رسالة اليوم

16/09/2022 - الوقوفُ أمامَ الربّ

-

-

وَانْصَرَفَ الرِّجَالُ مِنْ هُنَاكَ وَذَهَبُوا نَحْوَ سَدُومَ، وَأَمَّا إِبْرَاهِيمُ فَكَانَ لَمْ يَزَلْ قَائِمًا أَمَامَ الرَّبِّ. (تكوين22:18)

إنَّ الربَّ أمينٌ، لأنه لا يُخفي ما يفعله عن المؤمنين به (يوحنا 15.15). وهو يدعونا لنكونَ جزءًا من عملِه الصَّالح والمُثمِر. ممَّا يأتي لنا بالمكافأة الأبدية. إيَّاك أن تجلبَ لاسمِه العارَ أو الإهانة. فالَّذي دُعي إليهِ وصلَ إلى أعلى مكانةٍ، وأصبح خادمًا للعهدِ الجَديدِ، ليس بالحرفِ الذي يقتل، ولكن بالرُّوح المُحيي (2كورنثوس6:3).

الذي يخدمُ القديرَ يرتفع (مزمور 3.3). أمّا من يعمل بلا مبالاةٍ، ولا يكرِّس نفسَه لتعلُّم الكلمة، ولا يسمع لقولِ الربُّ، فسيرى أنَّه اتَّخذ قرارًا خاطئًا في يومٍ من الأيَّام. أمرٌ هامٌّ وَمُجزٍ أن تُعتبَر صديقًا لله وحدهُ. لو لم يكن إبراهيمُ أمينًا، لَما سمِعنا عنه أبدًا. ولَما اختبرَ النَّجاحَ، وصارَ أبًا في عُمرِ ال 100 عام.

عندما أعلنَت الملائكة عمَّا عزموا القيام به في سدوم سريعاً، أخبروا القائدَ العِبري بذلك، قائلين إنَّهم سيتحقَّقون من الأمر أوَّلاً. يُظهر هذا الإعلانُ أنَّ الله كان يبحث عن شخصٍ يشفعُ للمدن التي شكَّلت سدومَ الكُبرى. لقد فَهِمَ إبراهيمُ الرِّسالة وأخذ على عاتقِه هذه المهمَّة. عندما غادروا تابعين تعليمات الله، شعرَ إبراهيمُ أنَّ الوقتَ قد حان لسَدِّ الثَّغرة وهكذا فعلَ.

تُظهِر لنا الرِّواية الكتابيَّة سرَّ الرَّجل الذي دُعي خليلَ الله: لقد وقفَ أمامَ الربّ. يجب أن نقفَ أمام وجهِه- إعلانُ الكلمة. وهكذا نصلِّي بشكلٍ صحيحٍ. سيُسمَع لنا عندما ننظر إلى وجهِ الآب. لأنَّ الوحيَ يعلِّمنا متى وكيف نصلِّي. من الواضح أيضًا أنَّ الإجابة تكمنُ في عواملَ أخرى.

لن تنجحَ في الصَّلاة ما لم تكن ثابتًا في الرُّؤية التي رأيتَها في وجهِ الله. يجب قبولُ مثل هذا الطّلب باعتبارِه مسألة حياةٍ أو موت، لأنَّ الربَّ لن يضعَ في قلوبِنا التَّوسُّل من أجلِ شخصٍ ما أو مجموعةٍ من النَّاس، ما لم يكن ذلك ضروريًا وعاجلًا. لذلك عندما تصلّي من أجلِ إنسانٍ ما، افعل ذلك بإيمانٍ وتصميمٍ.

يكمنُ السِّر في تركيز نظرِك على الله. وهذا الأمرُ مُجزٍ ومُفرح بالحقيقة. يُعلِنُ الكتابُ المقدَّس عن نفسِه وهو يُعطينا نظرةً عن كيفيَّة عملِ الربِّ. ويجعلنا حُكماء في كلِّ شيءٍ. إنَّ فهمَ الكلمة يَجعلك أكثرَ حكمةً من سادتك. فما يأتي من العليِّ هو سامِ وضروري بلا شكٍّ. لا شيءَ يُقارَن مع بركات الله.

لعلَّ البعضَ يقول أنَّ الربَّ لم يكن صديقًا لإبراهيم لأنَّه دمَّر سدومَ وعمورةَ. الحقيقة هي أنَّ الملائكة ذهبوا للتَّحقق إن كان هؤلاء النَّاس سيَعترفون بخطيئتهم. ولكن لأنَّهم فجَّارٌ، لم يفعلوا ذلك، بل كان همُّهم فقط هو إشباعُ شهواتِهم الشِّريرة (كولوسي5:3).

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز