رسالة اليوم

01/10/2022 - أهميَّة الخِتان

-

-

وَيَخْتِنُ الرَّبُّ إِلهُكَ قَلْبَكَ وَقَلْبَ نَسْلِكَ، لِكَيْ تُحِبَّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ

قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ لِتَحْيَا. (تثنية6:30)

خُتِن بنو إسرائيل في الجسَدِ، الأمرُ الذي أمرَ بهِ الربُّ في ذلك الوقت،
قبل مجيء يسوع. كانت هذه العمليَّة مشابهة لنوع الخِتان الذي يحدثُ في
داخلِنا عندما نتجدَّد اليومَ (يوحنا12:1؛ أفسس13:1). ولكن تلك العمليَّة
كانت مؤقَّتة، أمَّا عمليَّتنا فأبديَّة. إذا نظرنا إلى المعارك الرُّوحية التي
نخوضَها ضدَّ قوى الظَّلام، فإنّ الطقوس القديمة لا فائدة مِنها اليوم، ولكنَّ
الأخيرة إلزامية، وإلَّا فلن ننجح في المعركة ضدَّ الشَّر.
جهادُنا روحيٌّ وليس حسبَ الجسَد، نضع العدوَّ تحتَ قدمي الربّ
عندما ننتصرُ في التَّجربة. كلُّ من دُعي إلى الخلاص، هو عضوٌ في جسَد
المسيح، لذلك يجب أن يتواجد في الظُّروف المناسبة لتمثيل العليّ. نحنُ
وكلاء السَّماء، لنقود النَّاس لامتلاك أرض الموعدِ، وبالتَّالي نحنُ بحاجةٍ إلى
هذه العلامة الدَّاخليَّة.
سنكونُ قادرين على تقديم المحبَّة للربِّ من كلِّ قلوبِنا وأرواحِنا إذا تمَّ
ختانُنا من الدَّاخل. الآن، محبَّة الله هي حِفظ وصاياه، والتي يجب أن تكونَ
الهدف الأعظم لحياتِنا عند نوالِنا الخلاص. عندها سنتمكَّن من تحقيق ما
طُلب منَّا فنتمتَّع بمحبَّة الآب. أنت لا ترى أو تشعر عندما يتمّ العملُ، ولكن
بالإيمان، يجب أن تؤمن أنَّه قد تمَّ إنجازُه.
عرفَ الربُّ هذه الأهميَّة، لأنّه لو لم يفعل ذلك، لما كنَّا قادرين على
محبَّتِه، وبالتَّالي لن نكون محبوبين من الله أو يسوع المسيح (يو21:14).
وعندئذٍ لن نتمتَّع بالحياةِ التي يُريدها الآبُ لأبنائهِ. الآن، هذا كلُّ ما نحتاجه
في جميعِ المواقفِ لتكون في مصلحتِنا، سنتمتَّع بالصَّحة الجيِّدة في الجسَد
والرُّوح (3 يوحنا1-2). الختانُ جزءٌ جوهريٌّ من عمليَّة خلاصِنا.

أُجريَ الختانُ في أجساد بني إسرائيل الذُّكور، أمَّا اليوم، فتحدثُ
العمليَّة في أرواح الَّذين خلَّصهم يسوعُ. اعتاد الإسرائيليُّون على أن تكون
هناك علامة مميَّزة لهم كخدَّام الله. أمَّا نحنُ فالعلامة هي البنويَّة. عندما أُسِر
النَّاسُ في المَعركة، كانوا يتحقَّقون من أجسادهم لاكتشاف وجود العبرانيين
في وسطِهم. اليوم، نُعرف من قِبل الملائكة أو الشَّياطين على حدٍّ سواء
بسبب هذا الختم، كشعبٍ خاصٍّ حصريٍّ لله (بطرس الأولى9:2).
قامَ الربُّ بهذا العَمل، ولكن كلَّ ما يفعله ويأمرنا به يجب أن يتمَّ قبوله
بالإيمانِ، لذلك يجب أن نؤمن أنَّنا تلقَّينا هذه العلامة ونتصرَّف بكلِّ يقينٍ أنَّه
يُمكننا أن نحبُّه ونحيا وفقًا لـ الشُّروط التي يُعلنها الكتابُ المقدَّس. كلُّ شخصٍ
ينال الخلاصَ لديه هذا الختم فعلاً، لذلك لا داعٍ للخوفِ من أيِّ تجربةٍ.
صدِّق أنك قد نِلتَ الإيمان وحصلتَ على الخلاص، وبالتالي يمكنك أن
تحبّ الله- بحفظ وصاياه- وسيحبٌّك المسيحُ والآبُ. زِد على ذلك، لديك
الظُّروف المواتية للاستمتاع بالحياة التي يمنحَها لك، والتي تشمل التحرُّر من
الشَّر، ومن أيِّ إدمانٍ أو خطيئة، إضافة إلى تحقيق الإيمان الكامل بيسوع.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز