رسالة اليوم

27/09/2022 - ثمنُ عدمِ المسؤوليَّة

-

-

وَقَتَلُوا بَنِي صِدْقِيَّا أَمَامَ عَيْنَيْهِ، وَقَلَعُوا عَيْنَيْ صِدْقِيَّا وَقَيَّدُوهُ بِسِلْسِلَتَيْنِ مِنْ نُحَاسٍ، وَجَاءُوا بِهِ إِلَى بَابِلَ. (ملوك الثاني7:25)


لقد دفعَ صِدقيّا، آخرُ ملوك يهوذا، ثَمناً باهظاً لعدمِ حِفظِ الوصايا. فمن يُلاحظ موقفه ووضعيَّة شعبهِ يُقارنها بالسُّكارى الذين لا يستطيعون إدراك الخطرِ الذي هُم مُقيمونَ فيه. سمِعنا عن عقيدةٍ خطيرةٍ للغاية في الوقتِ الحاضر، تؤكِّد أنَّه بمجرَّد نوالِ الخلاص، يتمُّ خلاصُ الإنسانِ إلى الأبدِ. بالنِّسبة لأولئك الذين يُبالغون في تقدير نعمةِ الله، فإنَّ الأمثلة الكتابيَّة تبدو وكأنَّها قديمة الطِّراز.

لقد أعمَتْ الخطيئة سكانَ يهوذا الذينَ رفَضوا تحذيرات العليِّ. فبكى ارميا النبيّ، وأصرَّ على أنَّهم تركوا البابَ الواسِع. للأسف، تعرَّضَ صوتَه للسُّخرية والهزيمة، لكنَّ نبوَّته تحقَّقت كما أعلنَ تماماً. لا تثِقْ أبدًا بأيِّ مفهومٍ فيما يخصُّ مصيرَك الأبديّ، حتى لو تمَّ تعليمه من قِبل خدَّامٍ مشهورين. اذهبْ وتعلَّم الكلمة، كي تتصرَّفَ كما يقولُ صاحبُ الكتاب المقدَّس.

اعتادَ كلُّ من لديه التزامٌ مع الربِّ أن يدفعَ ثمناً باهِظاً لقولِ الحقّ. كما حدث مع ارميا ومع جميعِ المؤمنين بالأسفار المقدَّسة. فلا تُحبَط إذا أدارَ الكثيرون ظهورَهم إليك؛ أتمِم الوصيَّة. يُمكن أن يتقدَّم التَّبشيرُ العالميُّ أكثرَ إذا سمِعَ الكثيرُ من "المَسيحيين" الدَّعوة الإلهيَّة وقدَّموا المساعدة لنا. ولكنَّهم يفكِّرون بطريقةٍ مختلفة لأنَّ رسالتَنا تُزعجُ بعضَ النَّاس.

حدثَ السُّقوط أمامَ الكِلدانيين لأنَّهم لم ينتبِهوا إلى كلامِ الربِّ. جعل الشَّيطانُ الكثيرَ من المُخلّصين اليومَ يتعثَّرون بسببِ احتقارهم للكلمة، التي هي سورٌ من النَّارِ إلى جانبِهم. هناك الكثيرُ من النَّاس الذين يُطلقون على أنفسِهم لقبَ خدَّام الله ولكنَّ صلاتهم لم تستجاب أبدًا. وهم لا يعرفون أنَّهم سيتمتَّعون بمحبَّة الآب إذا حفِظوا الوصايا- ومحبَّة الربِّ يسوع أيضاً- سوفَ تعملُ فيهم. أمرٌ مربحٌ أن تكون أميناً.

قُتِلَ أبناءُ الملك أمامَه كما كان متوقعاً. يا له من مشهدٍ مروِّع رأته عيناه! ربما تذكَّرَ تحذيرات النَّبي، لكنَّ الأوان كان قد فات بالفعلِ.
فتحَ الغنيُّ عينيهِ في الهاوية ورأى كم كانَ أحمقاً. حاولَ المُساومة لتقليلِ معاناتِه، لكنَّه لم ينجح. لقد تذكَّرَ إخوته ورأى أنَّ المطافَ سينتهي بهم إلى ذلك المكان حتماً، لكنَّه لم يلقَ استجابة أيضاً (لوقا16: 22-31). حانَ الوقتُ الآن لاتِّخاذ القرار الصَّحيح الآن!

اقُتلِعَتْ عَينا الملكُ الذي رفضَ أن ينظرَ إلى ما أظهرَه اللهُ له بسبب كراهيَّة العدوِّ. قتلَ الشَّيطانُ جميعَ أبنائه، ورأى صدقيَّا حِقدَ بابل عندما أقدَموا على قلعِ عينيهِ.

كلُّ من يقع في العبوديّة الأبديَّة لن يرى نور الحياة مرَّة أخرى. لذلك، لماذا يؤمن البعضُ بهذه الرِّسالة "الجميلة" بأنَّ المخلّصين لن يفقدوا الخلاصَ أبدًا، مادام الربُّ يسوع قد قالَ إنَّ الذين يَصبرون إلى المنتهى فقط سوف يَخلصون؟ اهربْ من الرِّسالة الخادِعة.

كانت مسيرةُ الملك الأعمى والذي فُجِعَ بأولاده نحو بابل قاسيةً وشديدةً، لأنَّه سارَ بقدمين مقيَّدتين بالنُّحاس طيلة الوقتِ الذي استغرقَه، بحيثُ لم يعدْ يشعر بالألم والجُروح التي أصابته. وكعبدٍ مهزومٍ وخاضِعٍ، تمَّ نقله إلى تلك الأرض. وأنتَ ماذا سيُقال عنكَ؟

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز