رسالة اليوم

27/07/2022 - كَكَلِمَةِ اللهِ

-

-

مِنْ أَجْلِ ذلِكَ نَحْنُ أَيْضًا نَشْكُرُ اللهَ بِلاَ انْقِطَاعٍ، لأَنَّكُمْ إِذْ تَسَلَّمْتُمْ مِنَّا كَلِمَةَ خَبَرٍ مِنَ اللهِ، قَبِلْتُمُوهَا لاَ كَكَلِمَةِ أُنَاسٍ، بَلْ كَمَا هِيَ بِالْحَقِيقَةِ كَكَلِمَةِ اللهِ، الَّتِي تَعْمَلُ أَيْضًا فِيكُمْ أَنْتُمُ الْمُؤْمِنِينَ (تسالونيكي الأولى13:2).

هناك انتصاراتٌ يصلُ إليها الأشخاصُ الذين قُدناهم إلى الإيمان بيسوع والتي تجعلنا نشكر الله باستمرار. بالطَّبع ليسَ كما أثبتَ يهوذا أنَّه لصٌّ وخائنٌ على الرُّغم من أنَّه سارَ مع يسوع، لكن للأسفِ هناك البعضُ ممَّن اختاروا نفسَ الطريق مثل عَخان وبلعَام وإيزابِل وغيرهم ممَّن لم يُدركوا عظمة دعوة الله. ولكن لا ينبغي لأحدٍ أن يترك العملَ بسبب هؤلاء الحَمقى.

مهمَّتنا ليست مُمتعة دائماً، لأنَّه ستكون هناك أوقاتٌ صعبةٌ يعاملنا فيها الأشخاص الذين نساعدهم بالعِداء والرِّيبة وأحيانًا باللؤم. ولكن يجب أن ننظر إلى المسيح، رئيسُ إيماننا ومكمِّله. مادامتْ أصابعُ اتِّهامٍ قد وُجِّهت إليه، ولكن هناك الكثيرُ من الأشخاص المُلتزمين بإتمام المهمَّة التي كلَّفها الآبُ السَّماوي. لذلك ثابِر حتى تجدَ النَّصرَ.

لم يَكن سرُّ بولس التَّبشير بالدّيانة، بل رسالة كلمة الله. فعلَ الرَّسول أيضًا شيئًا هامًّا للغاية: لقد نسيَ الأشياء التي كانت وراءَه وتقدّمَ إلى الأمَام، وثبَّتَ نظرَه نحوَ الهدف، للحصولِ على جعالة الدَّعوة العُليا في المَسيح يسوع (فيلبي3: 13-14). يجب أن نتبع مثاله دائمًا، لأنَّ الشَّيطان بالتَّأكيد سيَستخدم أحدًا ليُضلِّلنا.

لم يتلقَّ النَّاسُ في تسالونيكي رسالة بولس كما لو كانت كلمات بشرٍ. تشجّع، لأنَّ الأمر نفسه سيحدث مع الذين يُرسلك العليُّ لتكرز لهم. ولكن لا ينبغي أن يأتي محتوى الرِّسالة من قلبِك، بل ممَّا يُخبرك به الربُّ من خلال كلمتهِ. لا تُرسل رسائل شخصيَّة لأحدٍ، بل اخدم حسبَ إرشاد الرُّوح القدس. كُنْ وفيّاً لكلام القدير.

تتحقَّق رسالة الربِّ عندما نتكلَّم بكلمة العليِّ وليس بما نعتبره صوابًا. حتى لو كانت لديك أفكارٌ جميلةٌ أو صحيحةٌ وعلى الرُّغم من أنَّ العِلم يُعلِّمك إبقاء النَّاس في صفِّك، لكن لا تلوِّث الرِّسالة بالتَّفكير البشري. ولا تجلب النَّار الغريبة إلى مذبح الله، الأمرُ الذي جرفَ أخوين إلى القبر حالاً (لاويين10: 1-2). الأسوأ ليس الموتُ، بل اللَّعنة الأبديَّة التي سيُعاني منها كلُّ كاذبٍ.

عندما يُسمَع الإنجيل، يبدأ العملُ في حياة الشَّخص الذي قَبِله. إنَّه لمن دواعي السُّرور أن نرى النَّاس، الذين كانت حياتُهم في يومٍ من الأيَّام حُطامًا، يأتون إلى الكنيسة، ويَستعيدون حياتَهم، وبعد فترةٍ وجيزةٍ يستخدمهم الله ليباركوا الآخرين. هدفنا هو تحويل الذين لديهم حياة خاطئة ومليئة بالمشاكل، والذين وضَعهم الله في طريقنا، إلى شعبٍ منتصرٍ.

آمَنَ أهل تسالونيكي، ولذلك رأوا مجدَ الله يَعمل فيهم كما عَمِلَ في ابن العليّ. سيحدثُ نفس الشَّيء لكلِّ من يسمح لك الخالق أن تقودَه إلى يسوع. مسيرتك مع المَسيح هي بركة عظيمة.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز