رسالة اليوم

19/09/2022 - ضِياءُ الربِّ

-

-

مِنْ أَجْلِ صِهْيَوْنَ لاَ أَسْكُتُ، وَمِنْ أَجْلِ أُورُشَلِيمَ لاَ أَهْدَأُ، حَتَّى يَخْرُجَ بِرُّهَا كَضِيَاءٍ وَخَلاَصُهَا كَمِصْبَاحٍ يَتَّقِدُ. (اشعياء1:62)

لن يصمتَ الربُّ أبدًا من أجل الكنيسةِ. يتوقَّع منَّا العليُّ أن نفهمَ ما هو لنا، وأن نعلنَ كلَّ ما تكشِفه الكلمة هو حقٌّ لنا في المسيح. الآن، مشيئة الله هي أن نصلَ إلى ملء قامةِ المَسيح، لكنَّ هذا لن يكون مُمكناً إلَّا للّذي يسمع كلماته. بسبب محبَّته، فإنَّ القدير لن يسكتَ إذا رأى حتى عضواً واحداً من محبوبتهِ ضالَّاً عن مكانتهِ في المَسيح.

لن يسكتَ من أجل مدينة الملك العظيم وحُكمهِ بيننا. هل فكَّرتَ يومًا فيما يَعنيه أن يضطربَ الربُّ، يَمشي من جانبٍ إلى آخر، ويعملُ جاهدًا من أجلِ شعبِه ليستيقظ من أجل ناموسِ روح الحياة في المَسيح يسوع، والذي يختلف عن ناموس الخطيئة والموت الذي خلَّصَنا منه، وبسبب ذلك لم يَعُد يسودُ العدوُّ علينا (رومية2:8).

علِمَ الآبُ أنَّ هناك ثمناً باهظاً يجب أن يدفعه، لكنَّه لم يُمانع في ذلك، لأنَّه أراد إظهار برّه مثل الفَجر. لذلك انتظرَ اللَّحظة المُناسبة بصبرٍ ليبذل ابنه الوَحيد. عندما فعل ذلك، فكَّر في الجِنس البشري بأكملِه. في الواقع، بالكادِ استطاع الله انتظار اللَّحظة التي سيُنجز فيها العَمل الذي سيُعيدنا إلى منزلهِ. الآن تقع على عاتقنا مسؤوليَّة اكتشاف كلّ ما يخصّنا والمطالبة به في المسيح.

أعدَّ اللهُ خلاصَنا كمصباحٍ متَّقدٍ بحكمتهِ. عمله ينيرنا ويقوِّينا بحيث لا يستطيعُ الشَّيطان أن يعيقَ حياتنا خلفَ رغباته. سيتعيَّن عليه التَّوقف عن التَّفكير مرَّتين قبل مهاجمة الشَّخص الذي تمَّ خلاصُه حقًا لأنَّه افتُدي بدم يسوع، فيمكنه هزيمة العدوِّ حتى أثناء غضبهِ. لا توجد قوَّة جهنَّمية يُمكنها إخضاعنا.

الخلاصُ هو أفضل عملٍ شهدته العوالم الثَّلاثة- السَّماء والأرض والجحيم- على الإطلاق. أصبَحنا به برَّ الله في يسوع (رومية22:3)، وعندما نتَّخذ مكانتنا، يصبح هذا البرُّ بريقاً ناريًا يطردُ كلَّ ظلمة تمامًا. لن تسودَ نوايا الشَّيطان على الّذين هم جزءٌ من جسَد المسيح. فاثبّتوا إذًا، لأنَّ برَّكم سيسود ضدَّ العدوِّ.

اسمح لنور خلاصِك أن ينيرَ طريقك؛ وإذا كانت هناك أماكنُ ظلمة في حياتك، سوف تتراجع. إنَّه بمثابة دليلٍ للذين يعبرون طريقك لأنَهم سيكونون قادرين على إيجاد الطّريق الوحيد الذي يؤدّي إلى الخالق. عندما يُضيء نورك، فلن تتعثّر أبدًا في العقبات التي وضعَها الخَصمُ ليمنعك من الوصولِ إلى الهدفِ، جعالة دعوة الله العليا في المسيح يسوع (فيلبي 14:3).

عندما تكونُ مثل شعلةٍ مُلتهبة، فإنَّك تصبح منتصرًا في كلِّ معركةٍ أيضاً. لقد فهمَ داودُ ذلك فقال أنَّ الربَّ هو نوره وخلاصه، ولهذا لا يجب أن يخافَ من أحدٍ (مزمور 27:1). هذه هي الطريقة التي يجب أن تعبِّر بها عن نفسِك عندما تخدم الآبَ. حتى لو كان العدوُّ يعمل على إلحاقِ الهزيمةِ بك، لكنَّكَ ستنتصر.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز