَلَكت بِهَذهِ المَبَادِئ، وقَالت لكَنَّتَيْهَا أنْ تَرْجِعَا إلى بَيْتِ أبِيِهما. وعَادتْ عُرْفةُ فِعْلاً للبَحْثِ عنْ الأشَياءِ الجَسديةِ. أمَّا رَاعُوثُ فأنَصَتت لِصَوْتِ الرَّب، وقَرَّرتْ أن تَتبَعَ حَمَاتَهَا وقَالت: لاَ تُلِحِّي عَلَيَّ أَنْ أَتْرُكَكِ وَأَرْجِعَ عَنْكِ, لأَنَّهُ حَيْثُمَا ذَهَبْتِ أَذْهَبُ وَحَيْثُمَا بِتِّ أَبِيتُ. شَعْبُكِ شَعْبِي وَإِلَهُكِ إِلَهِي (راعوث 1: 16)، وهَكذا بَالتَوْجِيهَاتِ التي أعَطَاهَا الرَّبُ لنُعْمِي، وطَاعَةُ رَاعُوثُ لهَا، صَارت مِنْ السُّلالةِ التي جَاءَ مِنْهَا الرَّبُ يَسُوعَ المَسِيح منْ الْمَلِكُ دَاوُدَ.

 

محبتي لكم في المسيح

د.سوارز