رسالة اليوم

25/07/2022 - ممارسة العهد القديم

-

-

أَمَّا أَنَا فَفِي مَرَضِهِمْ كَانَ لِبَاسِي مِسْحًا. أَذْلَلْتُ بِالصَّوْمِ نَفْسِي، وَصَلاَتِي إِلَى حِضْنِي تَرْجعُ. كَأَنَّهُ قَرِيبٌ، كَأَنَّهُ أَخِي كُنْتُ أَتَمَشَّى. كَمَنْ يَنُوحُ عَلَى أُمِّهِ انْحَنَيْتُ حَزِينًا. (مزمور35: 13-14).

أُصِيبَ داودُ بخيبةِ أملٍ عندما رأى الأشخاصَ الذين ساعدَهم، يقومون بفعلِ الخِيانة ويُدلون بشهادةِ زورٍ ضِدّه. عندما يحدثُ شيءٌ من هذا القبيل ضدَّنا، يكون ردُّ فِعلنا الأوَّل هو نُكران الإيمان. ولكنَّ الحقيقة هي أنَّه سيكون لدينا خيباتُ أملٍ وضيقاتٍ في هذا العالم (يوحنا33:16). لذلك، عاجلاً أم آجلاً، سوف نشعرُ بالحَيرة تجاهَ كثيرٍ من الأشخاص الذين صبَرنا معهم، وأولئك الذين استثمرنا كلَّ معرفتنا فيهم. سوف يتصرَّفون على هذا النَّحو لأنَّهم بعيدين عن المَحضر الإلهيّ.

نجد أنفسَنا نتعرَّض للخيانة من قِبل الأشخاص الذين ساعدناهم حتى في الخِدمة، وهذا أمرٌ مُحزنٌ للغاية. إنَّه لأمرٌ مؤلم أن تشهدَ شخصًا يعلم أنَّ خطيئته قد اكتُشِفتْ، ويجب مواجهتها وإنكارها بلا خجلٍ. من المؤلم أن ندركَ أنَّ البعضَ يفضِّل العيشَ في الغِشّ، ولهذا لن يذوقوا السَّعادة الأبديّة. ارحم يا ربُّ هؤلاء الذين يفتقرون إلى التَّمييز.

أمرٌ لا يُصدَّق أنَّ هناك من يبيع نفسَه للشَّيطان ويكذب. لا ينبغي لأحدٍ أن يسقطَ في فخاخ الشِّرير، لأنَّ الرُّوح القدس يدفعنا طوال الوقت ليمنعنا من السُّقوط (يوحنا13:16). ومع ذلك، فإنَّ الكثيرين ممَّن يسقطون، يُقنعهم الشَّيطان أنَّه لا ينبغي أن يخجلوا من ذلك، فيقسُّوا أنفسَهم ويرفضون الاعتراف بخطاياهم؛ ونتيجة لذلك فقدوا فرصتَهم بنوال الغفران (أمثال13:28). لكن في اليوم الأخير، سيرَوا أنفسهم سائرين نحو الدَّينونة.

كان داودُ رجلاً بارًّا، وعندما وصفَ موقفَه تجاه المَرضى، أوضحَ أنَّ موقفنا الحالي مشابهٌ لموقف العَهد القديم. من الضَّروري أن نتغيَّر بالكامل، لأنَّ يسوع قد علَّمنا بالفِعل كيف نتصرَّف عندما يعاني شخصٌ ما. لا ينبغي أن نقتدي بأفعال المتديِّنين، لكن يجب أن نطالبَ بحقوقِنا في المَسيح ونُطلق سَراح الأسرى. بالنَّتيجة، لقد تلقَّينا القوَّة للقيام بذلك فعلاً.

يجب أن يكون لنا الموقفُ الصَّحيح تجاه المرضى، لأنَّ الربَّ قد أخذ كلَّ ضَعفِنا. نحن بحاجةٍ إلى تعليم الحقّ لأولئك الذين نخدمهم، وإذا كشفَ الرُّوح القدس أنَّ الخطيئة هي سببُ هذه الضِّيقة، فمن الضَّروري أن نقودَ الشَّخص إلى التَّوبة. والخطوة التَّالية هي أن تستغلَّ سلطتك على هذا الشَّر، وأن تطالبه بالرَّحيل، لأنَّنا نملك سلطاناً على الشِّرير وأفعاله. هذا هو السِّر الذي سيقود الكثيرين إلى أن يتحرَّروا من خلال إيمانك.

يأمرنا اللهُ العليُّ بشفاء المرضى وألَّا نجلس حزينين قربهم. إنَّ عدم الالتزام بأوامر السَّيد يشبه إخبار الله أنَّك لا تريده أن يعملَ في حياة ذلك الشَّخص. احذر، رغم ذلك! ليس عليك أن تطلبَ أو تأمرَ ملائكة الله للقيام بالعمل، لأنَّهم يُطيعون صوت كلمة الربِّ فقط.

عندما يتَّخذُ المؤمنُ مكانته في المَسيح ويتصرَّف بجرأةٍ، فإنَّ الله يعملُ بنفس الطريقة التي كان يعمل بها في أيَّام يسوع. لذلك، عندما تخدم، يجب أن تكون حازمًا وثابتًا، وتطلب من الشِّرير أن يرحلَ. ولكن لا تتجاوز ما هو موجود في الكلمة.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز