رسالة اليوم

19/08/2022 - نهايةُ حقبةٍ من الأخطاء

-

-

وَأُقِيمُ لِنَفْسِي كَاهِنًا أَمِينًا يَعْمَلُ حَسَبَ مَا بِقَلْبِي وَنَفْسِي، وَأَبْنِي لَهُ بَيْتًا أَمِينًا فَيَسِيرُ أَمَامَ مَسِيحِي كُلَّ الأَيَّامِ. (صموئيل الاول 35:2)

تقدَّم عالي في السِّن، كما يَحدث مع الجَميع أيضاً. ولكنَّ التَّحوُّل كان أعظم فيما يتعلَّق بجانبِه الرُّوحي من جانبه المادي. هذا أمرٌ خطيرٌ ويُمكن أن يحدثَ مع الشَّباب أيضاً. إنَّ الرَّخاوة الرُّوحية، بالإضافة إلى كونِها أمراً فظيعًا لِمَن يقعُ بها، هي بمثابة درسٍ سيِّئ للأعضاء الآخرين في جسدِ المسيح. في حالةِ عالي، بدأ أبناؤه في الضَّلال، ومن المُحتمل أنَّ الآخرين قد قلَّدوا مثالهم.

كانَ سقوطُ حَفني وفينحاس عظيماً لدرجة أنَّه جلبَ العَار لإسرائيل. بما أنَّهم كانوا أبناءَ رئيس الكهنة، كانَ من يتوقَّع منهم أمراً آخر. لا نعرف كم كان حُزن عالي بشأن ذلك وإن كان قد طلبَ الربَّ بهذا الشَّأن. هناك آباءٌ يتضايقون من أفعالِ أولادهم ويطلبون لبعض الوقت المُساعدة الإلهيَّة، لكنَّهم لا يَرون نتائج فوريَّة، أو لا يفهمون أنَّهم يخضعون للتَّجربة، فيَستسلمون.

كان العليُّ يُراقب كلَّ شيءٍ ويشعر بالاشمئزاز من تصرُّفات أبناء عالي. والأسوأ أنَّهم كانوا يقومون بالخِدمة الإلهيَّة. فمن خطاياهم عدم احترام تقدمات النَّاس للربِّ إلى جانبِ الدَّعارة التي مارسوها. بالتَّأكيد لن يُتركوا بلا قصاص. فالذين يطيعون الشَّيطان يواجهون حُكمين: واحد من الله القدير وآخر من الشِّرير الذي يعمل فيهم.

النُّبوءة القاسية التي تلقَّاها عالي لم تدفعه إلى تغيير رأيه. هذا مُشابه لكثيرٍ من المَسيحيين الذين يشعرون بالنَّدم، ويحزنون على ما فعلوه، ويصلُّون ويتكلَّمون للربِّ عن الأمر، لكنَّهم لا يتوبون من أجل الحصول على الغفران. عندما يفعلون ذلك، يظنُّون أنَّهم بحالة روحية حسَنة، لكنَّهم في الحقيقة، يسكِّنون ضمائرهم فقط، وهذا لا يعني شيئًا. إنَّ ما يجعل المرء يتغيَّر هي التَّوبة الحقيقيَّة، لأنَّها تجلب النَّجاة من الإثم.

وصلَ عالي إلى درجة أنَّ روحَ الله لم يَعُد يوجِّهه بسببِ شيخوخته الرُّوحيَّة، ولم يُلاحظ أنَّ حنَّة كانت " سَكرى" بسببِ مرارة نفسِها، وليس بسبب المشروبات الكحوليَّة. يُمكن أن يحدث هذا لشخصٍ مليء بالشَّغف العاطفي أو بسببِ الاستماع إلى إطراءٍ ومحبَّة، أو شخصًا معيَّنًا يبحث عن حبيبٍ. أولئك الذين يسلكون في الرُّوح يرون الأشياء على حقيقتِها.

أين كان عالي عندما دعا الله صموئيل ثلاثَ مرَّات؟ كان نائماً في مكانهِ المُعتاد. ولم يكن لديه إرشاد من العليِّ. فقط بعد حدوث ذلك للمرَّة الثَّالثة، استنتج الكاهنُ أنَّ الربَّ يتحدَّث إلى الصَّبي الصَّغير. افعل كلَّ شيءٍ لئلَّا تشيخ في الإيمان وتهجر الحضور الإلهي، لأنَّ خدمتك يجب أن تتمَّ حتى اليوم الأخير بمسحةٍ كاملة.

يعرفُ العليُّ إلى أين يتَّجه العالم من خلال الجُنون الذي نراه في أيَّامنا. لذلك يُعِدُّ خدَّامه في كلِّ جيلٍ. وهو يُعلن نفسَه فقط للذين تمَّتْ دعوتُهم في الوقت المُناسب. اليوم يجب على الذين يقودون العمل الإلهيَّ أن يكونوا أمامَ الآب بقلبٍ كاملٍ، دون الاهتمام لأيِّ رغبة جسديَّة.

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر. سوارز