رسالة اليوم

13/08/2022 - وُهِبَ أكثرَ من الآخرين

-

-

فَوَاحِدٌ مِنْهُمْ لَمَّا رَأَى أَنَّهُ شُفِيَ، رَجَعَ يُمَجِّدُ اللهَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ (لوقا15:17)

لا يهمّ إذا كانت فرصتك في الوصول إلى النِّعمة الإلهيَّة بعيدة بعضَ الشَّيء، كما حدث مع الرِّجال البرص، الذين رأوا السَّيد من بعيد، لكنّهم صرخوا طالبين الرَّحمة (لوقا17: 12-13). إذا لم تكن قد حقَّقتَ القرب الضَّروري الذي تريده، فاصرخ أينما كنتَ، لأنَّ الربَّ سيسمعك طالباً المعونة بالتَّأكيد. عندما أجابَ البُرصُ، جعلَ نفسَه في متناول الجَميع.

أمرٌ صائب أن ترفع صوتك وتصرخ طلباً لرحمة الله، لكنَّ هذا لا يعني أن ترفع صوتك بل إيمانك الذي عبَّرت عنه في هذا العَمل. حقيقة أنَّ يسوع قد سمِع لهؤلاء البُرص تُظهِر أنَّه يسمع لشعبِه دائمًا. لا أحد يُستثنى من الحبِّ الإلهيّ. ولكنَّ الخطايا التي يرتكبها الإنسانُ تفصله عن الله وتمنع العليّ من الاستماعِ لطلباتِه (إشعياء 59: 2). ولكن إذا كنتَ قد ارتكبتَ معصيةً، فاطلب من الربِّ أن يغفرَ لك.

عندما استجابَ لصلاة تلك المجموعة، أظهرَ المسيحُ لنا أنَّه سيستجيب للصَّلاة الفردية، صلاة العائلة، أو أيِّ مجموعة في المجتمع. السِّر هو أن نصرخ بالإيمان الذي يأتي إلى قلوبنا من جرَّاء الاستماع إلى كلمة الله (رومية17:10). لذلك، إذا كان أحدُ أفراد عائلتك مريضًا، يعاني من مشاكل في العلاقة الأسرية، أو عاطلٌ عن العمل، أو لديه ديونٌ، أو في طريق خاطئ، فإنَّ الحلَّ هو أن تتضرَّع للربِّ من أجلِه، لأنَّه سيستجيب لكَ بالتَّأكيد.

يُظهر الكتابُ المقدَّس لنا أنَّ يسوع يغمِضُ عينيه ويبكي ويتألَّم لأجلنا، بينما يأمر روح البرص أن تترك هؤلاء الناس. أمرهم السَّيد ببساطة أن يذهبوا ويظهروا أنفسَهم للكهنة (لوقا14:17). تعمل المسحَة فينا حتى لو كنَّا نتبع شعائر وصلوات، لكنَّها تعمل، نعم، بسبب القرار الذي نتَّخذه بشأن الشَّخص الذي طلبَ منَّا البركة للشِّفاء.

بالتَّأكيد ابتهجوا لمَّا رأوا أنَّهم شُفوا. ولكنَّ شخصاً واحداً فقط عاد ليشكر الله. كان الافتقار إلى الامتنان أمرًا شائعًا في الكثير من النُّفوس التي عادت للحياةِ بأعجوبة. لا يدرك النَّاس أنَّه إذا كان المنزل فارغًا، فإنَّ الشَّيطان سيعود ومعه سبعة شياطين أكثر سوءًا من قبل، وستكون الحالة الأخيرة لذلك الشَّخص أسوأ من الحالةِ الأولى (لوقا 11: 24-26). يجب على الشَّخص الذي تمَّ شفاؤه أن يقدِّم الشُّكر لله، ويدعو الأصدقاء والأقارب ليفرحوا معه.

عرفَ يسوعُ ما فعله، لذلك طلبَ التِّسعة الآخرين الذين لم يشكروا الله (لوقا 17: 17-18). إنَّه يتوقَّع نفسَ الشَّيء من جميع الذين نالوا البركة. لا يهمَّ إذا كان صراخك من أجل العثور على مستندٍ مفقودٍ أو للشِّفاء من مرضٍ. المعجزة ليست سِحرًا، لكنَّها عمليَّة إلهيَّة تُنقذك من جهد شيطانيٍّ رهيبٍ لسرقتك وقتلِك وتدميرك (يوحنا 10: 10 أ). من نال النِّعمة يجب أن يشكره عليها.

لقد بارك الشَّخصَ الذي عادَ إليهِ، وأعطاه أعظم بركة- الخلاص (لوقا19:17). بينما الآخرون فتمَّ شفاؤهم فقط. أمَّا الذي كان ممتنًّا فحصل على تأكيدٍ بأنَّه سيقضي الأبدية بجانب السَّيد. الغرضُ من السّجل الكتابي هو تعليمنا السَّير في طريق الله. لذلك، اجعل طلبتك معروفًة وكذلك امتنانِكَ.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز