رسالة اليوم

17/09/2022 - العملُ في القَلبِ

-

-

فَاعْلَمْ فِي قَلْبِكَ أَنَّهُ كَمَا يُؤَدِّبُ الإِنْسَانُ ابْنَهُ قَدْ أَدَّبَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ. (تثنية5:8)

هناك طريقتان للاعترافِ: بفمِك وبقلبِك (رومية9:10). إنّه عملُ اعترافٍ لأنَّ الربَّ قد بكّتك بخطئِك. إذا حدثَ ذلك كتجربةٍ فقط، فهذا ليس خطأك، ولكن إذا انتهزتَ الفُرصة للحصولِ على نوعٍ من المُتعة، حتى في قلبِك فقط، فهناك خطيئة. اعترِف بها واطلب الغُفران لتُمحى معصيتكَ. افعلْ ذلك حالاً.

إنَّ التَّجربة ليستْ خطيئة. ولكن إذا دفعَتك التَّجربة لتنظر إلى شخصٍ ما بشهوةٍ، فقد تمَّ فعلُ خطيئة، وبالتَّالي، يجب الاعترافُ بها للوصول إلى الغُفران. في هذه الحالة، لا يُلاحِظ أحدٌ غير الربّ أو يعرف ما حدثَ ولا يؤثِّر خطأك على الآخرين. يَكفي إخبارُه بذلك. ولكن يجب على الشَّخص الذي يرتكبُ الزِّنا أن يعترفَ بالخيانة الزَّوجية لشريك حياتهِ.

يرى الربُّ ما حدثَ في قلبِك وهو الذي يُعطيكَ الوحيَ. إذا قبِلته ووضعتَه موضعَ التَّنفيذ، فعندئذٍ تكونُ قد أسعدتَ الله. ولكن إذا رفضَته، فلا تعرف ما قد يَفعله. الآن، كلُّ ما يُعلنه الربُّ لكَ هو لمصلحتِك. عندما تدرك أنَّ الله يحرمك من شيءٍ يجلبُ لك السُّرور أو الرِّبح ولا تقبله، فإنَّه يباركك.

الأبُ الصّالح لا يُعطي كلَّ شيءٍ يطلبه ابنُه، ولا يمتنع عن تقويمِه عندما يخطئ (أمثال12:3). الأبُ القدوة يصحِّح إخفاقات ابنه ويجاهد لئلَّا يتعثَّر مرَّة أخرى. لذلك ابتهِج إذا أدَّبك العليُّ (عبرانيين6:12). لن يسكتَ الله إذا أخطأ أحدُنا أبداً، لأنَّه يحبُّنا حقًّا.

الهدفُ من تقويمِ الربِّ هو تعليمُك عدم الوقوع في أيدي العدوِّ؛ ولعدمِ إلحاق الأذى بنفسِك أو بأيِّ شخصٍ آخر. بغضِّ النَّظر عمَّا يُمكن أن يبرِّر سوء سلوكك؛ لا تسمع للشَّيطان! بعد أن ارتكبتَ الخطيئة، تُبْ لأنَّك ستبقى منفصِلاً عن الله حتى تفعلَ ذلك (إشعياء2:59). في هذه الأثناء، سيكونُ الشَّيطان قادرًا على إلحاقِ الأذى بك، وربَّما يشلُّ روحَك أو جسَدك إلى الأبدِ.

يقوِّم الربّ حياتك كإلهٍ لكَ وليس فقط كإلهٍ. سيقدِّم تعاليمَه لكَ من أجل شفائِك. حتى لو كان من المؤلم أن تبحث عن الشَّخص الذي أهنتَه لتنال التَّوبيخ منه، فافعل ذلك على أيِّ حالٍ.

إنَّ موقفُ اعترافك سوف يفيدك كثيراً، لأنَّك سترى أنَّك حظيتَ ببركةٍ عظيمةٍ بعد قبول التَّأديب. أولئك الذين يَخفون خطيَّتهم ويتستَّرون على معصيَتِهم، لن يُستجابَ لهم مع أنَّهم يصلُّون طوال حياتهم، لأنَّهم عبيدُ الشَّيطان ولا يُمكن للربِّ أن يُباركهم. فما رأيك بتسويةِ الأمورِ مع الله ومع الذين تسبَّبت لهم بالضَّرر؟

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز