رسالة اليوم

01/12/2016 - مَا أَبْعَدَ أَحْكَامَهُ عَنِ الْفَحْصِ

-

-

أَجَابَ يَسُوعُ: لَسْتَ تَعْلَمُ أَنْتَ الآنَ مَا أَنَا أَصْنَعُ وَلَكِنَّكَ سَتَفْهَمُ فِيمَا بَعْدُ (يوحنا 13: 7).

حِكْمةُ الله وعِلمهِ فوقَ حُدودِ فَهْمِنَا، وهوَ يَفْعلُ دَائماً الأفضلَ لنَا. لِذلِكَ، لا يَجِبُ أن نَشُكَّ في صَلاحهِ وأمَانتهِ أبداً. وسَيشرحُ لنَا كُلَّ الأشياءِ الغَريبةِ التي فَعلهَا مَعَنا يَوْماً ما ونَحْنُ لم نَفهمَهَا، كَأنْ يَنْقُلنَا لأمَاكِنْ لا نُريدُ الذَهابَ إليَهَا، أو يُبْعِدُنَا عَنْ " أصدقاء " مُعَيّنين أو يَمْنَعُنَا مِن قُبُولِ وظِيفةٍ مُعيَّنةٍ.

يَعْتني الرَّب بِنَا كأبٍ حَنُونٍ يَهْتمُّ بِعَائِلتهِ، ولا يَنْبَغي أن نَتجاَدلَ مَعَهُ أو نُسيءَ فَهْمَهُ، حَتَى بالنِسْبةِ لأولئِكَ الَّذينَ لمْ يَنَالوا الخَلاَصَ، لا يَجِبُ أن نَعْتقِدَ أنَهُ تَصرّفَ بِسوءٍ مَعَهُم. وكمَا يَقولُ المَثَلُ الشَعْبِي، "في القَلْبِ أرَضِيٍ لمْ يَطَأُهَا أحَدٌ"، بالإضَافةِ إلى أنَّ مَحَبَتُهُ الكَاملةُ تُعْطي الفُرَصَ للجَمِيعِ.

وإنْ لمْ نَسْتطِع فَهْم فِكْر الرَّبْ (أيوب 36: 26)، نَعلمُ أنَهُ صَالحٌ في جَمِيعِ طُرُقِهِ وأعَمَاِلهِ. ولأنّهُ العَليّ فَهو يَعَلمُ كُلَّ شيءٍ، كُلّي القُدْرةِ، ومَوْجُودٌ في كُلِّ مَكانٍ، وأعَمَالهُ تُعبّرُ عَنْهُ، ومَع ذَلِكَ هُناكَ الكَثيرينَ الَّذينَ لا يقبلونَ هَذا الكَائنُ العَجِيبُ الَّذي خَلقَنَا، وسَخَّرَ كُلَّ شيءٍ لنَا (رومية 8 : 28).

لِذَلِكَ، إنَّ إنْكَارَ أعَمَالِ الله أو عَدمَ الإيمَان بِهَا يُعتَبرُ في مُنْتَهي الحَمَاقةِ. فالرَّبُ يَتّخِذُ أفَضَلَ القَرارَاتِ لأبَنائهِ. لأنَّ الكُلَّ مَكْشُوفٌ أمَامَ عَيْنَيهِ. فَمِنَ الحِكْمَةِ أن تُخَصَّصْ للَّذِينَ يُحِبُونَهُ مِن كُلِّ القَلب، وليَسَ لمَن يُنكرونهُ. ولا تَنْسَ أنَّ الِّشِّرير كَذَّاب وَأَبُو كُلّ كَذَّابِ (يوحنا 8: 44). ولِذَلكَ يَسْتَعملُ أنَاسَاً كَثِيرين َكي يُضلَّنا.

فأفَضلُ مَشورةٍ هي التي مِن عِندِ الرَّب، وفي كَلِمَتِهِ كُلّ الإجَابَاتِ التي نَبْحَثُ عَنْها، وأخِيراً هُو لنْ يَكُونَ إلهاً عَادِلاً إن لمْ يَمنحِ فرصةَ مَعْرفتهِ للكلّ.

نعلَمُ أنَّ الرَّبَ يَنْقُلنَا أحْياناً كَثيرةً لأمَاكِنَ مُتَفرِّقةَ لِمُساعَدةِ شَخْصٍ مَا. وأحْياناً اُخرى يَقُودُنَا للعَيْش أو العَمَل في مَكانٍ مُعيَّنْ لاسْتِخْدامِنا أيَضَاً، فَعَلينَا قُبُولَ ذَلكَ بِقَلبٍ رَاضٍ وبِفَرحٍ شَديدٍ، فاخِدُمْ الرَّبَ في المَكانْ الَّذي يَضعُكَ فِيهِ، وإذا كَانَ هُناكَ أيّ صُعُوبةٍ كُنْ سَعيداً ولا تَتَذمَّر، وإن كُنْتَ تُريد تَغِييرَ شَيءٍ مَا في حَياتِكَ، صَلِّ وهو سَوْفَ يُرْشِدُكَ.

لأَنَّنَا بِالإِيمَانِ نَسْلُكُ لاَ بِالْعِيَانِ (2 كورنثوس 5: 7)، فَكُلُّ مَا يَحْدثُ لك هو مَشِيئةُ الرَّب. أمَا بالنِّسْبةِ لخُدامِ الرَّب، الَّذينَ لمْ يَنْجَحُوا في تَجْربةٍ معيَّنَة، لا تَحْكُم عَليْهم، ولكِنْ بالأحَرى ثِقْ أنَّ الرَّبَ الإله لا يَضْمِرُ الشَّرَ لأحدٍ، وكُلُّ الأمُورِ التي لمْ تَفهمُها الآن وتَشعُرُ بالسُّوءِ نَحْوهَا، سَيُعْطِيكَ الرَّبُ عَيْنَان مفْتُوحَتان في الوَقْتِ المُناسبِ لفَهْمِهَا. أمَّا في الأبَديةِ فالرَّبُ يَسُوع سَيَشرحُ لنَا كُلَّ شيء.

 

محبتي لكم في المسيح

د.سوارز