رسالة اليوم

05/08/2022 - أهميَّة العَطاء

-

-

لأَنَّ افْتِعَالَ هذِهِ الْخِدْمَةِ لَيْسَ يَسُدُّ إِعْوَازَ الْقِدِّيسِينَ فَقَطْ، بَلْ يَزِيدُ بِشُكْرٍ كَثِيرٍ ِللهِ (كورنثوس الثانية12:9)

خدمة العطاء هي نعمةٌ عظيمةٌ منحَها الله لنا. دون شكِّ، يُمكنه أن يكشفَ لنا أمكنة الذَّهب والمعادن النَّفيسة الأخرى أو الحقّ في استكشافِها؛ ثمَّ نشتري الأرض مثلاً، وهكذا ستتوفر احتياجات عمل الله. ولكنَّ حكمة الله لم تعتبر هذا شيئًا جيدًا لنا. الشَّرائع التي وضعَها هي الأفضل لأبنائه، ولذلك يجب أن نحمدهُ.

الذي لا يخدم العليَّ لا يستطيع أن يفهمَ كلمته، ولهذا السَّبب يتمرَّد الشَّخص عندما تظهر فرصة إثبات أنَّه يحبُّ الله. الآن، إنَّ تقديم العطايا يُماثل إظهار محبِّتنا له والسَّماح بإظهار حبِّه لنا. من ناحيةٍ أخرى، إذا كنتَ تتجاهل لمسَة الله لقلبك عندما يعرِض عليك أن تقوم بتقدمةٍ ما، فإنَّك لا تمارِس أحد أكثر الأعمال المجُزية هنا وفي الأبدية.

كان لدى امرأة صِرفة كلَّ الأسباب لرفضِ أوامر إيليا عندما طلبَ منها أن تستخدم باقي الدَّقيق وقليلًا من الزَّيت لتحضير رغيفِ خبز له أوَّلاً (ملوك الأول 17: 11-13)، ومع ذلك لم تعصَ كلامَه. وهكذا تأكَّد من إتمام ما يقوله لك شخصٌ ما باسم الربّ، لأنَّ القدير سوف يتمِّم الكلمة التي تمَّ تسليمها لك بكلِّ تأكيد. لم تمُتْ تلك المرأة لأنَّها آمنتْ بما قاله لها رجلُ الله. فالمعجزة ليست النِّهاية، لكنَّها بداية حلقة لا نهاية لها.

إنَّ الربَّ هو الذي يزيد كلَّ ما أعطاك إيَّاه. لقد حوَّل الخمسة أرغفة والسَّمكتين اللَّتين قدَّمهما شابٌّ إلى ملايين القطع التي أطعمت خمسة آلاف رجلٍ جائعٍ إضافة إلى النِّساء والأطفال. أكلوا حتى شبِعوا وبقيَ 12 سلَّة ممتلئة (متى 14: 15-21). هذا يُثبت أنَّ استجابات الربِّ غنيّة دائماً، أكثر ممَّا نحتاجه بكثيرٍ في تلك اللَّحظة؛ لذلك لا تبدِّدوا بقايا الطعام.

يضمنُ القديرُ أنَّ إدارة هذه الخدمة توفِّر احتياجات القدِّيسين. لكنَّنا نتساءل: لماذا يوجد أعضاءٌ في جسَد المسيح لا تُلبَّى احتياجاتهم؟ الآن يمكن أن تكون الإجابة كما يلي: إمَّا قائد الخدمة لا يعلِّمهم أن يقدِّموا، أو أنَّهم يقاومون صوت الله الذي يأمرهم بالعَطاء. فالذي يقاوم الربَّ يخضع لمملكة الظلام. كُنْ حساسًا للرُّوح القدس دائمًا.

وفقًا ليسوع، ما نطلبه في اسمِه يُعطى لنا حتى يتمجَّد الآب (يوحنا13:14). وهكذا، يُمكننا أن نفهم أنَّ إمدادنا باحتياجاتنا سينتج عنه الكثير من الشُّكر الذي سيُقدَّم للآب. لماذا لا تأخذ هذا الأمر على مَحمل الجدّ، وتبدأ في الازدهار وتُعطي الكثير من الوظائف للنَّاس، إلى جانب الأعمال الخيريَّة؟ إذا حدث هذا، فسوف يتمجَّد الربّ من خلالِ أفواه الكثيرين.

افترض أنك الشَّخص الوحيد الذي وضعَه العليُّ على الأرض. بدون شكّ ستكون وعوده وموارده ملكًا لك وسوف يحبُّك وفقًا لمحبَّتك له. عزيزي القارئ، هكذا يُنظر إليك. افتح عينيك وكُنْ بركة!

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز