رسالة اليوم

03/09/2022 - لا تكن عقيماً

-

-


هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «مَاذَا وَجَدَ فِيَّ آبَاؤُكُمْ مِنْ جَوْرٍ حَتَّى ابْتَعَدُوا عَنِّي وَسَارُوا وَرَاءَ الْبَاطِلِ وَصَارُوا بَاطِلاً؟ (إرميا5:2)

لم يتخلَّ الخالقُ عن البشرية بعد أن أخطأ آدم وصارَ الشَّيطانُ حاكمًا للإنسان. وبما أنَّ الله لم يخلق الإنسان بدون هدفٍ، فقد وضعَ خطة حتى لا يسود الشَّر على خليقته إلى الأبد. وبعد أن دفعَ يسوعُ الثَّمن لفدائنا، نفّذ الربُّ قصدَه لحياتنا. الخلاصُ هو ملء إرادة الله في العملِ.

لم يقِس القديرُ جهوده لإتمام خلاص الإنسان. إنَّ ما قاله الله من خلال ارميا عن الإسرائيليين غير الأمناء، يظهر أنَّه سيفعل أيَّ شيء لتحرير خليقته من المعاناة. وبنفس الطريقة يتحدَّث الآن إلى الذين ضلُّوا، داعياً إيَّاهم إلى اليقظة، لأنَّه لا يوجد في الربِّ شيءٌ يقود الإنسان إلى السَّير في طريق الهلاكِ.

لقد فعلَ حقاً كلَّ ما كان يجب فِعله ليأخذك بعيدًا عن الطريق الشِّرير. عرف المسيحُ كم سيتألَّم ليفديك من أيدي الشِّرير، لكنَّه لم يرجع إلى الوراء وسارَ بحزمٍ نحو هدفه في الخلاص. لقد فعلَ هذا عندما كنَّا بلا قيمةٍ أبداً. لذلك، تخيَّل ماذا سيفعل يسوعُ الآن ليحرِّرك من طريق الخطأ؟ لذلك، لا تضيِّع فرصة السَّعادة واتِّخاذ القرار الصَّحيح.

بدأتْ الخطة الإلهيَّة في جنَّة عدنٍ، حيث تنبَّأ الربُّ عمَّا سيَحدث في ملءِ الزمان (غلاطية ٤ ٫ ٤)، وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ (تكوين15:3). استمرَّ عمله مع نوح، الذي بنى الفلك، وإبراهيم، وإسحق، ويعقوب، وموسى، ويشوع، وداود، وآخرين كثيرين. حانَ الوقتُ الآن لاختيار خدمة العليِّ.

كانت الخطَّة دقيقة للغاية. دفعَ الآلاف من النَّاس ثمناً باهظاً حتى يُمكن إنجاز العَمل. لقد تعاون عددٌ لا حصرَ له من الأفراد مع الخطة، ولكن كان هناك أيضًا العديد ممن استخدمهم العدوِّ لئلَّا يصل الخلاص إلى نهايته. ولكن بفضل الله تمّ كلُّ شيء! ربَّما لا تفهم هذا، لكنَّك مشمول في هذه المهمَّة أيضاً.

لا تسمح لبعضِ المواقف أن تُضعفَ كلمة الله في حياتك. يعتمد خلاصُ الضَّالين على ماهيَّة استجابتك للإغراءات التي تأتي في طريقك بشكلٍ كبيرٍ. لذلك، لا تدع غرور الغِنى واهتمامات الحياة وشهوات العالم، تجعل الكلمة بلا ثمرٍ في حياتك (متى22:13). لقد تمَّ تكليفك بالمهمَّة الأكثر أهميَّة: أن تنجزَ عملَ الله.

لماذا تركَ حكامُ يهوذا الربَّ؟ لأنَّهم أصبحوا بلا نفعٍ وأحبُّوا أشياء هذا العالم أكثر. يجب ألَّا تجتهد كي تكون ثريًا، أو شخصًا مهمًّا يصفِّق لك الآخرون. كُنْ خادماً للربِّ وأنقذ نفسَك من الغضبِ الآتي.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز