رسالة اليوم

29/09/2022 - خطأين فادحين

-

-

لأَنَّكُمَا خُنْتُمَانِي فِي وَسَطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ عِنْدَ مَاءِ مَرِيبَةِ قَادَشَ فِي

بَرِّيَّةِ صِينٍ، إِذْ لَمْ تُقَدِّسَانِي فِي وَسَطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. (تثنية51:32)

يجب ألّا يَنسى كلُّ ابنٍ لله واجبَه: خدمة الربِّ، وعدم القيام بما يراه
أفضل أو أكثرَ ملاءمة، لأنَّه ليس صاحبُ العملِ أو هو الذي يقرِّر ما
يجب قوله أو فِعله. إذا نفَّذنا ما أمرَنا به، فلا ينبغي أن نتوقَّع مكافأة، رغم
أنَّها ستُعطى لنا. ولكن إذا تصرَّفنا وِفقًا لإرادتِنا، فسنكون أشراراً، لأنَّ
الخيرَ لا يُمكن أن يأتي من الإنسانِ (رومية21:7). وإذا فعلنا ذلك،
فسوفَ نعاني من عواقبِ موقفنا.

ينبغي أن يهتمَّ كلُّ خادمٍ كي يُرضي من جنَّده. خدمة الله ليست صعبة إذا
تخلَّينا عن إرادتنا الشَّخصية. التَّحضير ليكون الشَّخص خادمًا ليس عملاً
فكريًّا؛ بل نتعلَّم ذلك عند أقدام المَسيح. وبه نتحرَّر من الجسَد ومكرهِ. كلُّ
ما يفعله الإنسانُ من تلقاءِ نفسِه لا يخدم الربَّ، لأنَّه لا يقبل مجداً من
إنسانٍ (يو41:5).

المراوغة في أداء الواجبِ ستكلِّفك عقابًا كبيرًا. لماذا تدع نفسَك مدفوعًا
بالغضَبِ والحُزنِ النَّاجمين عن عدم الشُّكر، أو لماذا يجب أن تقبلَ
عروض الخطيئة، إذا كنتَ قد خلصتَ وصرتَ خليقةً جديدًة (كورنثوس
الثانية17:5)؟ ارفضْ أن يقودك ناموسُ الخطيئة والموت، لأنَّ الربَّ قد
وضعكَ تحت ناموس روح الحياة (رومية ٨ ٫ ٢). عندما تقبل يسوع

كمخلِّصٍ لك، فإنَّك تحصل على السُّلطان لتصبح ابناً لله (يوحنا12:1).
فيوجِّهك الرُّوح القدس.

مشكلة أخرى هي ألَا نقدّس الربَّ أمامَ النَّاس- منحَه الإكرامَ الذي
يستحقَّه. الآن، عندما تتَّفق مع شخصٍ ما يقدِّم لك الشُّكر بسبب عطيَّة
نالها، فإنَّك ترتكب خطأً كبيراً، لأنَّ مشاركتك في حدوثِ معجزة ما، هي
لطفٌ من الربِّ فقط. إذا قبلتَ امتنانِ الشَّخص، فلن تمنحَ الربَّ المجدَ
الذي يستحقَّه. وبالتَّالي يضع الآخرون إيمانهم فيك، وهذا يُسيءُ إلى
العليِّ.

سوف يجرِّبك الشَّيطان، إذ يعلم بإمكانية أن يقودَ المؤمنَ إلى الخطيئة.
وأكثر ما يريده هو أن تفقدَ الخلاص. وبالتالي، لن يتجنَّب القيام بكلِّ ما
يَلزم ليبعدك عن الخالِق. أمرَنا يسوعُ أن نصلّي ونسهرَ لئلَّا نقع في
التَّجربة (متى41:23). أولئك الذين لا يستمِعون إلى نصيحةِ السَّيد لن
يتمكَّنوا من إرضاء الربّ أبداً. وسيكونُ ثمنُ إهمالهم باهظًا دائمًا.

أمضَى موسى أكثر من 40 عامًا بأمانةٍ كاملةٍ للخطَّة الإلهيَّة. ولكن عندما
أوشكَ على الاستمتاع بتحقيق وعدِ الربِّ، سَمِعَ- قائدُ شعب إسرائيل- من
الربِّ أنَّه لن يدخلَ أرض المَوعد. كان خطأه هو المُراوغة وعدم تقديس
الربِّ أمام بني إسرائيل (عدد12:20).

تُعلِّمنا الكلمة: أن أَقْمَعُ جَسَدِي وَأَسْتَعْبِدُهُ (كورنثوس الأولى27:9)،
وهكذا لا يكون عليك لومٌ بعد أن تفعل ما قِيل لك فيما يتعلَّق بحياتك.
هذين الخطأين الفادحين هما اللّذان أعاقا أعظمَ زعيمٍ في كلِّ العصور من

دخول الأرض التي قادَ الإسرائيليين إليها. احذر لئلَّا تُمنع من الدُّخول في
الرَّاحة الأبديّة.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز