رسالة اليوم

28/11/2016 - الْبَشَرِيَّةِ بَيْنَ آدَمُ الأوَّلَ و آدَمُ الأَخِيرِ

-

-

إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ ( رومية 3: 23).

 

شيءٌ مُثيرٌ للدَهْشَةِ كيفَ ينْخدعُ البَشر! تُنْفق بَعْضُ الحُكوماتِ والمُؤسسَاتِ للبحُوثِ مَبالغَ طائلةً. على سَبَيلِ المِثَال لمِعَرفةِ كِيفَ كَانتْ تَعيشُ الشُّعُوبَ فَي المَاضي؟ ولكِنْ لا أحد يفَكّرُ بأن يُنفقَ بَعضَ الوقْتِ لمَعْرفةِ كَيفَ دَخلَ الشَّرُ إلى عَالمِنا هذا. وذَلكَ، لأنَ الكَشفَ عَنْ هذِهِ الحَقّيقة هو أمرٌ ذو أهَمِيةٍ كَبيرة لِحلِّ مَشَاكِلِنَا. هَل تَعلمُ ذَلِك أيَهُا القَارِئُ العَزيز؟

العَالمُ المُعقّدُ الَّذي نَعيشُ فِيهِ لمْ يَأتِ إلىَ الوجُود بِسببِ الاِنفِجَارِ الْكبَير المَعْروفِ باسْمِ Big – Bang)). ولكِنْ مَا حَدثَ في الوَاقع هَو دَويّ صَوْتٍ - أي دَويُّ صَوْتِ الرَّبِّ - وبَالمقارنةِ بمَا نَعْرفهُ مِن أصَواتٍ، بَالتأكِيدِ هو يُدوّي كَأنَّهُ صَّدى اِنفِجَارٍ كَبِيرٍ. وعِندمَا قَال الرَّبُ: لِيكُنْ نُوراً، وأصَدَر أوامِرَ أُخرى، دَوَىَ صَدى صَوْتهُ مَرةٌ أُخْرى، وهَكذا أحْدَثَ تَوسّعاً فِي السَّمَاواتِ وخُلِقَ العَالمُ المَادي!

 

أمَا بالنِسْبَة للخَطيئةِ الَّتي فَعَلها آدمُ فَقدْ كَانَ لهَا الأثَرُ الكَبيرُ عَلينَا: لقدْ جَلبتْ لنَا المَوتَ - أي طَبيعةَ إبْليسَ وصَارَ المُوتُ على جَميعِ بَني البَشَر، لِذلكَ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا. ولمْ يَعُد لآدمُ شَركةٌ مَعَ الرَّبِ، فَطردهُ الرَّبُ مِنَ الجَنَةِ. وبهَذهِ الخَطيةِ يُوجدُ مَصْدرُ كُلِّ مَشَاكِلِنَا. وقَامَ الرَّبُ بإعْدَادِ خِطةٍ لِخَلاصِنَا، وكَانَ الوَحيدُ الَّذي يَسْتطيعُ قَانونياً أن يَخلّصَ الإنْسَانَ، الَّذي عُزِلَ عَنْ نِعْمَتِهِ، واِبْتَدَأَ الرَّبُ العَمَل. وتَحقّقتْ الخِطَةُ بِمَوْتِ ابْنهِ الوَحيد على الصَّليب، وبِذَلِك خَلقَ الرَّبُ العَليُّ الإنْسَانَ مِن جَديدٍ لِرَجَاءٍ حَيٍّ (1بطرس 1: 3). ومَا فَقَدْنَاهُ فَي آدَمُ عَادَ إلينا مِن جَديد في المَسِيح.

هَلّ قَابلتَ أحَداً اسْتثمرَ ولو القَلِيلَ مِنَ الوَقتِ لمِعرفةِ مَا فَقَدْنَاهُ بِخطيئةِ الإنْسَانُ الأولُ وما كَسِبْنَاهُ بانْتِصَارِ آدَمَ الأخِير. في الوَاقِع لقدْ خَسِرنا الكَثيرَ مِنَ الإمكَانِيَات الَّتي مَنحَهَا الرَّبُ لنَا بِسَببِ الخَطيةِ الَّتي وقَعَ فِيهَا آدَمُ في جَنةِ عَدَنْ، ولمْ يَبقَ لنَا سِوى إمْكَانِيَات التَعامُلِ مَعَ العَالم المَادِي. لقدْ خَلقْنَا الله عَلى صُورَتِهِ ومِثَالِهِ والوَحْي يُؤكّدُ بِأنَّنَا يُمكنُ أن نَكونَ مِثْلهُ فِي هَذا العَالمِ. لِكنْ بِسقُوطِنَا، صِرنَا عَبيداً للشِّرِّير.

وعِنْدمَا نُدْركُ نَحْنُ المَسِيحيونَ مَا حَققهُ الرَّبُ يَسوعَ مِن انْتِصَاراتٍ بِمَوْتِه مِن أجْلِنا على الصَّليب، ونَبدأ باسْتِعْمَالِ هَذا السُّلطانْ لإبْطَالِ الأعْمَالِ الشِّرِّيرةِ وكَذلِكَ لإنْجَازِ الوعُودِ الإلَهِيةِ، نصِبحُ خُدامُ الرَّبَ الإلَهَ فعْلاً. وكُلُّ البَعيدِينَ سَوفَ يُلاحِظُونَ ويَتَغَيّرونَ، لأنَهُم سَيَرونَ أنَّ الإنْجِيلَ ليْسَ دِينٌ لاسْتِعْبَادِ البَشَر، بَل هو الحَلُّ لجَميعِ مَشَاكِلِهمْ.

 

محبتي لكم في المسيح

د.سوارز