رسالة اليوم

25/08/2022 - بداية النَّصر

-

-

وَسَمِعَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ أَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدِ اجْتَمَعُوا فِي الْمِصْفَاةِ، فَصَعِدَ أَقْطَابُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ إِلَى إِسْرَائِيلَ. فَلَمَّا سَمِعَ بَنُو إِسْرَائِيلَ خَافُوا مِنَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. (صموئيل الأول7:7)

لا يجب أن يخافَ كلُّ من يتبع توجيهات الله من مواقف العدوِّ، فالربُّ الذي يعرف ويرى كلَّ شيء يسهر على حِفظ شعبه وحمايتِه. لا يوجد فكرٌ، أيّاً كان، لا يعرفه القدير الكلِّي العِلم، والكلِّي الوجود. إذا كنَّا بعلاقة حسَنة معه، فلن نخشى أيَّ تهديد من العدوِّ، لأنَّ الجميع سيفشلون.

يمتلك العليُّ الموارد الأكثر كفاءة لإرشاد شعبه نحو الخلاص، لكنَّه لن يستخدم طرقًا ملتوية أبداً. أفضل ما يُمكننا فِعله هو أن نتيقَّظ ونصلِّي حتى لا نقع في التَّجربة، وبالتالي لن نُعطي ثغرة للشَّيطان كي يهاجمنا. لا يُمكن أن نيأس حتى لو بدا كلُّ شيء أنَّنا لن ننجحَ، لأنَّ الشِّرير لا يستطيع أن يلمِس شعرةً واحدة من رؤوس الثَّابتين في الربِّ.

تستخدم الشَّياطينُ أناسًا منفصلين عن الله، ليَحفروا قبورهم بأيديهم. للأسف، لقد رأينا هذا يحدث عشرات المرَّات وسنظلّ نرى المزيد. كثير من هؤلاء النَّاس رائعون. ولكنَّهم يتأثرون بأيِّ نوع من التَّجارب، ويتركون مبادئ الكلمة، فيُعانون مصيرًا رهيبًا. أصلِّي ليرحم الآبُ السَّماوي حياتك لئلَّا تكون غير كفءٍ، آمين؟

سمِعَ الفلسطينيُّون أنَّ شعبَ إسرائيل قد اجتمعوا في المِصفاة ليطلبوا العليَّ. لو كانت لديهم نفس الرِّغبة، لكان مصيرهم مختلفاً. لماذا يُصِرُّ خادم الله على محاولة مقاضاة أخيه في المسيح مادامت الكلمة تمنع ذلك صراحة (1كورنثوس6: 4-7)؟ حتى لو كنتَ محقًّا تمامًا وكابدتَ الخسارة، بحسب النَّص الكتابي، فمِن الأفضل ألَّا تخسر مكافأة الله.

لا يهمّ إذا كان الشَّخصُ ضالَّا أو مُخلّصاً. فعندما يحارب خدَّام الله، يكتب هزيمتهِ. كان الفلسطينيون أشرارًا، وبمجرَّد أن علِموا بوجود الإسرائيليين في المِصفاة، قرَّروا محاربتهم وتدميرهم جميعًا، لأنَّهم كانوا غير مستعدِّين للقتال. ولكنَّ الربَّ، الذي قطعَ وعودًا أمينة لشعبِه، كان مستعدًّا وساهرًا للعمل.

كان التَّهديد خطيرًا من الجانب الإنساني. خافَ بنو إسرائيل وطلبوا من صموئيل الاستمرار في الصَّلاة من أجلهم. عرف النَّبي ماذا يفعل: قدَّم محرقة وصلَّى لإلهِ المواعيد. وفي نفس اللَّحظة، دخل رجلُ الحرب في المعركة، مرسِلاً عاصفة كبيرة جعلت الفلسطينيين يفرُّون مرعوبين.

لا يسمع الله عندما يصلِّي شعبه فحَسب، بل يسمع أيضًا عندما يطلب فردٌ أو عائلة المساعدة الإلهيَّة. عندما رأى الإسرائيليُّون عمل الربِّ، تحمَّسوا وتقدَّموا ضدَّ الفِلسطينيين ودمَّروهم تمامًا. لا تدع العدوَّ يُعيد تجميع صفوفِه؛ اذهب حتى النِّهاية حتى لا يقوم مرَّة أخرى.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز